إعلان

ذكر ومقامات وشجرة عجيبة يدق بها مسامير.. حكاية قرية البهنسا في المنيا (صور)

12:43 م الخميس 16 مايو 2024

مصراوي

" حلقات ذكر ومقامات وشجرة عجيبة يدق بها مسامير، ونساء يتدحرجن على الرمال".. كلها عادات و تقاليد تتميز بها قرية البهنسا الواقعة في مركز بني مزار بالمنيا، الأمر الذي يجعلها قبلة للبعثات الأجنبية والعلمية التي تصل إليها بهدف الدراسة والبحث والسياحة الأثرية، فهي بجانب كونها أحد الأماكن التى زارتها العائلة المقدسة، كانت أﺤﺩ أهم ﺍﻟﺤﺼﻭﻥ ﺍﻟﺭﻭﻤﺎﻨﻴﺔ في ﺼﻌﻴﺩ ﻤﺼﺭ، ومسرحًا ﻷﻋﻤﺎل ﺍﻟﻘﺘﺎل ﺍﻟﻜﺒﻴﺭﺓ التي وقعت عقب ﺤﺼﺎﺭ ﺍﻟﺠﻴﺵ ﺍلإﺴﻼمي ﻟﻠقرية، والذي ﺍﺴﺘﻤﺭ ﻗﺭﺍﺒﺔ 6 أشهر.

السبع بنات

تُعد منطقة السبع بنات من أشهر المناطق في البهنسا، والموجود فيها أضرحة متجاورة يقال إنها تضم رفات 7 سيدات شهيدات، ممن اشتركن في الفتوحات الإسلامية بالبهنسا قديمًا، فليس من المعروف اسم تلك السيدات أو صفتهن بالتحديد ولا كيف جاءوا أو ماتوا أو دفنوا، ولا تجد سوى لوحة صغيرة تتبع هيئة الآثار الإسلامية مكتوب عليها "قبة السبع بنات.. المشهور عنهم أنهم اشتركوا في حروب فتح البهنسا".

تحولت منطقة السبع بنات مع مرور الوقت وحتى يومنا هذا إلى منطقة لتوافد عشرات السيدات خاصة في يوم الجمعة للزيارة والتدحرج على الرمال الكائنة بمحيط الأضرحة، وذلك بقصد الإنجاب، أو الشفاء من الأمراض، وبحسب اعتقادهن أن تلك المنطقة التي سالت فيها دماء السيدات السبع المحاربات بها شفاء.

الأمر لا يقتصر على السيدات فقط، بل يلجأ كذلك بعض الرجال والشباب للتدحرج للشفاء من أمراض أخرى- بحسب معتقد كل منهم.

شجرة مريم المباركة

تضم منطقة البهنسا كذلك شجرة السيدة مريم والتى تقع بالقرب من مسجد سيدي "علي الجمام" والتي يذكر البعض أن السيدة مريم والسيد المسيح عليهما السلام استظلوا تحتها خلال رحلتهما المقدسة لمصر.

وتشهد الشجرة التي يظهر عليها عوامل الزمان لضخامتها وشكلها الغريب، توافد السيدات للتبرك بلمسها والجلوس أسفلها بعض الوقت والدعاء بالإنجاب.

تسود معتقدات شعبية بين الأهالي؛ منها أن بركة شجرة مريم تساعد في حل أزمة تأخر الإنجاب لدى السيدات ويعتقد بعض أهالي البهنسا أن النوم في الأرض المحيطة بالأضرحة، تساعد في شفاء المرض وزوال الهم، كما يأتى إليها الزوار من جميع أنحاء المحافظة طلبا للشفاء من الأمراض و«فك السحر والعنوسة» ويقدمون النذور، كما يحرصون على قطف أوراق الشجرة للتبرك بها.

وتذكر كتب التاريخ أن البهنسا كانت مدينة حصينة وعند فتح مصر كانت عالية الأسوار، وتحتوى على العديد من القصور والكنائس لكنها تلاشت مع الوقت ولم يتبقى منها إلا الأطلال، أما عن اسمها بتذكر بعض الكتب أنه حكم القرية حاكم روماني جبار يسمى البطليموس وكانت له فتاةً ذات شديدة الجمال ومن شدة جمالها أطلق عليها بهاء النسا، ومع مرور الوقت سميت القرية "البهنسا ".

وذكر القرية الواقدي في كتابه "فتوح البهنسا" أنه حضر أرض البهنسا عشرة آلاف عين رأت النبي صلى الله عليه وسلم، وسبعون بدريًا ممن حضروا غزوة بدر، و1400من حملة الرايات والأعلام ودفن بأرضها نحو 5 آلاف من الصحابة والتابعين.

