"لا نصطاد الوحوش".. شيخ صيادين السويس يحسم الجدل حول فيديو "قرش أبو دقة" - صور

السويس - حسام الدين أحمد:

شهدت صفحات عبر شبكات التواصل الاجتماعي، قبل يومين، تداول مقطع فيديو لسلخ وتقطيع سمكة قرش كبيرة الحجم، يزيد وزنها عن 150 كيلو جرام، ما أثار تساؤلات عن القروش وصيدها وكيف وصل ذلك الحجم لحلقة السمك، فضلا عن مدى سلامة تناولها.
تلحق بالصيد
عمرو عمارة شيخ الصيادين في السويس، تحدث عن مقطع سمك القرش، قائلًا إن الأحجام الصغيرة التي تزن ما بين 500 جرام و2500 جرام تخرج كـ"صيد عارض مع حصيلة صيد الجر، فهي تتبع عادة أسراب الأسماك التي يلاحقها بدوره مركب الصيد لتتناولها وعند الصيد بشباك الجر ودخول الأسماك في الغزل تلحق بها القروش الصغيرة".
وأضاف أن القروش الصغيرة تظل تلاحق السمك حتى تدخل معه غزل الجر، وبسبب ألية عمل الشباك وغلق فتحة الصيد كلما جرى سحب الشباك حال دون هروبها، وعند رفع الشبكة على المركب تكون من بين حصيلة الصيد.
النسبة لا تزيد على 5% فقط
وأكد عمارة في تصريح لموقع مصراوي، أن نسبة أسماك القرش التي تخرج مع الصيد لا تزيد عن 5% من حصيلة الصيد، فهي أسماك قاعية وتتبع أسراب سمك الحارت والمرجان، تدخل الشباك، وحين تصبح صيدا يضعها البحارة في طاولات سمك، كما تفصل باقي الأنواع كل منها على حدى، ولا تمثل أي خطورة على الغزل والشباك أو الصيادين حتى وإن خرجت حية، إذ انها تتمتع بنفس طويل.

حقيقة "صيد الوحوش"
يقول عمارة إن صيد أسماك القرش الكبيرة بالشباك، أو الوحوش كما يسمها العاملون بالصيد، نادرًا ما يحدث، فهي تتبع فرائس كبيرة الحجم مثل سمك التونة والفصائل المنتمية لها، كالبلاميطة، وبالتالي تتبع الطعوم الكبيرة، وهو ما لا يستخدمه صيادو حرفة الجر أو الشانشولا، لكن ذلك لا يمنع مهاجمتها للشباك إذا ما رأت فريسة كبيرة داخل الغزل، وبسبب حجمها وقوة الغزل، لا تستطيع الفرار ولا تستطيع تمزيق الشباك، فيقع المفترس الأول في البحر فريسة للصياد ويظل حبيسا في شبكة الصيد.

الصيد السمين
وتابع أن الأحجام الكبيرة التي يزيد وزنها عن 100 كيلو هي ما ينطبق عليها ذلك، وعند وقوعها فريسة وهي حالات نادرة تكون صيدا ثمينا، البعض يطلق سراحها، والآخرون يبقونها على متن المركب، إلا أن ذلك نادرا ما يحدث لا سيما أن الأحجام الكبيرة تكون موجودة جنوبا عند الزعفرانة ومناطق الجزر القريبة من الغردقة.
وذكر شيخ الصيادين أنه كلما اتجهنا جنوبا في البحر الأحمر كانت حجم الأسماك أكبر، وذلك ينطبق على أغلب الأنواع بما فيها الأسماك المصنفة شعبية مثل الباغة والكسموري واللاشته والسردين، فهي موجودة بأحجام أكبر وتصطادها مراكب الصيد التي تسرح من ميناء برنيس جنوب مرسى علم.

رحلات اليمن
وأكد عمارة أن مراكب الصيد الكبيرة التي كانت تسرح من ميناء برنيس لتصطاد في المياه الإقليمية قرب اليمن وإريتريا قبل نحو 20 عاما وفقا لاتفاقيات دولية كانت تعود بأسماك قرش كبيرة تتراوح أوزانها من 700 كيلو إلى 1 طن، وكانت تنقل تلك الأسماك إلى سوق العبور ويجرى تجهيزها بأيدي عمال ماهرين، وإن وقعت في الصيد بداية الرحلة فهي تقطع وتجهز على المركب، بدلا من وضعها في الثلاثة وشغل مساحة كبيرة.

فيديو "قرش أبو دقة"
وأشار شيخ الصيادين إلى ان سمكة القرش التي ظهرت في الفيديو يمكن تقدير وزنها بأكثر من 150 كيلو، وكانت طازجة ما يدل على أنها جرى صيدها من موقع قريب من السويس ولم تمض أيام على صيدها، ربما ساعات بين الصيد ووصولها إلى حلقة السمك لتقطيعها، وهي من نوع قرش أبو دقة كما يعرفه الصيادون، وهو من الأنواع المسالمة.