"الحقونى أنا مخطوف".. حكاية "شهاب" ضحية مطاردة "بحر البنات" في الفيوم
الفيوم – حسين فتحى:
بينما كان "شهاب" يقضي إجازته بقريته، جاءه اتصال من شخص ادعى أنه "علي" زميله في العمل، ليطالبه بالحضور بزعم أن ابن رئيسهم وصل إلى الفيوم ويريد زيارة قرية تونس على شاطئ بحيرة قارون، "ولازم نعمل معاه الواجب"- بحسب المتهم الذي أراد اللعب على وتر كرم "ولاد البلد" المعروف عن أبناء الريف.
للوهلة الأولى حاول "شهاب" التراجع عن هذه الزيارة، خاصة أنه ليس له علاقات مع رئيسه خارج نطاق العمل، لكن بشهامة أبناء الريف صدق الشاب البسيط الخدعة، وذهب للمتصل فى المكان المحدد، حيث وجد شابين ينتظران، على بعد خطوات من مكان وجود السيارة والشخص الذي يقودها.
كما فوجئ الشاب بتصرفات غريبة من الأشخاص المتهمين، حيث قاموا بضربه وتوثيقه بالحبال، وأمام نجع "سالم جاد" أطلق الشاب صرخات "الحقونى أنا مخطوف"، لينطلق الأهالى خلف السيارة، لكنهم فشلوا فى الإمساك بها بعد أن دهست طفلين أثناء محاولة الهروب.
ليتبين أن ما حدث كان خطة لاستدراجه داخل سيارة ملاكى سقطت بهم فى مياه بحر البنات، وخطفه فى محاولة لتأديبه نكاية فى أشقائه، ليلقى حتفه بعد مطاردة مثيرة مع الأهالي الذين حاولوا تخليصه من أيديهم.
كان اللواء ثروت المحلاوي مساعد وزير الداخلية مدير أمن الفيوم، تلقى إخطارا من العقيد أحمد محمد سيف مأمور مركز شرطة الشواشنة، بقيام أهالى نجع الجندى، بالتحفظ على 3 شباب، سقطت بهم سيارة فى بحر البنات وداخلها جثة شاب يدعى شهاب فخرى عجمى – 20 عاما – مقيم بقرية الشواشنة.
كشفت تحريات الرائد أحمد عبد المجيد، والنقيبين محمود غيث وعلى كمال جاد الرب، معاونى مباحث قسم شرطة الشواشنة، تحت إشراف اللواء حسام أنور مدير إدارة البحث الجنائى بالفيوم، أن المجنى عليه كان يقضي إجازته الشهرية بقريته، وفجأة اتصل به شخص يدعى "على" مقيم بنجع الفلاح ومسجل خطرمخدرات، منتحلا شخصية زميلا له، وطالبه بالحضور مدعيا أن ابن رئيسهم فى العمل حضر إلى الفيوم ويريد زيارة قرية تونس على شاطئ بحيرة قارون.
وأوضحت التحريات أن أهالى النجع اتصلوا بأهالى نجع الجندى، والذين وضعوا جذع نخلة وقطع من الحجارة محاولين قطع الطريق أمام السيارة وتحرير الشاب المختطف، إلا أن قائد السيارة حاول الهرب وفشل وسقط بسيارته فى مياه ترعة بحر البنات، فيما تمكن الأهالي من إلقاء القبض على 3 أشخاص، كما عثروا على الشاب المختطف موثق اليدين، وبه آثار ضرب فى منطقة الظهر والصدر ونزيف من الفم ولا يستطيع النطق.
وكشفت التحريات أن المتهم الأول على، حاول تأديب المجني عليه، بسبب وجود خلافات مالية مع أشقائه، فاستعان بشخصين آخرين لمساعدته فى جريمته، وهم محمود ع س – 32 عاما ومقيم نجع المشرك، مصطفى م – 31 عاما مقيم بقرية غيضان.
جرى التحفظ على السيارة والمتهمين الثلاثة وتسليمهم لقوات الأمن، كما جرى استدعاء سيارة إسعاف لنقل جثة المجني عليه لمستشفى الفيوم العام، وقرر رئيس نيابة إبشواى انتداب الطبيب الشرعى لتشريح جثة المجند، لبيان سبب الوفاة.
فيديو قد يعجبك: