قتل أم سقوط من الطابق السادس.. القصة الكاملة لضحية رسائل "واتساب" بالإسكندرية- صور

الإسكندرية– محمد عامر:

"محمد وقع من الدور السادس".. مكالمة صادمة تلقتها الأم، زلزلت كيانها وكأن الحياة توقفت.. دقائق استجمعت الأم قواها وهرولت إلى مستشفى التأمين الصحي بالإسكندرية، لتتلقى الطامة الكبرى "محمد مات".

يوم الأحد الماضي، تلقى قسم شرطة المنتزه ثان إخطارًا من مستشفى التأمين الصحي بطوسون بوصول محمد سامح 15 عامًا، طالب بالصف الثالث الإعدادي، مصابًا باسترواح في الرئة ونزيف داخلي بالبطن وكسور، وتوفي أثناء إسعافه.

انتقل ضباط مباحث القسم إلى المستشفى، وتبين من الفحص سقوط الطفل من شرفة الطابق السادس بمنزل أحد جيرانه بمنطقة المعمورة.

رسائل "واتساب"

بسؤال والدة المجني عليه، اتهمت جارهم "مازن" 19 عامًا، طالب الفرقة الأولى بإحدى الكليات، باستدراج ابنها إلى منزله واحتجازه وإلقائه من الطابق السادس.

وقالت الأم أمام ضباط المباحث إنها يوم الخميس الماضي، شاهدت محادثات عبر تطبيق "واتساب" وصورًا لطالبة على هاتف ابنها، وطلبت منه قطع علاقته بها وعدم التحدث معها مرة أخرى.

وأشارت إلى أن الفتاة عادت للتحدث مرة أخرى مع ابنها، ما دفعها لإخبار أسرتها؛ لإنهاء تلك العلاقة، لصغر سنهما والحفاظ على مستقبلهما، وأطلعتهم على الصور والمحادثات.

وأضافت الأم أن الواقعة أثارت غضب شقيق الفتاة ويدعى "مازن" وهدد بإيذاء ابنها، قائلة: "يوم الأحد الماضي خرجت لقضاء احتياجات المنزل وتركت ابني مع أشقائه في المنزل".

واستكملت الأم، أنها قبل عودتها إلى المنزل فوجئت باتصال يخبرها أن "مازن" استدرج "محمد" ابنها واحتجزه داخل منزله وألقاه من الطابق الثالث انتقامًا منه لعلاقته بشقيقته.

وقالت الأم إن ابنها توفي بعد وصوله المستشفى بنحو ساعتين: "ابني مشهود له بحسن الخلق والطبية.. ووالده توفي قبل 6 أشهر، واعتبرت الفتاة زي بنتي وحذرتهم فقتلوه.. عايزة حق ابني والقصاص من القاتل".

تحقيقات النيابة

بجمع التحريات جرى استصدار إذن من النيابة العامة، وضبط المتهم "مازن"، واثنين من أصدقائه، وتحرر المحضر رقم 6735 لسنة 2021 جنح قسم ثان المنتزه بالواقعة.

ووفقًا لتحقيقات النيابة العامة، التي جرت تحت إشراف المستشار أشرف المغربي، المحامي العام لنيابات المنتزه، تبين أن أسرة الفتاة علمت من والدة المجني عليه بوجود علاقة صداقة بين ابنتهم و"محمد"، ومحادثات وصور على هاتف المجني عليه.

وتبين من التحقيقات أن أسرة المجني عليه وعدوا أسرة الفتاة بمسح المحادثات والصور وإلزام ابنهم بقطع علاقته بالفتاة، لصغر سنهم.

وكشفت التحقيقات أن شقيق الفتاة استعان باثنين من أصدقائه واستدرجوا المجني عليه بزعم إنهاء المشكلة والصلح بينهما، بعدما تأكد من خلو المنزل من أسرته.

وبحسب النيابة العامة، بمجرد دخول المجني عليه منزل "مازن" شقيق الفتاة، احتجزه وهدده بسلاح أبيض "سكين"، لإجباره على خلع ملابسه وتصويره عاريًا، انتقامًا منه.

وأضافت التحقيقات بحدوث مشاجرة بين الطرفين، حاول خلالها المجني عليه الهروب من تهديد المتهم فسقط من شرفة منزله بالطابق السادس ولقي مصرعه عقب وصوله المستشفى المشار إليها.

اعترف المتهم أمام النيابة العامة باستدراج المجني عليه إلى منزله واحتجازه وتهديده بسكين لتصويره عاريًا انتقامًا منه لعلاقته بشقيقته، فحاول الهرب وسقط من الشرفة، نافيًا إلقاء "محمد" من شرفة العقار.

حبس المتهم

أمر المستشار أشرف المغربي، المحامي العام لنيابات المنتزه، بحبس المتهم وصديقيه 4 أيام على ذمة التحقيق، ووجهت لهم النيابة تهمة القتل والاحتجاز بشكل أولي، لحين وصول تحريات المباحث.

وقررت النيابة العامة دفن جثة المجني عليه عقب التشريح، وسماع أقوال بواب العقار محل الحادث والجيران، وطلب تحريات المباحث حول الواقعة.

غضب على "السوشيال ميديا"

ولاقت الواقعة انتشارًا واسعًا عبر مواقع التواصل الاجتماعي، إذ دشن أصدقاء "محمد" أكثر من هاشتاج تحت عنوان "حق محمد لازم يرجع" و"حق محمد سامح بيروح" و"إعدام مازن وأبوه".

فيما جرى إنشاء أكثر من جروب على موقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك" تحمل صور المجني عليه، للمطالبة بالقصاص من المتهم وتوجيه تهمة القتل إليه.

مدرسة عبدالمنعم واصل تنعى المتوفى

وفي سياق متصل، أصدرت مدرسة الفريق عبدالمنعم واصل الرسمية لغات بالإسكندرية، نعيًا للطالب المتوفى جاء فيه: "ببالغ الحزن والأسى تنعى المدرسة وفاة الطالب الخلوق المتفوق محمد سامح بالصف الثالث الإعدادي، داعين المولى عز وجل أن يتغمده بواسع رحمته ويلهم أهله وذويه الصبر والسلوان".