"ارحميني يا أمي أنا بنتك".. كيف قتلت سهام طفلتها في كفر الشيخ؟

كفر الشيخ - إسلام عمار:

صدمة كبيرة يعيشها أهالي قرية كفر الشراعنة التابعة لمركز دسوق في كفر الشيخ، بعد أن ذاعت أخبار ذبح سيدة في منتصف العقد الرابع من العمر طفلتها، في جريمة بشعة عكرت صفو القرية الهادئة.

لم تتخيل ندى حافظ، الفتاة التي لم يتخطى عمرها 13 عامًا، طالبة بالمرحلة الإعدادية وتقيم مع والدتها، ضمن أسرة صغيرة تعولها الأم بعد رحيل الأب منذ حوالي 4 سنوات، أن تنتهي حياتها بهذه الصورة البشعة وعلى يد الأم التي طالما مثلت لها رمز الأمان والحنان.

بينما كانت الصغيرة تغط في النوم فوجئت بأمها ممسكة سكينة وتوجه لها طعنات قاتلة، هبت الطفلة من نومها فزعة وصرخات الألم والفزع تهز أركان المنزل: "ارحميني يا ماما انا بنتك بتعملي في إيه"، ويبدو أن منظر الدماء التي انفجرت من جسدها جعل الأم لا تدري ما تفعله فظلت تكيل لها الطعنات حتى عاجلتها بجرح ذبحي أنهى حياة الضحية المسكينة.

الأم وتدعى سهام يوسف، تبلغ من العمر 45 عامًا، نفذت جريمتها دون أي سبب يذكر سوى ادعائها تعرضها لحالة نفسية سيئة جعلتها تقبل على التخلص من طفلتها، خلال استغراق الضحية في نومها، فانقضت به على رقبتها بطريقة وحشية وفق المعاينة الخاصة برجال الشرطة قاصدة إزهاق روحها.

هربت الأم المتهمة من موقع الحادث متجهة إلى الإسكندرية للاختباء هناك لدى بعض أقاربها، تاركة طفلتها غارقة في دمائها ولم يشعر أحد من الجيران ماحدث للطفلة الصغيرة وتكون نهايتها مأساوية بذلك الشكل.

وعقب ارتكابها للجريمة بحوالي 24 ساعة اعترفت الأم بما فعلته مع ابنتها لأحد أقاربها التي كانت تختبئ لديهم الأمر الذي رفض الصمت وقرر اصطحابها إلى مركز شرطة دسوق لتقديمها إلى رجال مباحث المركز لتروي لهم تفصليًا بحدوث الواقعة.

ووفق ذلك انتقل اللواء خالد المحمدي، مدير المباحث الجنائية بمديرية أمن كفر الشيخ، واللواء عصام النجار، مساعد مدير أمن كفر الشيخ لفرقة شرطة دسوق، والعميد هيثم عبدالمقصود، رئيس فرع البحث الجنائي بغرب كفر الشيخ، والعميد محمد كمال، مأمور مركز شرطة دسوق، والرائد أحمد عبدالشافي، رئيس مباحث المركز، والنقيب أحمد يسري، معاون مباحث المركز.

وأجرى رجال الشرطة كردون أمني حول مكان الواقعة، فيما عاين رجال المباحث موقع الحادث، وجثة الطفلة ضحية أمها وتبين أن جثة الطفلة ضحية ذبح أمها مسجاة على ظهرها وترتدي الطفلة لجلباب عادي مع وجود طعن عميق بالرقبة، ووجود دماء غزيرة حول الجثة.

ألقي القبض على الأم وبمناقشتها أقرت بارتكابها الواقعة نظرًا لمرورها بأزمة نفسية حادة عقب وفاة زوجها والد الطفلة منذ حوالي 4 أعوام جعلتها تقبل على ارتكابها الواقعة وبعد إدراكها حول كيفية ارتكابها فرت هاربة إلى محافظة الإسكندرية للاختباء لدى أحد أقاربها هناك.

حُرر بذلك المحضر اللازم بالواقعة، وجرى إخطار النيابة العامة لمباشرة التحقيقات فأمر أمر المستشار عمرو العوضي، رئيس نيابة دسوق تحت إشراف المستشار سعود محمد نجيب، المحامي العام لنيابة كفر الشيخ الكلية، بانتداب الطبيب الشرعي لتشريح جثة طفلة في المرحلة الإعدادية والتي ذبحتها أمها بقرية كفر الشراعنة التابعة لمركز دسوق، لبيان أسباب الوفاة.

كما أمر رئيس نيابة دسوق بنقل جثة الطفلة إلى مشرحة مستشفى كفر الشيخ العام لإجراء التشريح هناك، والتصريح بدفن الجثة عقب إجراء عملية التشريح وانتداب الأدلة الجنائية لمديرية أمن كفر الشيخ لرفع آثار الحادث.

وكان رئيس النيابة المستشار عمرو العوضي، انتقل على رأس فريق من النيابة ضم محمد المسيري، وباهر شماتة، وكيلي النيابة، لإجراء معاينة موقع الجريمة، ومعاينة الجثة ضمن إجراءات التحقيقات التي تجريها النيابة.

كشفت التحقيقات الأولى لرجال مباحث مركز شرطة دسوق في كفر الشيخ، على مدار ساعات ماضية عن اعترافات تفصيلية حول إقبال المتهمة على قتل ابنتها ذبحًا بسلاح أبيض "سكين".

أكدت الأم المتهمة خلال اعترافاتها أمام رجال المباحث أنها مريضة نفسيًا وتعاني من تشنجات وارتكبت فعلتها دون أن تدرك ما فعلته ولم تشعر بارتكابها الجريمة إلا بعد اكتشافها السلاح الأبيض "سكين" في يدها وتحول مرقد طفلتها على الفراش إلى بركة من الدماء.