إعلان

حكاية "أول صابون من البلح" في الوادي الجديد - صور

09:04 م الخميس 02 سبتمبر 2021

تطبيق مصراوي

لرؤيــــه أصدق للأحــــداث

الوادي الجديد – محمد الباريسي:

حالة جديدة وفريدة بثوبها الواحاتي، صاحبة إنتاج أول صابونة من البلح، ومبتكرة أول منتجات تجميل من البلح، وكذا صاحبة مبادرة "تراثي حرفتي" أول مبادرة نسائية لتعليم فتيات قريتها حياكة أوراق الجريد، عادت "راندا" من القاهرة لبلدها بدخلو وعملت المبادرة، وورشة تدريبية صغيرة لتعليم شابات قرية “بدخلو” التابعة لمركز الداخلة بالوادي الجديد على أيدي سيدات وجدات القرية المحترفات في حياكة الخوص، كأول مبادرة تهدف الى إحياء الموروث الشعبي للأجيال القادمة ومنعها من الاندثار.

"راندا سيف".. سيدة واحاتية من محافظة الوادي الجديد، حاصلة على بكالوريوس تجارة، أصولها من قرية "بدخلو" بواحة الداخلة، متزوجة من ابن عمها ومعها طفلين.

راندا مقيمة بالقاهرة، تزور الوادي الجديد في الإجازات والأعياد، قالت لنفسها الوادي الجديد مليان نخل في كل مكان، ليه منجربش استخدام كل مكونات النخل "تمر" مثلًا أو مخلفاتها "جريد" أو "سعف" أو حتي نواة يصنع منه منتجات صديقة للبيئةوفكرت في صابونة من التمر.

تقول راندا لمصراوي "التحقت بموقع للعمل يتولى صناعة الصابون ولما عرفوا أنها عايزة تعمل صابون من "التمر"، محدش رضي يساعدني وتركت العمل وبدأت اشتغل على نفسي فتحت النت والمواقع الأجنبية وترجمتها وتفرجت على فيديوهات لطريقة صناعة الصابون وعملتها خطوة خطوة وبالراحة وبمنتهى الصبر".

تابعت: " أنني أخذت الصابونة الناتجة من التمر وذهبت إلى مصلحة الكيمياء وأخذوا منها عينة من أجل التقييم وبعد أسبوعين كانت المفاجأة أن التقرير أكد أن الصابونة مطابقة للمواصفات الأوروبية من حيث الأمان، السلامة، والنظافة وأعلى من المواصفات المصرية، صابونة صحية وممتازة جدًا، وفعلا بدأت تنفذ قطعة في قطعة في قطعة لحد ما بقيت محترفة في صناعة الصابون من التمر مؤكدة انها فكرت لكي تحول الموضوع لمشروع.

"تعلمت كمان عمل قهوة عربي من نواة التمر، لما الموضوع كبر قررت استفيد كمان من ليف النخل وهذا يعالج التصبغات الجلدية ويزيل الجلد الميت، أخدت قرار أستغل كل مخلفات النخل، وتنتج منتجات صديقة للبيئة".. تروي راندا.

نجحت "راندا" في أنها تصنع بالسعف والجريد حقائب " شنط"، وإكسسوار وديكور للبيوت، الفكرة هنا هي حياكة الخوص من الموروث الشعبي والتراث في الوادي الجديد، الحرفة هذه تحترفها السيدات والجدات الكبار في السن، لكن البنات الصغيرين لا يعرفن الحرفة هذه، فَضَلت تعلم البنات الصغيرين الحرفة عشان تفضل على طول، بشرط أنها تكون بذوق معاصر قصدي زوقهم هما.

تؤكد راندا أنها تحضر زعف الجريد وتبلله في المياه وتضفره " تعمله على شكل ضفيرة" بعدها مرحلة الحياكة يعني خياطة الخوص عشان يطلع بالشكل ده.

جمعت بنات من قرية بدخلو بمركز الداخلة، وعرضت عليهم الفكرة، وتواصلت مع السيدات الكبار، أنهم يردن تعلم الحياكة، وبدأوا فعلًا واتعلموا والفكرة بدأت تكبر، فكروا كيف يكون هناك سوق كبير لتسويق منتجاتهم.

تضيف راندا أنها دشنت جروب على الفيس بوك باسم "ركن الطبيعة" من خلال نسوق لمنتجات صابون التمر ويحافظ في نفس التوقيت على التراث ومساعدة السيدات اقتصاديا من خلال توفير العمل لهم بالبيت، وننتج من خلاله منتجات نصنعها من إعادة تدوير مخلفات النخيل، مثل الشنط و المنتجات الخاصة بالموضة والإكسسوار المنزلية وقطع الديكور المصنعة من الخوص، والمستوحاة كلها من التراث بطابع وفكر بنات الفترة الحالية.

وتشير إلى أن الفكرة الأولى كان الهدف منها إعادة تدوير مخلفات النخيل، عملت "ركن الطبيعة" اللي خرج منه فكرة مبادرة "تراثي حرفتي" وخرج منها منتج صابونة التمر ودبس التمر والقهوة العربي.

وتقول راندا، إنها أخدت كورسات أون لاين عشان تعمل منتجات للعناية بالبشرة، بدأوا ينتجوا "مقشر الوجه" بالبلح ومرطب الشفاه ومرطب القدم وكافة منتجات البشرة من البلح.

راندا وجهت رسالة لكل ست مصرية، وقالت أي فكرة تيجي في دماغك نفذيها جربيها تأكدي أنك تنجحي المرة اللي بعديها، أي حاجة حاسة أنك هتبتكري فيها جربيها أكيد هيطلع منها منتج حلو.

راندا تختتم حديثها لمصراوي، انها بمكان في قريتها " بدخلو" تعمله ورشة قريبة من البنات والسيدات ومنتظرة حد يأخذ بيدها، لكي تنتج بشكل أكبر تفيد شباب أكتر وتحافظ على التراث والمهنة.

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان