إعلان

أغلقتها النكسة وأجل كورونا افتتاحها.. الصلوات تعود للكنيسة اليونانية في السويس بعد 55 عامًا (صور)

07:27 م الأحد 27 نوفمبر 2022

السويس - حسام الدين أحمد:

بعد توقفها نحو 55 عامًا، عادت الصلوات ومعها الحياة للكنيسة اليونانية القديمة "سانت كاترين"، التي شرعت مجددًا في تقديم خدماتها لأبناء الجالية اليونانية في السويس وأبنائها من مختلف المحافظات المصرية.

الحرب

في أعقاب نكسة يونيو 1967، صدر قرار بتهجير أهالي مدن القناة، إذ كان للسويس نصيبًا من قصف ترك علامات في شوارع المدينة وبيوتها، التي تركها أهلها ونزحوا إلى بقاع المحروسة، ورافقهم في رحيلهم الإجباري ما تبقي من أبناء الجاليات الأجنبية المتوطنة في بلد الغريب، قاصدين القاهرة والإسكندرية، الأمر الذي تزامن معه غلق الكنيسة والقنصلية اليونانية الملحقة بها في شارع سعد زغلول.

نيران الإرهابية

عقب انتهاء حرب أكتوبر وانتصار الجيش المصري، صدر قرار بعودة أبناء مدن القناة، ورغم عودة عدد لا بأس به من العائلات اليونانية إلا أن الكنيسة لم تفتح باباها وتقدم خدماتها مرة أخرى بالصورة التي كانت عليها قبل الحرب ولم تقام الصلوات، بينما أغلقت القنصلية بشكل تام.

أحرق عناصر الجماعة الإرهابية 3 كنائس بالسويس منتصف أغسطس 2013 بعد ساعات من فض ميدان رابعة العدوية، كانت اليونانية القديمة إحداها. رشقوها بالمولوتوف والحجارة، فأحرقوا الواجهة والمدخل وأتت النيران على صحن الكنيسة والمذبح.

99 عامًا

تقول خريساني سكوفاريد "صولا" نائب رئيس الجالية اليونانية في مصر ورئيس لجنة الكنائس، إن الجالية حصلت على الأرض بموقعها الحالي عام 1897 لتكون كنيسة، وفي عام 1918 جرى وضع حجر الأساس وبدأ البناء الذي استغرق 5 أعوام حتى افتتاحها في 1923، وإلى جوارها القنصلية اليونانية.

قبل حفر القناة

تضيف صولا أن اليونانيين عملوا بالتجارة في السويس قبل حفر القناة، وزادت أعدادهم بعد حفر القناة واستمروا في عملهم بالتجارة مع الأنشطة الاقتصادية والبحرية المتعلقة بحركة الملاحة والسفن، وعقب تأميم قناة السويس رفض اليونانيين الرحيل من السويس مثل باقي الجاليات، واستمروا في أعمالهم إذ كونوا على مدى أكثر من 100 عام علاقات طيبة مع الأهالي، وفي المقابل تصدى السوايسة لعدة محاولات تخريب ونهب للكنيسة.

وأشارت نائب رئيس الجالية اليونانية إلى أن الكنيسة والقنصلية أغلقتا عقب يونيو 1967 مع قرار التهجير ورحيل أبناء الجالية من السويس، واستمر ذلك الإغلاق حتى بعد عودة المهجرين.

وتابعت بأن إحدى شركات المقاولات تكفلت بأعمال الترميم والتطوير الشاملة الأخيرة، وكان من المفترض افتتاح الكنيسة قبل عامين لكن جاء فيروس كورونا وأجل الافتتاح إلى نهاية العام الجاري.

وكشفت إلى أن الكنيسة ستعود وتقدم خدماتها بشكل كامل لأبناء الجالية اليونانية، وهم أقل من 100 فرد في السويس، كما ستشهد الكنيسة أسبوعيا رحلات داخلية وزيارات متبادلة لأبناء الجالية من محافظات القاهرة والإسكندرية وبورسعيد والإسماعيلية وطنطا.

قرع الطبول وطرق الأبواب

صباح الجمعة الماضية جرى افتتاح كنيسة سانت كاترين، في مشهد مختلف كليا عما جرى بالكنائس الأخرى خلال افتتاحها عقب تطويرها، في البداية جرى فتح الباب الرئيس والأبواب الجانبية لاستقبال المصلين والوفود الدبلوماسية التي ضمت السفير اليوناني وهيئة مكتبه، والمطارنة والأسس أبناء الجالية في السويس والمحافظات الأخرى، وسط تواجد أمنى وفرض حرم آمن بمحيط الكنيسة.

عقب ذلك خرج المطارنة ورجال الدين المسيحي، يتقدمهم كشافة الكنيسة وفرقة الموسيقات بالكنيسة اليونانية بالقاهرة، وعلى قرع الطبول أجروا دورة كاملة حول المبنى من الحرم، يتلون صلوات الشكر لافتتاح الكنيسة.

توسط المطارنة والأسس البابا ثيودروس الثاني بطريرق الأرثوزكس الروم بابا الإسكندرية وسائر أفريقيا، وعند وصولهم للباب الرئيس كان مغلقا في تقليد متبع لذلك الاحتفال، فتقدمهم البابا يتلوا الصلوات بلغته الأم، ويطرق على الباب 7 مرات مع كل صلاة، ثم فتح الباب ليدخل الجميع وتبدأ صلاة القداس.

شهد افتتاح الكنيسة نائب البطريرق نيكوزموس ومطارنة أفريقيا وسفير اليونان في مصر نيكولا غاري ليدس، والقنصيلة اليونانية بالإسكندرية ديسبينا خاسيوغرو، كما حضر الدكتور عبدالله رمضان نائب محافظ السويس، نائبا عن اللواء عبدالمجيد سقر محافظ الإقليم، والقيادات التنفيذية وممثلي الأزهر والأوقاف.

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان