إعلان

غرام ما قبل الفلانتين.. حكاية "إيزادورا" شهيدة الحب بتونا الجبل

04:58 م الأربعاء 14 فبراير 2024

المنيا- جمال محمد:

في يوم 14 فبراير من كل عام يحتفل العالم بعيد الحب، ويرددون معه قصة حب الكاهن "فلانتين" الذي سُمي اليوم العالمي باسمه، ولكنهم لا يعلمون أن مقبرة إيزادورا تلك الأميرة الصغيرة التي انتحرت حزناً على رفض والدها الملك زواجها من أحد الجنود، ولا زالت مقبرتها محط أنظار السائحين فور قدومهم للمنيا بالتحديد في منطقة تونا الجبل والتي تضم كذلك العديد من السراديب والمقابر الأثرية.

بحسب مرشدو الآثار بمنطقة تونا الجبل فإن مقبرة "إيزادورا" تعد أشهر المعالم الأثرية هناك، ويحكون قصتها للسائحين والتي تتمثل في أنها فتاة من أصول إغريقية وكانت ابنة للملك الحاكم لإقليم انتونيو بوليس (قرية الشيخ عباده حالياً )، ووقعت في حب أحد أفراد الجيش الذي يدعى "حابي" الذي كان من غير الطبيعي أن يحب ابنة الملك، إذ كانت تعيش هي في قصر والدها وهو من الطبقة العامة، وظلا يحبان بعضهما عدة سنوات إلى أن انكشف أمرهما.

ويذكر الأثريون أن قصة الحب بين إيزادورا وحابي بدأت أثناء مشاهدتها لاحتفالات المدينة برمز الحكمة الآلة "تحوتي" وكانت تبلغ من العمر 16 عاماً تقريبًا، وتعرفت عليه بعد تلك الاحتفالات، وأخذا يتقابلان لمدة 3 سنوات على ضفاف النيل، وسط ترقب وخوف أن يراهما والدها والحراس، بينما لا يمكن للضابط حابي أن يتقدم لخطبتها كونه من عامة الشعب، واستمرت علاقتهما 36 شهراً إلى أن علم والدها، وقرر أن يمنعها من لقائه، وعندما علمت إيزادورا بخبر عدم مقابلتها لعشيقها حابي، ولن تخرج إلا بوجود حُراس والدها، ذهبت إلى وألقت بنفسها فيه وفارقت الحياة حزنًا على حبيبها، وجرى استخراج جثتها، وتحنيطها وعمل مقبرة جميلة لها عام 120 ميلاديًا.

وتعد مقبرة "إيزادورا" بمنطقة تونا الجبل حالياً أبرز المزارات التي يتوافد عليها الزوار من جميع بلدان العالم، ومكتوب على جدرانها رثاء طويل من والدها الملك بعد انتحارها، وهي كلمات: (أيتها الصغيرة الجميلة.. أيتها الطيبة البريئة.. والزهرة الناضرة التى ذبلت فى ربيع العمر.. يا ملاكي الطاهر الذي رحل دون وداع ).

يُذكر أن عميد الأدب العربي طه حسين، قد خصص لنفسه منزلاً بمنطقة تونا الجبل الأثرية على بعد أمتار من مقبرة إيزادورا، وكان يعشق تلك المقبرة وحكايتها، وظل سنوات يزورها خلال ثلاثينات وأربعينات القرن الماضي، إبان سلسلة الاكتشافات التي شهدتها المنطقة في ظل تواجد الدكتور العالم سامي جبرة.

فيديو قد يعجبك: