إعلان

نار لا تنطفئ وفراشيح.. كيف روض بدو جنوب سيناء الصحراء القاسية؟ - صور

04:24 م الإثنين 06 مارس 2023

جنوب سيناء - رضا السيد:

كثيرًا ما ينظر للحياة البدوية على أنها "ترفيه"، لكون البدو يعيشون في الطبيعة الصحراوية الخالية من التلوث والضوضاء، إضافة إلى حرية التنقل من مكان للآخر، لكن الصحراء بقدر ما هي جميلة وصحية، بقدر ما هي قاسية أحيانًا كثيرة.

الشيخ خليل الحويطي، من قبيلة الحويطات بجنوب سيناء، يقول: رغم بساطة الحياة البدوية إلا أنها قاسية في كثير من الأحيان، ولكن نجح أجدادنا في مواجهة قسوة الصحراء بأشياء بدائية، وكانت كفيلة لتضمن لهم العيش والاستمرار في الحياة.

وأوضح "الحويطي" في تصريح لـ"مصراوي"، أن البدو نجحوا في مواجهة قسوة الصحراء من خلال إقامة السدود والخزانات الجوفية، كما حفروا الآبار، وعلمتهم تجارب الحياة كيف يبنون بيوتهم بعيدًا عن مجرى السيل، كما علمتهم خبرة الحياة كيف يتداوون بالأعشاب، وكيف يهتدون بالنجوم ليلًا، ويروضون الحيوانات ويذللونها لخدمتهم ويستفيدون من أصوافها وجلودها، ويتقون شر الحيوانات المفترسة، لذا تعد حياة البدوي داخل الصحراء حرية لا تعرف الرفاهية محفوفة بالمخاطر.

وأكد أنه ما يزال هناك العديد من البدو يفضلون الحياة داخل الصحراء بعيدًا عن الحياة المدنية الحديثة، ورغم كونهم يقيمون في مجتمعات صغيرة، إلا أنها متجانسة مع بعضها البعض، فالتجمع قد يكون من عائلة واحدة، أو أسرتين بينهما صلة نسب ومصاهرة، بهدف تجنب مشاكل التجمعات الكبيرة كونهم لا يحتاجون إلى الخدمات التي تحتاجها هذه التجمعات الكبيرة، مثل الصرف، ووسائل التخلص من المخلفات الصلبة والمشاكل البيئية التي تنشأ عنها.

وعن الأمن في هذه التجمعات الصغيرة، قال الشيخ خليل، إن "العرف" هو الذي يحكم هذه التجمعات وهو كفيل بالحفاظ على الأمن بها، وقد يسافر البدوي لأيام عدة وهو أمن على أسرته، وعلى حلاله من الأغنام والإبل، فهم ما يزالون يعيشون كالبنيان المرصوص يشد بعضه بعضًا.

ولفت إلى أن جلسات السمر كافية بالنسبة لسكان هذه التجمعات، وتعنيهم عن التليفزيون وكافة الأشياء الحديثة، خاصة أن معظم هذه التجمعات لا يصلها التيار الكهربائي، كما يعتمدون في غذائية على النباتات الطبيعية، وأشجار الفاكهة والخضروات التي يقومون بزراعتها في محيط منازلهم البدائية، ويستبدلون الخبز بـ" الفراشيح" وهي عبارة عن دقيق يعجن بالماء ثم يوضع على النار بعد فرده لعدة دقائق، ويصبح بذلك جاهزًا للأكل، وراكية النار التي لا تنطفئ لتناول الشاي بنكهاته المختلفة بعد خلط الشاي بالأعشاب الطبيعية.

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان