"عاطف وصفاء".. قصة حب وكفاح من الطفولة بطلها زوجان كفيفان فى المنوفية- فيديو وصور
-
عرض 10 صورة
-
عرض 10 صورة
-
عرض 10 صورة
-
عرض 10 صورة
-
عرض 10 صورة
-
عرض 10 صورة
-
عرض 10 صورة
-
عرض 10 صورة
-
عرض 10 صورة
-
عرض 10 صورة
المنوفية- أحمد الباهي:
"من صداقة الطفولة إلى عش الزوجية"، عنوان رحلة بدأت منذ ما يزيد عن أربعون عامًا جمعت "عاطف وصفاء" وكان ارتباطهم عوضًا عن عجزهم، فقد ولدوا أكفاء وكبروا سويًا يُتابعان أخبار بعضهما حتى تقدم لخطبتها وتزوجا وأنجبا طفلتين "شروق ورودينا"، راضين بحياتهما بل سعداء بما قسم الله لهم، لكن للقصة تفاصيل وحكايات ومآسي أيضًا.
عاطف سعيد قناوي، ابن قرية كفر إبنهس التابعة لمركز قويسنا بمحافظة المنوفية وزوجته صفاء، المُدرسان في مدرسة المكفوفين في قريتهما، أكدا لـ "مصراوي" أنهما يذهبهان يوميًا للمدرسة سيرًا على الأقدام إذ يحمل الرجل عصا طويلة في يده اليُمنى بينما تتعلق زوجته في ذراعه الأيمن، والذي بدا عليه أنه مبتور إثر حادث أليم جرى له في صِغره.
يقول "عاطف" 50 عامًا، أنه ولد كفيفًا لكنه كان يخرج ويلعب مع أقرانه بل ويصعد الأشجار، فلم تمنعه الإعاقة من عيش طفولته، وحين دخل مدرسة المكفوفين كان يفوق "صفاء" بعامين وتعلّق بها كثيرًا حتى بعد افتراقهما في مرحلة تعليمية تالية وذهب إلى محافظة أخرى كان يُتابع أخبارها، وفاتح أسرته في شبابه طالبًا الزواج لكن قبلها قرر الالتحاق بوظيفة كي يُقنع أسرتها بكفائته وقدرته على رعاية ابنتهم، وبالفعل وافقوا وتمت الزيجة.
"صفاء" 48 عامًا، أوضحت حبها لزوجها مُشيرة لطيبة قلبه، وتحدث عن بدايات الزواج إذ طلبت رصّ أثاث منزلها بنفسها وكذا "النيش"، حتى حفظت موضع كل قطعة وركن ونقلت الصورة إلى زوجها عبر لمّسه كل مكان بالشقة، فأمكن تحركهم بسهولة ويُسر، وعن حملها بابنتها "شروق"، لفتت إلى جعل زوجها يشعر بكل حركة الجنين في بطنها، حينها كان قلب الزوجين يمتلأ بالفرحة فهم ليسوا أموات أو فقد البصر منعهم من ممارسة حياتهم كغيرهم، بل سينجبون ويكونون أسرة مثل باقي الناس.
وأشارت الزوجة إلى نشاط زوجها الدائم ومساعدته لها في كل الأعمال المنزل، مُتابعة بالقول: "بيساعد في كل حاجة ويعمل أعطال الكهرباء ووصلات الأسلاك، واحنا اتعودنا نصلح كل حاجة في بيتنا بنفسنا، مفيش صنايعي بنحتاجه الحمدلله ولا بيدخل عندنا".
أضافت الزوجة أنها تعمل مع زوجها بذات المدرسة كونها مُعلمة تدرس للطلاب المكفوفين، وقالت: "بدخل الفصل فيه أكتر من 60 طالب وطالبة والحمدلله بسيطر عليهم، ومجرد دخولي بطرح عليهم سؤال لجذب انتباههم ثم أبدأ الشرح، لدرجة إن زميلة ليا بتقدر تشوف قالتلي إنتي بتحكمي الفصل عني"، وأشارت إلى استخدامها "خوخة" تُصدر صوتًا أثناء تحركها، واستعانت بها بقذفها في زوايا الفصل باتجاه طلابها لجعلهم يلتقطوها ويكون دورهم في الإجابة على الأسئلة.
وأوضح الزوجين أنهم لا ينقصهم شيئ، فالمعاق يعتبره البعض ميت فيما هم أحياء ينعمون بالنشاط وينجزون احتياجاتهم بأنفسهم، لافتين إلى استخدامهم الوسائل التكنولوجية مثل البرامج الناطقة والتي تكشف لهم كل شيئ في هاتفهم بمجرد تحريك أصابعهم لأي موضع بالشاشة الصغيرة، وقالت "صفاء" وأنا راكبة أي مواصلة وطرأت في ذهني فكرة أكتبها من خلال قلمي المُسنن وغرسه في ورقة بيضاء، وكل نقطة تعني حرف معين أستطيع به توثيق أي شيئ وقرائته في وقتٍ لاحق.
وختما حوارهم بأن اليد والسمع والشم والتذوق وغيرهم من الحواس، عوضًا لهم عن النظر ويمكنهم من التفاعل مع كل شيئ، حامدين الله على نعمة الإنجاب والصحة والقدرة على قضاء حوائجهم بأنفسهم.
فيديو قد يعجبك: