إعلان

فراشيح ونار وحياة بدائية.. ماذا تعرف عن المخيمات البيئية في سانت كاترين؟ - صور

03:52 م الإثنين 23 يناير 2023

جنوب سيناء- رضا السيد:

كعادته ينطلق "محمد" لجمع الحطب، استعدادًا لإشعال النيران وتحضير الخبز البدوي والأطعمة لمجموعة السائحين المخيمين في جو بدائي بعيدًا عن التكنولوجيا الحديثة، داخل مخيم "دار عيد" البيئي بسانت كاترين.

محمد فتيح، الدليل البدوي، في سانت كاترين، إن المدينة تتمتع بأجواء طبيعية مميزة، فهي تعتبر قلعة تحيطها جبال شاهقة الارتفاع وأسفلها الوديان تخلو تمامًا من الشواطئ، ولكنها تتمتع بمقومات طبيعية جعلتها قبلة سياحية لمحبي المغامرة، والتجول داخل الطبيعة البكر بكل ما تحتويه من صخور وجبال، وآبار المياه، وحيوانات وطيور نادرة، ونباتات طبية وعطرية لكونها محمية طبيعية تزخر بكل ما هو نادر وجميل.

وتابع: تعتمد المدينة في المقام الأول على السياحة، ويعمل سكانها - وهم جميعًا من قبيلة الجبالية - في المجال ذاته، حتى أصبحوا أكثر قدرة ودراية بكافة الدروب والمدقات الجبلية، ودليل الأفواج السياحية من محبي التجول واستكشاف الطبيعة، والتخييم لعدة أيام داخل كامب أو مخيم، وهذه المخيمات تكون بدائية للغاية وصديقة للبيئة، ومع ذلك تشهد إقبالًا من قبل السائحين من محبي الخلو بالنفس، والاستمتاع بجمال الطبيعة، و بكل ما هو جميل في أحضان الطبيعة.

واستكمل محمد فتيح، من أبناء مدينة سانت كاترين، إن المدينة تشتهر بالمخيمات البيئة ذات الطراز القديم البسيط أكثر من الفنادق، وهذه المخيمات تشهد إقبالًا من عشاق الطبيعية والباحثين، لاكتشاف كل ما هو جميل بها، والخلو بالنفس والذات داخل أماكن فريدة من نوعها، وبعيدًا عن صخب الحياة المدنية الحديثة بكل ما فيها من ضوضاء وتلوث.

وأوضح "فتيح" في تصريح لـ"مصراوي"، أن مخيم "دار عيد" يعد أحد أشهر المخيمات التي يفضل السياح التردد عليه في أجواء طبيعية، ووسط ثقافة أهل المدينة، ومشاركتهم نمط حياتهم المعتادة في أجواء غاية في الجمال والروعة، لافتًا إلى أن المخيمات من الأماكن التي تشجع السياحة البيئية التي تسعى دائمًا للحفاظ على البيئة، والحفاظ على مواردها والسعي الدائم من أجل تنميتها، والتقليل قدر المستطاع من كل ما يمكن أن يحدث إضرار بالبيئة المحيطة بهم.

ووصف "فتيح" "الدار" بأنها عبارة عن غرف حجرية جرى إنشاؤها من الحجر الكاتريني الذي يأخذ شكل جبال المدينة، و يمتص أشعة الشمس نهارًا لتدفئة الحجرات ليلًا، كما يوجد بها قسم يشبه بيوت الفلاحين منذ أكثر من 30عامًا، وجرى تسقيفها من البوص، ويوجد بالغرفة ما يسمى بـ"الزير" الذي توجد به مياه الشرب وهو بديلًا عن الثلاجة، وكافة محتويات الغرفة بدائية للغاية، وروعي في تصميم الغرف الخصوصية، وأحجام نوافذها صغيرة، وتفتقر لكافة أشكال المدنية، والإضاءة بها تكون بالطاقة الشمسية، والأسرة التي ينام عليها الزائرين تشبه المساطب التي يوضع عليها مراتب من القطن.

وعن أوجه الترفيه داخل هذه المخيمات، قال "فتيح"، إن المكان يتمتع بالبساطة والأناقة والهدوء التي تجعل السائح في قمة الهدوء النفسي، والتعرف على الكثير من ثقافة سيناء، والقيام بجولات "هايك" بصحبة دليل بدوي للتعرف على الجبال وبعض الأعشاب والنباتات الطبيعية التي توجد حول منطقة المخيم، والقيام بمغامرة لاستكشاف القرية النبطية، ورحلة صعود أحد جبال الصلاصيل لمشاهدة الغروب، وجمع الحطب لإيقاد النار ليلًا، والالتفاف حولها للاستماع إلى قصص البدو، والتعرف على عاداتهم وتقاليدهم مع تناول شاي بالنكهات البدوية المختلفة في البرية، وتناول وجبة العشاء، واستكمال السهرة على أنغام العود و الأغاني البدوية.

وعن أنواع الأطعمة التي تقدم للسائحين، أوضح أن الأطعمة معظمها تطهى بطريقة صحية، وهي شواء اللحوم على النار، والخضروات المسلوقة، والخبز البدوي "الفراشيح"، والأطعمة البدوية التي يفضل السائحين تناولها خلال فترة التخييم، مشيرًا إلى أن ، ليجد رواجا من قبل محبي التمتع بالصحراء والطبيعة الجبلية الهادئة، للتخلص من وتيرة حياة المدينة السريعة، والابتعاد عن ضغوطها التي لا تنتهي.

وأشار إلى أن آلاف السائحين من رواد مدينة سانت كاترين يفضلون الإقامة في مثل هذه المخيمات التي توجد في عمق الصحراء في مغامرة فريدة من نوعها، تتيح لهم مشاهدة الحيوانات البرية والنباتات الطبيعية والطيور النادرة.

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان