إعلان

"الفرح من غير دبيحة عيب كبير".. كيف أثرت أسعار اللحوم على طقوس الأفراح فى البحيرة؟ -صور

12:06 م الأحد 10 نوفمبر 2024

البحيرة - أحمد نصرة:

ترتبط احتفالات الزفاف في ريف البحيرة بمجموعة من الطقوس، واحدة من أهمها ذبيحة العرس، والتي ينحرها العريس لتقدمها في صورة أطعمة لأقاربه وأصدقائه وعابري السبيل ليلة الزفاف، بيد أن الارتفاع المطرد في أسعار الماشية، ووصولها إلى مستوى يفوق طاقة ومقدرة الكثيرين كان له أثرًا واضحًا على هذا الطقس.

يقول الحاج عبد المرضي: "عندنا في نواحينا مستحيل حد يعرف يعمل فرح لابنه من غير ما يجيب الدبيحة، تبقى عيبة كبيرة والناس تأكل وشه، لو هيبيع اللي وراه واللي قدامه لازم يدبح ويطعم الناس، مفيش فرح من غير دبيحة".

ويقول محمود: " أجلت فرحي مرتين بسبب إني معاييش فلوس للدبيحة، وناس كتير بتعاني من نفس مشكلتي الموضوع بقى مكلف جدا، ومش مقتصر على ثمن العجل بس، ده فيه مصاريف تانية للفراشة وللطباخ ولوازم الطباخة، ربنا يكون في عوننا ويقوينا".

ولجأ عدد من الأهالي للتكيف مع وضع الأسعار الحالي من اتباع نهج مختلف في التعامل مع هذا الطقس، ويقول إبراهيم عبد الموجود: " ناس كتير مش مقدرتها تدبح دلوقتي، وبعد ما كان أي فرح في الريف بيبقى فيه بالدبيحتين والتلاتة، بدأت بعض الناس تكتفي بشراء نص أو ربع عجل من الجزارين، ويعدي ليلته على قده، لكن طبعا لازم يبين إنه دابح عشان شكله قدام الناس ".

ويرى مجدي سليم، أن هناك بوادر للتخلي عن هذه العادة المكلفة قائلا: " بعد ما كانت الناس بتعزم على الواسع في الأفراح وتلاقي ناس جاية من بلاد تانية، بدأوا يلموا إيديهم غصب عنهم، الغريب إن بعض الأفراح بدأ ينزل فيها فراخ مع كمية لحمة صغيرة عشان يقللوا من المصاريف ودي حاجة جديدة علينا مكناش نعرفها".

ويلعب التكافل الاجتماعي دورا في إحياء هذا الطقس بالأفراح داخل ريف البحيرة، يقول عبد الغني سلامة: " أغلب الأسر دخلها على قدها ووقت زواج شاب من العيلة كله بيساعد وبيتردله لما ييجي دور إبنه، كمان الشاب بيجيله نقوط من جيرانه وأبناء البلد وده كله بيساعد إنه يعدي ليلته، لكنه طبعا بيطلع من الفرح مديون".

فيما دعا مؤمن محمود، إلى إعادة النظر فى هذا الطقس قائلا: " لازم الناس تراجع تفكيرها وعاداتها، اللي كان بينفع زمان ممكن مع الأوضاع الاقتصادية الحالية مينفعش، ليه لازم أجيب عجل وادبحه وأنا مش مقدرتي أعمل كده، ليه أبدأ حياتي بديون أفضل مخنوق بيها وناعي هم سدادها، مش لازم أعزم البلد كلها على الأكل في فرحي، كفاية عزومة عالضيق للمقربين، مش لازم أدبح طالما مش معايا تمن الذبيحة".

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان