معهد فؤاد الأول.. 106 أعوام في نشر العلم بأسيوط- فيديو وصور

أسيوط- محمود عجمي:

تتميز محافظة أسيوط باحتوائها على العديد من الآثار الإسلامية والقبطية والفرعونية والرومانية والمباني ذات التراث المعماري الفريد.

ويعد معهد "فؤاد الأول" الأزهري أو "معهد أسيوط للبنين" والمقام على ضفاف نهر النيل بمنطقة الحمراء بمحافظة أسيوط، واحدًا من أهم الآثار الإسلامية، كأول وأكبر معهد أزهري في الصعيد، ومنارة علمية وطنية في نشر سماحة الإسلام ووسطيته.

وقال الشيخ أحمد عبدالعظيم، عميد معهد أسيوط الديني "فؤاد الأول"، إنه في عهد السلطان حسين كامل، أصدر مرسومًا عام 1915 بإنشاء معهد ديني يعمل على نشر تعاليم الأزهر الشريف في صعيد مصر ويسهم في تخفيف المشقة والمعاناة عن الأهالي بدلًا من سفر أبنائهم للدراسة في الجامع الأزهر بالقاهرة.

وأشار عميد معهد أسيوط الديني، إلى اختيار مسجد اليوسفي؛ ليكون بمثابة معهد ديني، ومع مرور الوقت وتزايد أعداد الدارسين من مختلف محافظة الصعيد المجاورة لأسيوط اختار الأئمة والمشايخ أن يجري التدريس في المسجد الأموي والمعروف باسم "الجامع الكبير" وينضم إلى المسجد اليوسفي معهدًا دينيًا أزهريًا.

وأضاف الشيخ أحمد عبدالعظيم، أنه عقب زيارة الملك فؤاد الأول لمحافظة أسيوط، تقدم عدد من مشايخ الأزهر بمقترح أن يجري تخصيص قطعة أرض جديدة لإقامة معهد ديني أزهري على غرار المعاهد الأزهرية التي كانت تبنى في القاهرة؛ ليكون منارة لصعيد مصر في تلقي العلوم الدينية، وبالفعل جرى تخصيص قطعة أرض مساحتها 4 أفدنة وثمانية قراريط وسهمين بمنطقة الحمراء بجوار نهر النيل لإنشاء المعهد.

وأوضح عبدالعظيم، أنه في عام 1930 وضع الملك فؤاد الأول حجر الأساس لإنشاء المعهد واستغرق بناؤه 4 أعوام وشيدت مبانيه على طراز الفن الإسلامي والتصميم الهندسي للفن الأندلسي، وجرى افتتاحه في عهد الملك فاروق ملك مصر عام 1939، ويخدم حاليًا طلاب المرحلة الثانوية.

ويتكون المعهد الأزهري من ثلاثة مبانٍ، منها مبنى للدارسة ويتكون من طابقين ويضم فصولًا ومكاتب إدارية وقاعة عرض للأفلام العلمية ومعملًا لعلوم الأحياء والكيمياء والفيزياء، وتتوسط فناءه حديقة مستطيلة الشكل بها نافورة بديعة التصميم، كما يتكون المبنى الثاني من 3 أدوار؛ لإقامة وإعاشة الطلاب الوافدين من مديريات الصعيد، وبه مكتبة زاخرة بالكتب العلمية والدينية، والمبنى الثالث به مسجد يستخدم في تعليم الطلاب الخطابة ومئذنة طولها ٣٠ مترًا.