لم يتم العثور على نتائج البحث

إعلان

الطاحونة الأخيرة.. أثر إدكو التاريخي ينتظر الإنقاذ - صور

01:07 م الأربعاء 04 ديسمبر 2024

البحيرة - أحمد نصرة:

وسط 6 من نظيراتها وقفت شامخة أعلى تل الطواحين في مدينة إدكو، نال الزمان من واحدة تلو الأخرى، ولم يستطع الصمود سواها لتبقى الطاحونة الهوائية الأخيرة من ذلك الطراز الذي ينتمي لحقبة زمنية ترجع إلى نحو قرنين من الزمان.

ورغم الأهمية التاريخية لطاحونة إدكو إلا أنها تركت في مهب الريح يعبث الزمان بها دون أن تمتد إليها يد بالحماية أو الترميم، فأصبح يتهددها مصير مشابه لما أصاب مثيلاتها من الطواحين المندثرة.

يقول المؤرخ هاني مهني: "هذه الطاحونة الهوائية هي الباقية بمنطقة كوم الطواحين بعد اندثار سبع أخرى، أنشئت عام 1833 في عهد محمد علي باشا، وسجلت بالآثار تحت رقم 10357 بقرار د. طه حسين وزير المعارف العمومية وقتئذ بتاريخ 21 نوفمبر 1951، ونشر الخبر بالجريدة الرسمية "الوقائع 17 ديسمبر 1951، وصدر قرار فؤاد محيي الدين رئيس الوزراء بنزع ملكيتها للمنفعة العامة عام 1982 بمساحة 52 مترًا مربعًا. لماذا يتجاهل أصحاب القرار ترميمها حتى الآن قبل أن تندثر كغيرها".

في عام 2018 صدر بيان عن وزارة السياحة والآثار جاء فيه: أن وزارة الآثار وقعت بروتوكول تعاون مشترك مع شركة سيناء للخدمات البترولية والتعدينية (سسكو) للبدء في أعمال ترميم وصيانة طاحونة الهواء الأثرية بمدينة إدكو بمحافظة البحيرة.

واتفق الطرفان على أن تتم أعمال الترميم طبقا للمقايس والمعايير الأثرية حفاظا على الأثر وعناصره المعمارية والزخرفية والتى تم إعدادها ووافقت عليها اللجنة الدائمة للآثار الإسلامية والقبطية، و تشمل خطة الترميم أدوات الطحن الخشبية الموجودة بالطاحونة وعمل المعالجة اللازمة وتعقيم الأخشاب للحفاظ على أدوات الطاحونة.

ووفقًا للدكتور مصطفي وزيري الأمين العام للمجلس الأعلي للآثار، وقت ذاك كان من المقرر أن تستمر مدة العمل 4 شهور، على أن يتم تشكيل لجنة من قطاع الآثار الإسلامية والقبطية وقطاع المشروعات للإشراف على أعمال الترميم والصيانة ومتابعة تنفيذ بنود الاتفاقية إلا أن المشروع لم يخرج للنور حتى الآن.

ويوضح الأثري محمود زكي: "في عهد محمد علي باشا 1805 -1848، كان الشعب المصري يعاني مشقة طحن الغلال ويتكبد نفقات باهظة في الطحن بطواحين الدواب، ومن ضمن مساعي الباشا لإحداث نهضة في القطاع الزراعي أصدر أوامره بإنشاء طواحين تعمل بطاقة الرياح لتغطي احتياجات الجيش والشعب من الدقيق اللازم، وعليه انتشر بناء طواحين الهواء خاصة على ساحل البحر المتوسط".

وعن حالة الطاحونة يقول الباحث محمد عزيز: "لم يتبق من أجزاء طاحونة إدكو الميكانيكية سوى أسطوانة خشبية ضخمة بأعلاها، وهي تمثل حداف الطاحونة فيقوم ذلك الحداف بتخزين طاقة الحركة الناتجة عن الأشرعة الخارجية ويظل في دورانه حتى بعد هدوء الرياح بالخارج وهو موضوع بشكل رأسي مع الطاحونة وينقل الحركة منه حتى آلات الطحن مجموعة من التروس الداخلية، وتتم عملية الطحن ويخرج الطحين عن طريق مخر الدقيق ويتحكم في درجة النعومة المطلوبة بواسطة ذراع التحكم".

ويضيف عزيز: "استخدم في بناء طاحونة إدكو طوب مصنوع من طمي النيل كان يجلب وقتها عن طريق رشيد ويسمى بالطوب الرشيدي أما مادة اللصق فكان عبارة عن رماد محروق يستخدم بطريقة معينة للصق الطوب المستخدم بعضه ببعض،واستخدم الشكل الدائري الأسطواني كنمط مميز لبناء طواحين الهواء لتناسب هذا الشكل في الأساس مع تحريك اتجاه الأشرعة في جميع الاتجاهات حول الطاحونة لكي تستقبل قوة الرياح وفقًا لاتجاهها ولكن هذا التغيير في تحويل اتجاهات الأشرعة يكون مهملًا نوعًا ما في الطواحين التي شيدت على الشواطئ ومنها طاحونة إدكو" لثبات اتجاه الرياح.

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان