إعلان

مفتي الجمهورية يحسم الجدل حول الحصول على لقاح كورونا أثناء الصيام

05:44 م الأربعاء 21 أبريل 2021

الدكتور شوقي علام

كتب- محمود مصطفى:

قال الدكتور شوقي علام، مفتي الجمهورية، رئيس الأمانة العامة لدور وهيئات الإفتاء في العالم، إن لقاح كورونا كالحقن في الوريد أو العضل، لا تفطر الصائمَ إذا أخذها في أيِّ موضعٍ مِن مواضعِ ظاهرِ البَدَنِ، وسواء كانت للتداوي أو التغذية أو التخدير؛ لأنَّ شَرْطَ نَقْضِ الصوم أنْ يَصِلَ الداخلُ إلى الجوف مِن منفذٍ طَبَيعِيٍّ مفتوحٍ ظاهر حِسًّا، والمادة التي يُحقَن بها لا تَصِلُ إلى الجوف أصلًا، وإن وصلت فإنها لا تدخل مِن منفذٍ طبَيعيٍّ مفتوحٍ ظاهر حِسًّا، فوصولها إلى الجسم مِن طريق المَسَامِّ لا ينقض الصوم.

وأضاف خلال لقائه الرمضاني اليومي في برنامج "كُتب عليكم الصيام" مع الإعلامي حمدي رزق، الذي عُرض على فضائية صدى البلد، اليوم، أن شهر رمضان المبارك يُعدُّ فرصةً عملية حقيقية لإعادة صياغة الإنسان المسلم وترتيب برنامجه دنيويًّا ودينيًّا بطريقة حكيمة تمدُّه بالأمل، وحسن العمل، ومراعاة القيم، والالتزام بضوابط الأخلاق، وترك اليأس والعجز، وذلك بالعزمِ على مواجهة التحديات والإصرار على النجاح واستشراف ما في المستقبل؛ فعبادةُ الصوم من أجمع العبادات التي تُؤسس ذلك لدى المسلم، مع ضبط سلوكه وممارساته حسيًّا ومعنويًّا بالضوابط والأخلاق والقيم؛ حيث يطلب منه وجوبًا الامتناع عن المفطِّرات، مع حثه على الاجتهاد في التقرب إلى الله تعالى بالعمل الصالح بأنواعه المختلفة؛ رغبة في الحصول على العطايا الربانية والنفحات الإلهية.

وأوضح مفتي الجمهورية أن حقيقة خلافة الإنسان في الأرض تتطلب ثلاثة أمور:

- فعلى الإنسان أن يحقق العبادة.

- ويحقق عمارة الأرض.

- ويحقق سمو النفس ويزكيها.

وهذه الأمور الثلاثة قصدها سيدنا جبريل في حواره مع النبي صلى الله عليه وسلم، ويحكي سيدنا عمر رضي الله عنه هذا اللقاء فيقول: بَيْنَمَا نَحْنُ عِنْدَ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم ذَاتَ يَوْمٍ إِذْ طَلَعَ عَلَيْنَا رَجُلٌ شَدِيدُ بَيَاضِ الثِّيَابِ شَدِيدُ سَوَادِ الشَّعَرِ لا يُرَى عَلَيْهِ أَثَرُ السَّفَرِ وَلا يَعْرِفُهُ مِنَّا أَحَدٌ، حَتَّى جَلَسَ إِلَى النَّبِي صلى الله عليه وسلم فَأَسْنَدَ رُكْبَتَيْهِ إِلَى رُكْبَتَيْهِ وَوَضَعَ كَفَّيْهِ عَلَى فَخِذَيْهِ.

وَقَالَ: يَا مُحَمَّدُ، أَخْبِرْنِي عَنِ الإِسْلاَمِ؟

فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: «الإِسْلامُ أَنْ تَشْهَدَ أَنْ لا إِلَهَ إِلا اللَّهُ وَأَنَّ مُحَمَّدًا رَسُولُ اللَّهِ، وَتُقِيمَ الصَّلاةَ وَتُؤْتِيَ الزَّكَاةَ وَتَصُومَ رَمَضَانَ وَتَحُجَّ الْبَيْتَ إِنِ اسْتَطَعْتَ إِلَيْهِ سَبِيلًا.

قَالَ: صَدَقْتَ.

قَالَ: فَعَجِبْنَا لَهُ يَسْأَلُهُ وَيُصَدِّقُهُ.

قَالَ: فَأَخْبِرْنِي عَنِ الإِيمَانِ؟

قَالَ: «أَنْ تُؤْمِنَ بِاللَّهِ وَمَلائِكَتِهِ وَكُتُبِهِ وَرُسُلِهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ وَتُؤْمِنَ بِالْقَدَرِ خَيْرِهِ وَشَرِّهِ».

قَالَ: صَدَقْتَ.

قَالَ: فَأَخْبِرْنِي عَنِ الإِحْسَانِ؟

قَالَ: «أَنْ تَعْبُدَ اللَّهَ كَأَنَّكَ تَرَاهُ فَإِنْ لَمْ تَكُنْ تَرَاهُ فَإِنَّهُ يَرَاكَ» (رواه مسلم).

وأردف:"ومن هذا الحديث الجامع المانع تتضح لنا العلاقة بين المظهر والجوهر، الداخل والخارج، فليس هناك فصل بين الإيمان والأخلاق والعمل، ونحن إنما ننطلق من الداخل، حيث لا يكون السلوك الخارجي إلا ترجمة حقيقية لما في الداخل، وهذا أساس الإيمان الذي هو قول واعتقاد يصدقه العمل، ثم تأتي مرحلة الإحسان، وهي مرتبة خاصة تختبر فيها الرجال، حيث الرقيب هو الله وحده".

وشدد على أهمية الأخلاق إلى جانب العلم في تأسيس المجتمع السليم والأمة الفاضلة، وهو الدور الذي نيط بالأنبياء أن يؤدوه وتواصوا به على مدار التاريخ البشري، وجاء خاتم الأنبياء محمد صلى الله عليه وسلم؛ ليؤكد هذا الدور فقال: «إنما بعثت لأتمم مكارم الأخلاق».

وتابع:"لقد كانت أخلاقه صلى الله عليه وسلم مصداقًا لما بُعث به، فكان كما وصفته عائشة رضي الله عنها، خُلقه القرآن، وهذا الأمر لم ينشأ فقط بعد البعثة، بل كان ملازمًا له صلى الله عليه وسلم طوال حياته فقد لقَّبه قومه بالصادق الأمين قبل البعثة النبوية، وعلى هذا يجب أن يقتدي المسلم بنبيه الصادق الأمين صلى الله عليه وسلم فيبتعد عن الخداع والكذب، وعليه أن يكون مطعمه ومشربه من حلال ولا يدخل جوفه الحرام، وأن يحفظ جوارحه عن الحرام، وأن يتقي الله في صنعته، إن كان طبيبًا أو معلمًا أو مهندسًا، أو في أي مهنة أخرى، وأن يجعل الله تعالى أمامه في كل تعاملاته منطلقًا من الامتثال لأمر الإتقان في العمل الذي تدور حوله أفضل المعايير المتعارف عليها في الجودة والكفاءة والحوكمة في التخصصات المختلفة".

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان