"معاذ".. مات ضربًا بالعصى على يد أبيه لإجباره للعيش معه وتَرك أمه في الشرقية

الشرقية-هبه القصاص:

لم تشفع صرخات الطفل "معاذ" صاحب الأربعة سنوات فقط، أو دموعه واستغاثاته، بأن يكف والده عن ضربه بـ"العصي" حتى سكت دون رجوع.

الطبيب يخبرالأب بأن الطفل لفظ أنفاسه الأخيرة بين يديه، قصة روتها أسرة الطفل المقتول علي يد والده "بحسب اتهامهم" عندما حاول بكل الطرق إقناع نجله بالعيش معه والتخلي عن حضانة أمه دون جدوى.

القصة عاشتها أهالي قرية الجمالية التابعة لمركز أبوحماد بمحافظة الشرقية، عندما قرر الزوج "وفقًا لـ"رواية الأهالي" بالتخلي عن زوجته والطلاق المبكر بعد شهرين فقط من ليلة زفافهما، لكن الأيام التي مضت كانت حبلى بطفل لم يرى مشاجرات أبيه وأمه بعد، حتى ولد وعاش في حضانة أمه "أسماء" لمدة لم تتجاوز الثلاثة أعوام فقط، واكتشفت اختفاء صغيرها من أمام منزلها، وبعد بحث، علمت بأن والده أخذه.

وخلال هذا النزاع حاول الأب بكل الطرق إقناع الطفل معاذ بالعيش معه، لكنه لم يكن ليجد إجابة من طفله تريح قلبه حيث كلما سئله : "هتعيش مع مين" ليجد الإجابة مع ماما"، وهنا فقد الأب صوابه وانهال عليه بالضرب مرات لإجباره علي قول كلمة واحدة أمام القاضي هي "هعيش مع أبي".

وقالت الأم لـ"مصراوي"، أن زوجة طليقها كانت ترفض عيش الطفل معهم، رغم الجلسات العرفية التي أجبرت والده برؤيتي لابني، لكنه اعتاد تجاهل الحكم.

وكشفت الأم أنها علمت اللحظات الأخيرة لابنها من إحدى جيران الأب، بعد موته ووجود جثته بالمشرحة لمدة 3 أيام، موضحة أن صغيرها كان يصرخ مستنجدا بأبيه "كفاية يا بابا" ودموع وصراخ هزت قلوب الجيران الذين حاولوا التدخل لرفع يد الأب عن نجله صاحب الجسم النحيل لكنهم اكتشفوا أن الطفل فقد النطق، وسكت إلى الأبد.

هنا هرع الأب إلي الطبيب والذي أخبر الأول أن نجله فارق الحياة، فقرر الأب الذهاب إلى قسم الشرطة وزعم أن ابنه سقط من ارتفاع ومات، وهي أقوال نفتها الصفة التشريحية التي كشفت وجود أثار تعذيب وضرب مبرح، ما دفع الأب للاعتراف بأنه كان يؤدبه ومات خطأ.

ذهب الأب لدفن الطفل دون إخبار الأم لكن عندما عنفه الأهالي، هنا نشبت مشاجرة بالمقابر لرفضهم سلوك الزوج، قبل أن تتقدم أسرة أم الطفل ببلاغ رسمي يتهم الأب بقتل الصغير وتعذيبه، لتبدأ مرحلة جديدة من التقاضي بين الزوجين.