إعلان

رغم الحطام والألغام.. أوكرانيون يعودون إلى بلادهم

11:25 ص السبت 16 أبريل 2022

قوات روسية

نيويورك - (د ب أ):

بعد أن حولت القوات الروسية تركيزها العسكري نحو شرق أوكرانيا، بدأ بعض الأوكرانيين الذين فروا من ديارهم في بداية الغزو الذي تعرضت له بلادهم يخاطرون بالعودة ليروا ما تبقى لهم من معايشهم، وما إذا كان بوسعهم البدء في إعادة بناء ما تهدم.

ومن بين العائدين داريانا تاراسينكو، 27 عاما، والتي تعمل في مجال التصوير الفوتوغرافي، والتي هجرت شقتها في كييف يوم وقوع الهجوم في 24 فبراير الماضي. فقد عادت الأسبوع الماضي بعد قضاء شهر في إحدى البلدات الواقعة على الحدود الرومانية ولحسن حظها وجدت مسكنها على ما يرام .

وقال الكاتبان فولوديمير فيربيني والكسندر كودريتسكي في تقرير نشرته وكالة بلومبرج للأنباء إن تاراسينكو ذكرت هاتفيا، بعد أن قطعت مسافة تبلغ أكثر من 700 كيلومتر للوصول إلى العاصمة مع زوجها وكلبها أن " الحنين للوطن كان السبب الرئيسي" لعودتها، وأضافت" لقد افتقدت حتى أطباقي في مسكني".

وبعد اقتحام دبابات الرئيس فلاديمير بوتين لحدود أوكرانيا، فر أكثر من 6ر4 مليون شخص إلى الخارج، وسعى أكثر من عشرة ملايين إلى اللجوء في المدن والبلدات الأكثر أمانا . ويصف خبراء الهجرة ذلك بأنه الحركة الأكثر دراماتيكية للبشر منذ الحرب العالمية الثانية.

ويقول فيربيني و كودريتسكي إنه رغم أن إجمالي عدد المغادرين للبلاد يتزايد بمعدل أبطأ، و فرار لاجئين جدد من الهجوم الذي يزداد شدة على منطقة دونباس في شرق البلاد، يعود المزيد والمزيد من الأوكرانيين من داخل البلاد وخارجها إلى المناطق التي يعتقدون أن بوسعهم الحفاظ عليها.

وقال اندريه ديمشينكو المتحدث باسم سلاح حرس الحدود في بيان له مؤخرا إن عدد من يعودون عبر الحدود الأوكرانية تضاعف ثلاث مرات ليصل إلى نحو 30 ألف يوميا. ويشمل هذا الرقم عددا أكبر من كبار السن والنساء، بالمقارنة بالأيام الأولى من الحرب عندما كان معظم العائدين من الرجال بغرض المشاركة في القتال. وذكر مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية التابع للأمم المتحدة في أحدث تقرير له أن أكثر من 870 ألف شخص ، عادوا الآن إلى البلاد، وسط مخاوف بشأن تدهور الأمن الغذائي.

وجدير بالذكر أن كييف العاصمة التي كان عدد سكانها يبلغ 9ر2 مليون قبل الحرب- والتي كانت الهدف الأساسي لبوتين في البداية- ما زالت على حالها ولم تمس إلى حد كبير. ولحقت أسوأ الأضرار بالبلدات المحيطة بالمدينة، حيث خلفت القوات الروسية سيلا من الدمار ، بما في ذلك مئات الأشخاص الذين يبدو أنها قتلتهم أثناء انسحابها إلى الشمال.

وتحذر السلطات المحلية من العودة إلى تلك المناطق بسبب خطر الشراك الخداعية والذخائر التي لم تنفجر، وكذلك احتمال استئناف الهجمات الجوية أو الصاروخية الروسية.

ورغم ذلك، تحدت كارينا باتسيومكينا تلك التحذيرات؛ وهي ناشطة قضت الأسابيع الأولى من الحرب مع الاصدقاء في كييف وفي مدينة لفيف في غرب البلاد، وعادت إلى مسكنها في بلدة بوتشا، التي تقع غرب العاصمة والتي كشفت السلطات أن القوات الروسية تركت الشوارع فيها مليئة بالجثث، مما أثار اتهامات بارتكاب جرائم حرب. وفي بوتشا كان التدمير تاما، والأشخاص الذين كانت مساكنهم ما زالت موجودة لم تتوفر لهم الكهرباء أو الغاز أو الخدمات الأخرى.

وليست العودة لبوتشا للجميع. وتقول باتسيومكينا إن كثيرين يغادرون كييف- وهي رحلة كانت تستغرق ساعة واحدة وأصبحت الآن تستغرق يوما كاملا بسبب الطرق المدمرة والازدحام المروري عند نقاط التفتيش- لتفقد مساكنهم ثم يعودون مرة أخرى. وما زال كثيرون يعيشون في مخابىء تحت الأرض، بعد تهدم مساكنهم.

وما زالت بولندا التي تأوي غالبية اللاجئين الأوكرانيين، تسجل تدفقا كبيرا من اللاجئين. ويفكر كثيرون في العودة، خاصة بمناسبة عطلة عيد الفصح في 24 أبريل، ولكن نسبيا لم يحزم سوى القلة حقائبهم.

ويقول فيربيني و كودريتسكي إنه مع قيام بوتين مؤخرا بتبديد آمال التوصل لتسوية دبلوماسية وتوعده بمواصلة الحرب، لا يراهن أحد على أن هناك نهاية للحرب في المستقبل القريب-مما يجعل الأمر مخاطرة بالنسبة لمن يفكرون في البقاء في البلاد مما سيعرضهم لخطر الهجوم. ولكن بالنسبة لأشخاص مثل تاراسينكو في كييف، كان بقاء مسكنها لم يمس أمرا يستحق العودة. وقالت إن الزبائن بدأوا يحجزون معها مواعيد حتى أواخر أغسطس لالتقاط صور لهم.

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان