شاطئ "الهنا".. أول مصيف حقيقي في قلب الصحراء على حدود الوادي الجديد (صور)

الوادي الجديد - محمد الباريسي:

في قلب الصحراء على الحدود الجنوبية والجنوبية الغربية لمحافظة الوادي الجديد شهدت منطقة مفيض توشكى جنوبي مركز باريس تدشين فكرة مصيف وشاليهات على مياه النيل القادمة من مفيض توشكى في هذه المنطقة.

الفكرة بدأت من خلال محافظة الوادي الجديد، والتي طرحت هذه المنطقة بعد وصول كميات مياه من نهر النيل لها عبر ممرات أرضية ومخرات صخرية من مفيض توشكى قادمة من مياه بحيرة ناصر في هذه المنطقة مما دفع اللواء محمد الزملوط محافظ الوادي الجديد، إلى طرح المنطقة للاستثمار الزراعي في هذه المنطقة.

يؤكد أحمد مرعي العذري، من أبناء واحة الخارجة ومنفذ فكرة المصيف والشاليهات بمفيض توشكى جنوب مركز باريس، لمصراوي أن الفكرة صاحبها اللواء محمد الزملوط، محافظ الوادي الجديد شخصيا عندما كلفني بإقامة منطقة خدمية بمنطقة المفيض جنوب مركز باريس تتضمن محلات تجارية وكافتيريا ومناطق خدمات إصلاح أعطال وورش فنية ومطاعم ودورات مياه وخدمات لإقامة رجال الأعمال والمستثمرين خلال زيارتهما للمزارع المزمع والجاري إقامتها في المنطقة.

وأضاف أحمد، أن المحافظ عندما كلفه بإقامة المشروع الخدمة للمستثمرين خصص له 20 فدانا بالإضافة لاقامة مزرعة ومنطقة خدمية خلالها، وبالفعل ذهبت لهذه المنطقة التي تبعد 300 كم عن مركز الخارجة بصحبة 33 فردا من أفراد عائلتي وأسرتي للمنطقة في أتوبيس رحلات لقاء إجازة العيد هناك وفكرت في تنفيذ فكرة المحافظ في إقامة مصيف ووضعت هناك ألعاب مائية ومراكب ومصايد سمك وعوامات مائية ترفيهية لأسرتي وعائلتي ووجدت أن المنطقة ناجحة جدا لاقامة مصيف.

يقول أحمد: "في بداية تكليف المحافظة لاقامة منطقة خدمية للمستثمرين أنشأت 4 شاليهات و 4 محلات تجارية و 4 دورات مياه ولكن بمجرد اكتشاف امكانية اقامة المصيف ونجاحه في المنطقة بدأت في إقامة وتشييد 10 شاليهات أخرى وسميت الشاطيء شاطئ الهنا على اسم نجلتي الكبيرة حيث رزقني الله بـ4 فتيات الكبيرة منهن اسمها هنا وهي وش الخير علي وعلى أسرتي وبالفعل بدأت خطوات تنفيذ فكرة المحافظ لإقامة مصيف حقيقي في المنطقة".

ولفت أحمد إلى أن المنطقة التي أقمت فيها الشاليهات والشواطئ هي منطقة رملية صالحة للشاطئ والمصيف وهي أشبه بالشواطئ المغلقة في مرسى مطروح كما أن لمسافة نصف كم أي حوالي 500 متر عمق المياه يصل إلى منطقة الكربة لدى الأطفال وهو ما دفعني إلى البدء في تحديد مناطق السباحة بالشاطئ ومناطق الألعاب المائية حيث إن العمق يبدأ يزداد على مسافة 1 كم وهي منطقة آمنة بالإضافة إلى البدء في توفير منقذين للغرق ومنطقة للإسعافات الأولية و الطبية وتوفير أدوية وأمصال ولقاحات ضد لدغات العقارب والثعابين تحسبا لأي طاريء.

ولفت أحمد إلى أنه جاري إقامة شاطيء خدمي وترفيهي بالمنطقة سيبدأ تنفيذ أولى الرحلات عقب 45 يوما من الآن عقب توفير التجهيزات اللازمة ووسائل الأمان والإنقاذ والإسعافات بالمنطقة مع توفير كميات إضافية من الألعاب المائية ومراكب المياه، كما سيجري إقامة مخيمات في الجزء الموجودة في منتصف المياه للسائحين خلال تواجدهم بالمنطقة وسيجري استغلال وجود شركات وصيادين سمك في المنطقة بحيث سيجري إقامة حلقة سمك صغيرة لرواد المنطقة خلال الفترة القليلة المقبلة.

جدير بالذكر أن منطقة بحيرة باريس جنوب مركز باريس بالوادي الجديد هي محور جديد للتنمية الزراعية والجذب السكانى بمنطقة مفيض توشكى باريس والذى يحتوى على بحيرة مياه عذبة على مساحة 450 كيلو متر مربع بطول 30 كيلومتر وعرض 15 كيلومتر وتحتوي على 27 مليار متر مكعب من المياه، وجرى وضع خطة لاستغلالها في الزراعة وإنتاج الثروة السمكية.

وقد شهدت الفترة الماضية تدفق كميات هائلة علي مفيض توشكى حتى امتلأ عن آخره ووصلت مياه المفيض إلى قرية باريس بالوادي الجديد علي بعد يصل إلى 200 كيلومتر مما يساهم في تحويل صحراء الوادي الجديد إلي مزارع خضراء تزيد انتاجنا من المحاصيل الرئاسية علي رأسها القمح.