كما ذكرها كذلك "علي باشا مبارك" في كتاب "الخطط التوفيقية" بأنها مدينة كبيرة مسطحها 1000 فدان وكانت إقليمها يضم 120 قرية غير الكفور، وكانت وقت فتحها المسلمون عالية الجدران حصينة البنيان ومنيعة الأركان ولها أبواب أربعة ولكل باب ثلاث أبراج، ولكن تم فتحها على يد الجيش الذى أرسلة عمرو بن العاص عام 22 هجريًا.

وبحسب أثريين لم تكن حدود القريبة قديمًا هي المتعارف عليها حاليًا، بل كانت تمتد من مركز الواسطى بمحافظة بني سويف شمالًا، حتى مركز سمالوط التابع لمركز المنيا جنوبًا، وتقلصت الحدود مع مرور الزمان نتيجة التطور الإداري، واختلاف وسائل المعيشة، حتى أصبحت تقع في الجانب الغربي لمركز بني مزار، حيث موقعها الحالي.

مقامات الصالحين

وتتحول "البهنسا" خاصة أيام الجمعة من كل أسبوع، إلى مقصد الآلاف من أبناء الصعيد، وعدد من الدول الإسلامية لزيارة الآثار الإسلامية فيها، ومن الآثار الإسلامية التي تضمها القرية، قبة "زياد بن أبي سفيان"، وهو الأمير زياد بن الحارث بن أبي سفيان بن عبدالمطلب، وأبوه ابن عم الرسول صلى الله عليه وسلم، حمل راية فتح البهنسا من عمرو بن العاص، وبُنيَ له ضريح مكتوب على جدرانه "هذا مقام المجاهد ابن المجاهد في سبيل الله الأمير زياد، عام 992 هـ / 1583، وضريح الحسن صالح بن علي بن زين العابدين بن الحسين بن علي بن أبي طالب رضي الله عنه".

كما تضم العديد من مقابر الصحابة والشهداء، منهم "محمد بن عبد الرحمن بن أبي بكر الصديق القرشي التيمي، وأبي عتيق - وزياد بن أبي سفيان بن الحارث بن عبدالمطلب، ومحمد بن عقبة بن نافع، والقعقاع بن عمرو التميمي، وﻤﻴﺴﺭﺓ ﺒﻥ ﻤﺴﺭﻭﻕ ﺍﻟﻌﺒسي، وﺯﻴﺩ ﺒﻥ ﺍﻟﺨﻁﺎﺏ، وﻤﺎﻟﻙ ﺍﻷﺸﻘﺭ الربيعي، و ﻣﺤﻤد بن أبي ذر الغفاري، ومحمد بن عقبة بن نافع، والسيدة خولة بنت الأزور ﺷﻘﯿﻘﺔ اﻟﻔﺎرس العربي ﺿرار ﺑن الأزور، وإﺑﺎن ﺑن ﻋﺜﻤﺎن ﺑن ﻋﻔﺎن، وعبدالله بن المقداد بن الأسود، وعبدالرزاق الأنصاري، وأبو مسعود الثقفي، وكعب بن نائل السلمي، وهاشم بن نوفل القرشي، وعمارة بن عبدالدار الزُهري، وأبو كلثوم الخزاعي، وأبو سليمان الداراني، وأبو زياد اليربوعي، وصاغر بن فرقد، وعبدالله بن سعيد، وعبدالله بن حرملة، وعبدالله بن النعمان، وعبدالرحيم اللخمي، وأبو سلمة الثقفي، ومالك بن الحرث، وأبو سراقة الجهني، وأبو حذيفة اليماني، وابن أبي دجانة الأنصاري، وأبو العلاء الحضرمي".

ومن معالم البهنسا أيضًا ما يعرف بقبة "أبو سمرة"، وهو عبدالحي بن الحسن بن زين العابدين البهنسي المالكي، وهي قبة ضخمة مقامة على تل أبو سمرة الأثري، الذي أجريت به أعمال حفائر البعثة الكويتية، وعثر على 200 دينار ذهب من عصر الحاكم بأمر الله الفاطمي، وحفظت في متحف الفن الإسلامي، ويوجد أسفلها إحدى القصور التي يرجع تاريخها للعصر الفاطمي، وبها زاوية صلاة في مواجهة القبة من الناحية الجنوبية كانت تستخدم لتدريس المذاهب الأربعة.

اقرأ أيضًا:

قصة الشجرة المبروكة.. نساء يتدحرجن على الرمال في المنيا- صور

"البقيع المصري".. "البهنسا" أرض مقابر الصحابة والتابعين في المنيا (صور)

فيديو قد يعجبك: