غواص الخير.. "عادل" وهب وقته لانتشال الغرقى في سوهاج: طلعت 65 جثة- فيديو وصور

سوهاج- عمار عبدالواحد:

إرادة الخير وإيصاله للآخر سِمة أصيلة في النفوس العظيمة، خاصًة إذا اقترن فعل الخير بروح المبادرة التي تجعل الشخص لا يفكر في جني الأموال والعائد المادي كغيره من أقرانه الذين يجيدون ما يجيد من رياضة أو حرفة، وتتعدد أنواع المبادرات وتتجلى قيمتها في كونها عنصرًا أساسيًا في تقديم الخير للأخر، وتكون بذلك لبنة من لبنات التكافل الاجتماعي.

على هذا النهج سار "عادل" أو كما يحب أن يناديه أصدقائه وأهالي مدينته "المراغة" غطاس الخير"، إذ لم يفكر كغيره من أصحاب رياضة الغطس في تأسيس أكاديمية وإعطاء دورات للراغبين في تعلم تلك المهنة التي تلاقى رواجًا خاصة في المحافظات والمدن الساحلية وجنى آلاف الجنيهات، وإنما سعى لتخفيف المعاناة لدى الأسر التي تفقد أحد أبنائها غرقًا في مياه نهر النيل أو الترع أو حتى بيارات الصرف الصحي، ليدشن بذلك مبادرة غطاس الخير، ويخصص رياضته ووقته في انتشال الغرقى بسوهاج.

يقول صاحب المبادرة إنه أراد من تلك المبادرة التي دشنها رفقة عددًا من أصدقائه بالمراغة بقيادة تقليل حدة الابتلاء لدى الأسر التي تفقد أحد أبنائها غرقًا، خاصة أن بعض الأسر المقتدرة تلجأ لتأجير أحد الغطاسين للبحث عن الغريق، إنما الأسر الفقيرة تراقب المياه سواء في النيل أو الترع حتى تطفو جثة ابنهم فوق السطح.

وأوضح غطاس الخير بسوهاج أنه جرى توفير معدات الغطس التي يستخدمها في عمله الخيري من خلال عددًا من أصدقائه بقيادة "حسين أبو روفان"، مؤكدًا أن عمله في انتشال جثث الغرقى بالمجان تمامًا، لوجه الله.

وأشار غطاس الخير بسوهاج إلى أنه بدأ عمله الخيري في انتشال الجثث الغرقى منذ عام 2005 بعد حصوله على دورة الغطس، وأنه منذ ذلك التوقيت حتى الآن انتشل 65 جثة، لافتًا إلى أن هناك مواقف غريبة وطريفة عايشها عند انتشال بعض الجثث الغرقى لن ينساها على الإطلاق.