وتبقي بحيرة باريس الرابعة مجالا خصبا يتطلب مزيدا من الأبحاث والدراسات العلمية، لما تمتلك من مقومات اقتصادية هائلة أبرزها زيادة معدلات تدفق مياه النيل العذبة الممتدة علي مساحات شاسعة تخترق الأراضي الصحراوية، وتغطي قمم الجبال والتلال الرملية لتضفي جمالا وجاذبية، وسحرا من نوعا خاص لا مثيل له علي الإطلاق، بين دروب الوديان والمدقات الصخرية بدءاً من بحيرة ناصر إلي بوابة مفيض "توشكي" بأسوان. لتصب في بحيرة باريس الرابعة مستقبل تنمية الثروة السمكية والإستثمار الزراعي، ضمن أجندة المشروعات القومية لدعم مسيرة الإنتاج واستغلال موارد الدولة لتحقيق رؤية مصر 2030 المستقبلية.

ووصول كميات كبيرة من المياه إلى الوادي الجديد وسط آمال وتطلعات آلاف الشباب والمستثمرين الباحثين عن فرص عمل حقيقية نحو التنمية الواعدة علي أرض أكبر محافظات مصر مساحة ومزايا استراتيجية بفضل جهود القيادة السياسية والأطراف المعنية الرامية إلي استغلال مسطحات مائية تغطي عشرات الكيلومترات، علي أعماق متفاوتة تصل إلى 70 مترا قابلة للزيادة، تحوي 15 مليار متر مكعب من المياه العذبة المتدفقة ببحيرة باريس الرابعة.

وكان قد اكتشف المنطقة الدكتور عبد المنعم حنفي أستاذ التخطيط بجامعتي بورسعيد الوادي الجديد وأحد أبناء مركز الداخلة بالمحافظة ونشرت له صحف الأهرام و روزاليوسف هذه الدراسة في يوليو 2007م.

فيما أعلنت محافظة الوادي الجديد ، يوم 27 يناير 2022 عن تسليم مساحة 30 ألف فدان كمرحلة أولى بنطاق بحيرة مفيض توشكى جنوب مركز باريس للمنتفعين بهدف الاستثمار الزراعي، وذلك في إطار تنفيذ خطة تنموية شاملة للاستفادة من مياه بحيرة مفيض توشكي والتي تمتد على مساحة 700 كيلو متر مربع وذلك بالتعاون الجهات المختصة لزراعة مساحة 200 ألف فدان بنطاق مركز باريس على مياه تلك البحيرات والتي لم تستغل منذ عام 1998م .

وقال اللواء محمد الزملوط محافظ الوادي الجديد، إنه جرى التنسيق لاستغلال مياه البحيرة فى إنتاج الأسماك الطازجة بالتعاون مع هيئة الثروة السمكية وجهاز الخدمة الوطنية وتحت إشراف الوزارات المختصة ومنها الزراعة والري، مؤكدا على أنه يجرى تنفيذ أعمال تمهيد وفتح طرق ترابية تؤدي للبحيرة على مسافة أكثر من 60 كيلو متر طولي.

وأضاف المحافظ أن تنفيذ تلك المشروعات التنموية تأتى ضمن خطة الدولة للاستفادة من المقومات الطبيعية بالمحافظة بما يحقق عوائد اقتصادية مرتفعة ويوفر أكبر عدد من فرص العمل والاستثمار وخاصة لاهالى مركز باريس بصفة خاصة ولكل شباب الخريجين والمستثمرين من شتى ربوع المحافظات.

وأكد الزملوط أنه من المقرر التوسع فى مشروعات الإنتاج السمكي وتنفيذ مصانع لإنتاج الفيلية وتعبئة الأسماك فى موقع البحيرة.

ووجه الزملوط، بعرض دراسة وافية عن التربة بالمنطقة وأنسب المحاصيل الزراعية التي يمكن زراعتها، ودراسة عمق المياه بالبحيرات وأنسب وسائل توصيلها للأراضي المجاورة، وشق وتمهيد الطريق الواصل لموقع البحيرات وذلك لاستغلال المنطقة تنمويًا وفتح آفاق جديدة للاستثمار بها والحفاظ على مياه البحيرات بدلاَ من تعرضها للبخر دون طائل.

وأصدر اللواء محمد سلمان الزملوط محافظ الوادي الجديد القرار رقم 187 والخاص بتشكيل مجلس إدارة مفيض توشكى والذي تضمن عدة قرارات شملت أن يشكل مجلس ادارة للمنخفض الرابع لمفيض توشكى (بحيرة باريس) من كل من سكرتير عام المحافظة المساعد رئيسا ورئيس الوحدة المحلية لمركز ومدينة باريس عضوا ووكيل وزارة الرى عضوا ومدير عام مديرية الزراعة عضوا.

وأضاف المحافظ أن تنفيذ تلك المشروعات التنموية تأتى ضمن خطة الدولة للاستفادة من المقومات الطبيعية بالمحافظة بما يحقق عوائد اقتصادية مرتفعة ويوفر أكبر عدد من فرص العمل والاستثمار وخاصة لاهالى مركز باريس بصفة خاصة ولكل شباب الخريجين والمستثمرين من شتى ربوع المحافظات، مؤكدا على أنه من المقرر التوسع فى مشروعات الانتاج السمكى وتنفيذ مصانع لانتاج الفيلية وتعبئة الاسماك فى موقع البحيرة​