إعلان

"المجتمع المصري" على قائمة سيناريوهات العرض الخاصة بمتحف شرم الشيخ (صور)

10:14 ص السبت 23 يوليو 2022

جنوب سيناء – رضا السيد :

تسلط إدارة متحف شرم الشيخ بجنوب سيناء الضوء على "المجتمع المصري" خلال سيناريو العرض المتحفي الخاصة بالمتحف، وذلك ضمن الخدمات المجتمعية التي تحرص إدارة المتحف على تقديمها بهدف توثيق الترابط الأسري.

قال الدكتور محمد حسنين، مدير المتحف، إنه جاري عرض قطع أثرية تعبر عن الأسرة المصرية، وطبقات المجتمع المصري القديم، من خلال سيناريوهات العرض القائمة بالمتحف، بهدف إلقاء الضوء على المجتمع المصري القديم بما يتضمنه من ترابط أسري، والحرف التي كانت توجد في ذلك الوقت، والعادات والتقاليد الخاصة بالترابط الأسري التي ساعدت على ترابط المجتمع، والدور الذي لعبه هذا الترابط في إنتاج حضارة ليس لها مثل في العالم.

وأوضح مدير المتحف في تصريح اليوم السبت، أنه جاري عرض قطع أثرية تعبر عن نشأ المجتمع المصري القديم كمجتمع زراعي، يعتمد على أوجه التعاون والاتصال بين أفراده، ويتمتع بحالة من الاستقرار النسبي في أغلب فترات تاريخه الطويل، وتميز المجتمع خلالها بالوحدة في الأصل واللغة والعقيدة أيضًا.

وأشار إلى أنه يجري خلال العرض تقديم شرح وافي لرواد المتحف، عن كيف كان المجتمع المصري القديم مجتمعًا محافظًا، ه وتعلو قيم الأخلاق والتقاليد التي كانت الأسرة هي الداعم الأساسي فيه، وكيف كانت تقوم الحياة فيها على الألفة والمحبة،، ورعاية الزوج للزوجة والأبناء وتقديس أرواح الأسلاف وإحياء ذكراهم.

وأكد أن حضارة مصر القديمة من أولى الحضارات الكبيرة المستقرة ذات القيم الراسخة، والتقاليد المتواصلة، وتطورها الفكري والروحي خلال عصورها المزدهرة، خاصةً في حياة الأسرة المصرية بما فيها من ترابط عائلي وحب الاستقرار في المعيشة والسكن، ويظهر ذلك في حضارتهم التي تعكس رشاد الزوجة، والتعاطف والألفة الروحية بين الزوجين، فيقول الأديب " آني" لولده " خنسو حوتب " في القرن السادس عشر قبل الميلاد" تخير لك زوجة وأنت شاب،عساها أن تلد لك ابنًا، فتُهذبه وتجعله إنسانًا".

وتابع : وأعطي المجتمع المصري القديم للمرأة مكانتها الفريدة بين ثقافات العالم القديم، وكفل لها حقها في الزواج والطلاق والميراث، وأعطاها الحرية في العمل وتقلد المناصب المختلفة، وكان الذكور والإناث سواسية في الحقوق والواجبات أمام القانون، كما ضمنت العقيدة للصالحين منهم آخرة طيبة في صحبة الإله العظيم في العالم الآخر.

وعن طبقات المجتمع المصري القديم، قال مدير المتحف، إن المصريون القدماء هم أول من رسخوا الكثير من المفاهيم الاجتماعية، ومنها تقسيم المجتمع المصري القديم إلى طبقات مختلفة تتفاوت مستوياتها الاجتماعية ومن البديهي أنها لم تكن على قدم المساواة من حيث الغني أو الاستقرار المادي، ويعرض المتحف تلك الطبقات عن طريق قطع فنية متميزة، منها ما يمثل الطبقة العليا وكانت في القمة وبها الملك وأبناء الأسرة الحاكمة، وحولهم حكام الأقاليم، وقادة الجيش، وكبار رجال الدولة والكهنة والكتبة.

وأشار إلى أن الملك في مصر القديمة تمتع بمكانة عظيمة وأحيط بشيء من التقديس، لكونه الكاهن الأول والقاضي الأعظم والقائد الأعلى للجيش والشرطة، وكان الوزير هو المسئول عن الإدارة ويعد نائب الملك وممثله، وكانت الكهنة تتمتع بهيبة، واحترام من قبل العامة والخاصة والملوك ولم يكن دورهم ينحصر في العبادة فقط بل كانوا أيضا مستشارين الملك وكانوا يطبقون العدالة.

وتابع : كما كان حكام الأقاليم ينوبون عن الملك في إدارة هذه الأقاليم، وكانوا يخضعون لإشراف الوزير ويكتبون تقارير عما يحدث فيها، أما الكتبة فهم الأشخاص الذين يعرفون القراءة والكتابة، وهم خدام الإله "تحوت" سيد لغة الآلهة، وكذلك الإلهة "سشات" سيدة الحكمة والمعرفة والكتابة.

وأوضح أن متحف شرم الشيخ يعرض نماذج متفردة تنتمي الطبقة الوسطى، والتي ظهرت في المجتمع المصري القديم في عصر الدولة الوسطي، وتكونت من صغار الموظفين، والتجار، وأصحاب الحرف الممتازة من الفنانين والصُناع، وكانت هذه الطبقة بمثابة حلقة اتصال بين الحكام والمحكومين، وكانت حياتهم ميسورة إلي حد ما مقارنةً بالطبقة العاملة، وقد حرص أهل هذه الطبقة في إرسال أولادهم إلي المدارس لتأهيلهم لمهنة الكاتب ليصبحوا من أهل المعرفة والخبرة والعلم والثقافة.

وأكد مدير المتحف أن الطبقة الفقيرة في المجتمع المصري القديم شملت التجار، والفلاحين، وأصحاب الحرف الصغيرة كالنجار والبستاني وصانعي السهام، وغيرهم من العمال الذين كانوا يعملون في المناجم والمحاجر وبناء الأهرامات والمعابد، وكان النظام الدقيق الذي ساد بين العمال قد أعطاهم بعض حقهم وضمن لهم مأكلًا وملبسًا.

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان