مئذنة بـ"شرفة واحدة" من عهد الخديوي توفيق.. قصة مسجد الكيلاني في طور سيناء (فيديو وصور)

جنوب سيناء – رضا السيد:

تزخر مدينة الطور بمحافظة جنوب سيناء بالعديد من المناطق الأثرية التي ترجع إلى العديد من العصور المختلفة، ويعد مسجد الكيلاني القديم أحد هذه المعالم، لكون دشن في عهد الخديوي توفيق، بهدف خدمة الحجاج في ذلك الوقت.

قال خبير الآثار الدكتور عبد الرحيم ريحان، مدير عام البحوث والدراسات الأثرية والنشر العلمي بجنوب سيناء بوزارة السياحة والآثار، إن مسجد الكيلاني قام ببنائه عامل بناء مسيحي يدعى "بنيوتى جريجورى"، وذكر نعوم شقير مؤلف موسوعة تاريخ سيناء أن هناك جامعًا صغيرًا بمنارة يقع في شمال مدينة الطور من عهد الخديوي توفيق وقد ضم مقامًا قديمًا للشيخ الكيلانى أو "الجيلانى، وأصبح المسجد مقصد للحجاج خاصة بعد تحول طريق الحج من الطريق البرى إلى الطريق البحرى عام 1301 هجرية- 1884 ميلادية.

وأوضح "ريحان" في تصريح لـ"مصراوي" أن المسجد يقع بالجهة الجنوبية من تل الكيلاني، ويطل على خليج السويس مباشرة، وهو مسجد صغير بطول 22متر مربع ، وعرض 12 متر مربع، ويعد من المساجد ذات الوحدة المفردة كونه يتكون من بيت للصلاة عبارة عن قاعة مستطيلة غير مقسمة لأروقة، ولا يوجد به صحن أوسط، ويغطيه سقف مسطح.

وأشار إلى أن المسجد ينقسم لثلاثة أجزاء، الجزء الأول عبارة عن بيت الصلاة ، ويقع في الجزء الشمالي الشرقي، وهو عبارة عن مساحة مستطيلة بطول 12 متر، وعرض 8 أمتار، والجزء الثاني هو الأوسط مساحته مستطيلة أيضًا بطول 12 متر، وعرض 6 أمتار، و يتضمن القبة الضريحية الخاصة بالشيخ الكيلانى بالجهة الجنوبية الشرقية، والمئذنة بالجهة الشمالية الغربية وهى مئذنة بسيطة من شرفة واحدة.

وأضاف أن مقام الشيخ الكيلاني كان يوجد قبل بناء المسجد، ويقال إن الشيخ الكيلانى جاء من السعودية، وكان ثلثي المسجد تقريبًا داخل البحر ثم انحسرت المياه، ويقع غرب الجامع مخزن لخشب المراكب.

وأكد "ريحان" أن مسجد الكيلاني ليس أقدم مساجد سيناء فهناك المسجد العباسي بتل راية، ويعود إلى القرن الثاني الثالث الميلادي، والمسجد الفاطمي داخل دير سانت كاترين، ومسجد آخر فوق قمة جبل موسى، ومسجد أيوبي داخل قلعة صلاح الدين بجزيرة فرعون بمدينة طابا، ومسجدين ومصلى بقلعة الجندي بمدينة رأس سدر.

على جانب أخر قال الشيخ لبيب إمام وخطيب مسجد الكيلاني الجديد ومسئول عن المسجد القديم، إن مسجد الكيلاني القديم يعد من أحد المساجد الفريدة بالمنطقة، وهو الوحيد الذي يوجد يه ضريح، واستخدم في بنائه طوب من الشعاب المرجانية، ويأخذ شكل الطراز القديم المرتبط بحي الكيلاني القديم الذي يعد أول حي بجنوب سيناء.

وأوضح أن مبنى المسجد يتميز بالبساطة، يدل على الطراز القديم، وهو يضم مرحاض، وغرفة خدمة، وبهو، ومقام الشيخ "الكيلاني"، وكان يقصد زيارة الضريح العديد من المواطنين، وعند فتح خزانة المال الخاصة بالضريح وجد بها عملات قديمة تعود لعهد الخديوي توفيق.

وأكد أن المئذنة يوجد بها سلم من داخل المسجد وجرى بنائها على الطراز القديم، وهي بحالة جيدة، وجرى إجراء صيانة للمسجد لكونه أهم المعالم السياحية الأثرية بالمنطقة.