إعلان

من الفراعنة حتى الخديوي إسماعيل.. متحف السويس يحكي تاريخ حفر القناة- صور

04:22 م الأربعاء 04 أغسطس 2021

السويس- حسام الدين أحمد:

كان حفر قناة تربط بين البحر المتوسط والأحمر حلم راود المصري القديم، منذ أن أدرك صناعة الفُلك والمراكب، وتحقق له ما أراد عندما مد قناة تربط بين أحد فروع النهر وخليج السويس لتكون ممر مائي يصل بين البحرين عبر النيل.

من كليزما للسويس

في العصر الحديث، أنجز المصريون ما حلم به الأجداد بعد تبدد خرافة أن مستوى البحرين مختلف وأن حفر قناة بينهما بشكل طولي لن يفلح، وكان للمصريين ما أرادوا بسواعدهم.

كان أبرز تلك المحطات عبر التاريخ هي مدينة السويس التي عرفت في العصور الوسطى وعند العرب باسم القلزم، وذكرها الفراعنة باسم "كليزما"، هنا نقطة الوصول للبحر الأحمر أيا كانت نقطة البداية من النيل مباشرة أو أحد فروعه، أو البحر المتوسط.

ويمتلك متحف السويس القومي مقتنيات ومجسمات ومعبودات وأدوات تحكي تاريخ القناة، التي استخدمها المصري القديم في نقل البضائع من بلاد بنط والحبشة إلى مراكز الحكم المختلفة عبر العصور والتي امتدت بطول النيل.

قناة سيزوستريس

"القاعة تعرض تسلسل زمني لتاريخ قناة السويس منذ حفر قناة سيزوستريس وحتى القناة الحالية التي بدأ حفرها في عهد الخديوي "سعيد" بحسب ما قالته دينا السيد مديرة متحف السويس.

وتعرض داخل قاعات المتحف صور وخرائط على الجدران وقطع أثرية وتماثيل تأخذ بمن يراها في رحلة حول عبقرية المصري القديم، وأول تلك اللوحات كما تشرح مديرة المتحف هي للأفرع السبعة للنيل، من بينها الفرع الديلوزي.

وترجم هذا الفرع من النيل أول أفكار المصري القديم على أرض الواقع لحفر القناة التي تربط بين البحر الأحمر والنيل، وبالتالي البحر المتوسط الذي يصب فيه النيل، وأطلق عليها قناة سيزوتريس والتي حفرت في عهد سنوسرت الثالث عام 1883 قبل الميلاد.

ميناء على القناة

أما لوحة "دارا الأول" فهي لوحة كبريتية تشرح إعادة حفر قناة السويس، كما تضمنت قاعة القناة القديمة قطع حجرية لجزء من معبد الإله حابي إله النيل عند المصريين القدماء، وعليه "فرشوش" ملكي ونقوش للملك خنتو الثاني من الأسرة الثلاثين، وعثر على تلك القطع الحجرية بمنطقة أولاد موسى بحي الجناين وتقع على مسافة 1 كيلو شمال شرق السويس، قرب قرية عامر ويرجح وفقًا للقطع الجيرية والثقوب، إنها كانت منطقة ميناء على القناة القديمة.

داخل قاعة الملاحة والتجارة يعرض المتحف نماذج لأشكال المراكب والفُلك خلال العصور القديمة، وجرى وضع مجسمات المراكب والبحارة في ناموس زجاجي كبير في نصف القاعة، وتضمن نماذج لمركب من البوص والبردي والتي كانت تستخدم في عصور ما قبل التاريخ.

ضمت القاعة أيضًا مجموعة أخرى من المراكب توضح كيفية تعامل المصري القديم مع البحر وعملية الإبحار والحياة اليومية على المركب وأدوات تخزين الطعام للبحارة، والأواني والحاويات الصغيرة لنقل الغلال والزيوت والبضائع على المراكب.

أما قاعة قناة السويس الحديثة فكانت أكثر إبهارًا وتضم مقتنيات أثرية وأدوات قياس ارتبطت بحفر القناة، حين عرض الفرنسي فرديناند ديليسبس على الخديوي سعيد فكرة حفر قناة تربط بين البحر الأحمر والمتوسط، فوافق عليها ولم يحالف الحظ الخديوي ليرى النتائج، وتوفى قبل انتهاء الحفر.

"الحفر بدأ في 1859 وانتهى عام 1969، وجرى افتتاح قناة السويس في عهد الخديوي إسماعيل في احتفالية ضخمة".. تقول مديرة المتحف وتضيف أن الخديوي إسماعيل دعا لحضور الحفل معظم ملوك وأمراء العالم في ذلك الوقت، وحضرت الإمبراطورة أوجيني زوجة نابليون الثالث وأمير بروسيا وملك الدنمارك والعديد من ملوك العالم.

أجهزة قياس ونياشين ملكية

وتضم قاعة قناة السويس الحديثة صورة لعقد امتياز حفر قناة السويس، وتلسكوبات وأدوات جرى استخدامها في الرفع المساحي خلال الحفر، والعديد من الميداليات التذكارية التي أمر الخديوي بتصنيعها وخصصها تذكارًا للافتتاح.

من ضمن المقتنيات خريطة لأقدم ثاني خط سكة حديد في العالم، وجرى تدشينه في السويس عام 1882، وكان ينقل البضائع من قناة السويس إلى العاصمة حتى جرى إنشاء ميناء بورتوفيق عام 1911 ليستقبل سفن البضائع وتشحن في عربات القطار.

كما تضم القاعة لوحة بورتريه بألوان الزيت للخديوي سعيد، وتمثال من البرونز للخديوي إسماعيل.

ضمت القاعة أيضًا العربة الأثرية "الكلش"، وهي واحدة من 7 عربات فاخرة فارهة في ذلك الوقت استقلها الملوك والأمراء المدعوين لحضور افتتاح القناة، وتضم مكان مخصص للضيف ومكان للسائق وأخر خلف الضيف وهو المسئول عن خدمته.

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان