إعلان

"ترزي ودكتور إعلام ثم سائق تروسيكل".. حكاية "الشاهد" مع التعليم في الفيوم

10:41 ص الأحد 03 أكتوبر 2021

الفيوم – حسين فتحي:

"من المحنة تولد المنحة".. جملة تعلمها إبراهيم الشاهد، منذ كان صغيرًا يعاني من انفصال والديه، ليعمل حينها "ترزي" للإنفاق على إخوته، حتى استكمال رحلة وصل خلالها لدرجة الدكتوراه مرورًا ببوابة محو الأمية ليضرب نموذجًا في المثابرة وحب العلم.

إبراهيم سيد الشاهد، ابن قرية معصرة صاوي والبالغ من العمر 54 عامًا، بدأ مشواره الصعب بالعمل فى مهنة الترزي، حتى وصل سن 23 عاما وبعد زواجه بثلاثة أعوام، بدأ رحلته العلمية بالإلتحاق بفصول محو الأمية.

يقول الشاهد: "بعد زواجي بثلاثة أعوام قررت التعلم ومخاصمة الجهل الذي أجبرت عليه بعد انفصال والدي وصعوبة حالتي المادية، فقررت العمل ترزي، وكان ذلك فى عام 1974، على يد ترزي بميدان الإسماعيلية بمصر الجديدة، حتى أنفق على أشقائي من والدي ووالدتي، وكذلك إخوتي من والدي فقط وأم ثانية".

ويضيف: "منذ صغري وانا ارتدى القميص والبنطلون، وبعد بلوغي سن الـ22 عاما شعرت أن أحد الزبائن ينظر لى بسخرية على ارتداء القميص والبنطلون وأنا لا أجيد القراءة والكتابة، وهو ما دفعني إلى الالتحاق بفصول محو الأمية، وحصلت على الشهادة الابتدائية، وحصلت على المركز الأول على مستوى مركز طامية، وفي المركز الثاني على مستوى المركز فى الشهادة الإعدادية، حيث كانت دراستى منزلية بسبب كبر سنى.

وتابع إبراهيم الشاهد: "عدم توافر القدرات المالية وعملي المستمر فى مهنة الحياكة فشلت فى دراستى الثانوية وقررت تحويل مساري للدراسة فى الثانوى التجاري، فحصلت على الدبلوم بترتيب 26 على مستوى الجمهورية".

وأوضح إبراهيم الشاهد: "خلال عملي فى مهنة الترزي كنت استقطع جزءا من طعامي والمواصلات لشراء الصحف والمجلات، ومن هنا جاء عشقى وحبى للإعلام، فقررت دراسة الإعلام من خلال نظام التعليم المفتوح، والتحقت بجامعة القاهرة فى عام 2000 وأنهيت دراستي بعدها بـ4 سنوات بتقدير جيد".

وقال "حصلت على دبلوم الدراسات العليا فى الإعلام من جامعة الزقازيق، ثم حصلت فى عام 2014 على الماجستير في دور البرامج الدينية فى الفضائيات فى تشكيل اتجاهات طلاب الجامعات، من جامعة عين شمس ثم حصلت على الدكتوراه فى 2019 وكانت عن تعرض أطفال العشوائيات للأفلام المذاعة على الفضائيات.

وأكد: "بعد معرفة قصتي استدعاني أحد المسئولين بالديوان الرئاسي، وبعدها توجهت لوزير التنمية المحلية اللواء محمود شعراوي والذى أوصى بتعييني في ظيفة مناسبة لحالتي الدراسية، وبالفعل جرى تعيينى نائبا لرئيس مدينة سنورس، وبسبب المضايقات في العمل من البعض عن عمد، قررت العودة للعمل مساعدا لرئيس مدينة الفيوم لشئون النظافة والتجميل، وهو موقع أقل، لكن بسبب ما تعرضت له.

واسترسل إبراهيم قائلًا: "بعد انتهاء زمن تفصيل الملابس، قمت بشراء تروسيكل بالتقسيط على 3 سنوات لأعمل عليه حتى أستطيع أن أنفق على أسرتي بعد أن جرى قطع عيشي عن عمد في قطاع المحليات رغم اهتمام الرئيس عبد الفتاح السيسى بحالتي".

وعن حياته الأسرية قال إبراهيم: "لدي ولدين هما عثمان مدرس فرنساوي ويعمل معي ومحمد الصغير فى المرحلة الإعدادية إلى جانب بناتي 4 هن أسماء معلمة لغة انجليزية، وفاطمة معلمة دراسات اجتماعية، ومريم طبيبة أسنان، ومنى طالبة بالطب البيطري".

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان