"محدش بيصرف عليه".. قصة كفاح ميكانيكي من ذوي الهمم في المنوفية- صور

المنوفية- أحمد الباهي:

نشأت مسعد اللمعي شاب عمره 35 عامًا من ذوي الهمم، خرج للشارع منذ نعومة أظافرة للعمل والكدّ، رغم وجود إعاقة في قدميه، ورفض الشاب أن يُحمّل أسرته أعبائًا مالية، فامتهن الميكانيكا وفتح ورشة لإصلاح الدراجات النارية "موتوسيكلات".

يقطع "نشأت" يوميًا قرابة 3 كيلومترات من قرية كفر أبو الحسن إلى إبنهس لمتابعة عمله اليومي، مُستخدمًا "التروسيكل" الذي اشتراه من قوت يومه، وخلال السنوات المنصرمة تدرب على يده العديد من العاملين والذين أصبحوا الآن أصحاب ورش أيضًا، ويعمل تحت يده ثلاثة أفراد، حيث يقصده أبناء قرى مركز قويسنا لشهرته في صيانة الدراجات النارية وحسن معاملته وأمانته.

يقول "اللمعي"، إنه أراد الاعتماد على نفسه، وألا يكون عبء على أحد ولديه مصدر دخل دائم، ما جعله يعمل في العديد من المهن المختلفة، ولم يتّكل على إعاقته في استجداء مشاعر أحد للتسول، وتابع بالقول: "أنا كنت عايز أنا اللي أساعد أهلي، مش هما اللي يساعدوني، لأن هما ربنا يعينهم".

وأضاف لـ"مصراوي" أنه حين أراد الزواج قرر أن يؤسس شقته من ماله، فاجتهد أكثر في ورشته، وبدأ في بناء أعمدة الشقة وحوائطها وصبّ خرسانة الأسقف مرورًا بتشطيبات الشقة، حتى أصبحت جاهزة لاستقبال عروسه.

وتابع: "لما روحت أتقدم أهل العروسة وافقوا عليا رغم إعاقتي لأنهم شافوا راجل هيتحمل مسؤولية بنتهم ويصونها، ورغم زواجي من عامين مضوا لكن لم يرزقني الله بالإنجاب، واحنا راضيين وعارفين نعم ربنا الكتير علينا، ويمكن الأول كانت ممكن كلمة تضايقني بسبب إعاقتي، إنما تفهمت كل شيء وتحديت نفسي وعملت اللي ممكن شاب تاني صحيح مقدرش يعمله، فاشتريت تروسيكل وبقيت صاحب ورشة وجوزت نفسي بنفسي".

وأشار "نشأت" إلى أنه بدأ تعلم صنعة الميكانيكا منذ 20 عامًا، ومنذ هذا الوقت بدأ يحلم بتأسيس ورشته الخاصة، وتدرب على يده كثيرون، أصبحوا الآن أصحاب ورش وزملاء في مهنته.