إعلان

نظافة وثقافة واختيار العرسان.. حكاية حمام عزوز الأثري في البحيرة - صور

12:10 م الجمعة 09 فبراير 2024

البحيرة - أحمد نصرة:

عرفت مدينة رشيد الحمامات العامة، منذ عدة قرون، وتحديدًا منذ القرن الـ17 الميلادي، حيث قدمت مجموعة من الخدمات والأدوار فكانت بمثابة الجيل الأول للأندية الصحية، والكيانات الثقافية والاجتماعية التي تنتشر في عالمنا الآن.

ميكانيزم عمل الحمام
كانت الحمامات تنشأ على مجاري مائية دائمة نظرًا للاستهلاك الكبير من المياه الذي تتطلبه عملية الاستحمام، كما كان الحال بحمام عزوز الأثري، حيث كانت توجد ساقية على نهر النيل ترفع المياه أعلى سطح الحمام إلى حوض كبير يوجد على سطح الحمام.

وعن طريق مجاري مائية تصل المياه إلى حجرة الموقد أو بيت النار ومنها إلى داخل الحمام لتصل الى الحجرات الساخنة والتي بها المغاطس ومنها للأحواض.

أدوار اجتماعية وثقافية
بجانب الغرض الأساسي للحمام المتمثل في عملية النظافة والتطهر والاستحمام كان هناك عدة أدوار اخرى له فكان الحمام بمثابة صالون ثقافي تعقد به مسابقات الشعر والتمثيل، وكانت تنظم به حفلات السمر والغناء، كما كان مجلسًا لحل خلافات ومشكلات أهل المدينة.

كذلك كان الحمام مكان اتصال لنساء المدينة، حيث كانت تخصص بعض أيام الأسبوع للنساء والبعض الآخر للرجال وكثير من الزيجات والارتباطات الاجتماعية تمت داخل الحمام.

تدوير المخلفات
كان الحمام يحافظ على نظافة المدينة فقمامة المنازل تستخدم فى إشعال الموقد بحجرة التسخين بالحمام، وعلى رماد القمامة كانت توضع قدرة الفول لتسويتها على رماد القمامة، أما تراب الرماد فيعاد استخدامه ضمن مكونات مونة البناء آنذاك، كما كان يستخدم فى عملية تنظيف الأوانى المعدنية.

كان دخل الحمام من النقود موقوف على الصرف لصيانة وترميم جامع زغلول الأثري.

الوصف المعماري

يتكون الحمام من دورين الدور الأول مخصص للاستحمام أما الدور الثاني فهو مخصص لسكن الحمامي "صاحب الحمام".

تطل واجهة الحمام الرئيسية وهي الشمالية على الشارع الرئيس ويفتح بها ثلاثة أبواب : الغربي وكان مخصصاً لبيت النار أو الوقود ، والأوسط للصعود للدور الثاني والسطح ، والشرقي لدخول الحمام ويقع فى منتصف الواجهة وهو معقود بعقد نصف دائري.

ومباني الحمام من الطوب الآجر المغطى بالملاط والأسقف عبارة عن قباب ضحلة ، وإلى الشرق من الحمام كانت توجد الساقية وبئر المياه لرفع المياه إلى أعلى لتوزيعها على الحمام.

المسلخ والبيت الدافئ
والمسلخ: هو مستطيل يغطيه سقف خشبي تتوسطه شخشيخة مثمنة الشكل و الأرضيات من الرخام ويحيط بالمسلخ أربعة أواوين، والبيت الدافئ يتم الدخول له عن طريق فتحة بالجدار الغربي للمسلخ، أما البيت الساخن فتعلوه قبة ضحلة نفذ بها فتحات من الزجاج والذي تتوسطه فسقية رخامية مثمنة الشكل يتوسطها حوض رخامي ذو فصوص يحيط بها أربعة إيوانات يتصدر كل منها حوض للتدليك ومغطسان وأربعة خلاوي.

فيديو قد يعجبك: