إعلان

"الأرض تطبعت".. هنا ملوي عاصمة إنتاج قصب السكر في صعيد مصر - فيديو وصور

05:17 م الإثنين 09 يناير 2023

المنيا-جمال محمد:

على موسيقى الأغنية الشعبية "القصب كسرناه وعالعصارة وديناه" بدأ مئات المزارعين بمركز ملوي جنوب محافظة المنيا في تكسير محصول قصب السكر وحصاده، بعد رحلة زراعة تستغرق ما يقرب من عام كامل.

تبدأ القصة في شهر فبراير من كل عام بالزراعة، ويحصدون المحصول في يناير التالي، ليغزو القصب الملواني جميع ربوع مصر كسكر وعسل أسود من داخل عصارات المركز والتي تعد هي الأشهر أيضاً في صعيد مصر.

إذ تقوم نحو 60 قرية بمركز ملوي من أصل 70 قرية بزراعة المحصول بكميات كبيرة وصلت في العام الأخير إلى نحو 38 ألف فدان تقريباً، لإنتاج نحو 2 مليون طن قصب يتم توريد كميات كبيرة منه إلى مصنع سكر أبو قرقاص، وكميات أخرى لعصارات القصب التي تنتشر في ربوع المركز لعمل العسل الأسود، والباقي يتم بيعه لأصحاب محلات عصير القصب في المدن المختلفة.

يقول رمضان محمد أحد مزارعي المحصول بمركز ملوي، إن أفضل محصول لقصب السكر على مستوى الصعيد تجده في مركز ملوي، خاصة قرى الغروب، والسبب يرجع في ذلك إلى أن الأرض "تطبعت" بحسب وصفه، وذلك لاستمرار المحصول في الأرض لمدة 5 أو 6 سنوات كاملة بدون إزالة، إذ يقوم المزارع بتكسير القصب وبقاء جذوره في الأرض للعام التالي، لينمو مجدداً في الموسم التالي ، ما يجعل الأرض مستمرة في إنتاج المحصول وتحافظ على مقوماتها الزراعية.

أضاف محمد أن قصب مركز ملوي شهير بقوة عوده، إذ تجد بعض العيدان يتجاوز طولها الـ4 أمتار فضلاً عن سماكة العود ووجود عصير وفير بداخله، الأمر الذي يجعل الكثير من التجار يأتون من مختلف محافظات صعيد مصر للتعاقد معنا أحياناً والشراء منا لجودة محاصيلنا، واهتمامنا بالمحصول وتكلفته بشكل جيد، رغم إرتفاع أسعار الأسمدة والمبيدات في الأعوام الأخيرة والتي تؤثر علينا في نهاية الموسم.

من جانب آخر قال أحمد عبدالله أحد العمال الزراعيين إن محصول هذا العام جيد، إذ يبدأون عملهم في الرابعة فجرًا، ويقومون بتكسير المحصول وتجميعه، ثم يبدأون في وضعه بالطرق الرئيسية خارج الأرض الزراعية، ليتم تحميله على السيارات ونقله لمصنع السكر.

وأوضح المزارع أن تكلفة إنتاج الفدان في العام تتجاوز العشرين ألف جنيه، بالإضافة إلى العمالة الكثيرة والري عدة مرات، إذ شهدت أسعار الأسمدة في العامين الأخيرين زيادات كبيرة، مؤكداً أنه يعمل في حصاد القصب كعمالة غير منتظمة منذ 10 سنوات.

مختار زين يبلغ من العمر 73 عاماً، يقول إنه يعمل في تكسير القصب بيده منذ 50 عاماً، فهو يقوم بتقشير عود القصب بيده بدون استخدام أية أسلحة بيضاء، مشيراً إلى أن المحصول هو "وش الخير" عليه وعلى أهالي جميع قرى شرق وغرب مركز ملوي، وينتظرونه من العام للعام، لتشغيله مئات الآلاف من الشباب في الحصاد والزراعة للموسم الجديد وتشغيل عصارات القصب والنقل والعصير.

جدير بالذكر أن مركز ملوي جنوب محافظة المنيا يعد أشهر مركز في صعيد مصر تتواجد به عصارات القصب لإنتاج العسل الأسود، ويوجد بالمركز أكثر من 140 عصارة، تتركز غالبيتها في قرى الروضة ومنشأة المغالقة، وأم تسعة وقلندول والمحرص، ويتم توريد العسل في صفائح للعديد من التجار والشركات، وبيعه بجميع المحافظات أو تصديره.

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان