لم يتم العثور على نتائج البحث

إعلان

لماذا جف النخيل؟.. 8 سنوات عجاف في واحة وادي فيران بجنوب سيناء - صور

11:10 ص الأحد 24 أكتوبر 2021

جنوب سيناء – رضا السيد:

"فيران" قرية صغيرة تتبع إداريًا وجغرافيًا مدينة أبورديس بجنوب سيناء، وتضم عددا من التجمعات البدوية، وأشهرها تجمع "وادي فيران"، ويقع تحت سفح الجبال مباشرة، على جانبي الطريق الرئيسي الرابط بين مدينة سانت كاترين ومدن طور سيناء، وأبورديس، والوادي وكان يضم المئات من أشجار النخيل وعشرات المنازل البدوية قبل أن يتبدل الحال.

قال الشيخ صالح عودة، من سكان قرية فيران، "وادي فيران كان عبارة عن واحة خضراء تضم الآلاف من أشجار النخيل على الرغم من صغر مساحته، لدرجة أننا كنا نقيم بيوتنا وسط هذه الأشجار التي كانت جزءا من جدران المنزل"، وكان سكان كافة الوديان التابعة لقرية فيران يتمنون الإقامة به لكونه أيضًا كان مصدرا لإنتاج التمور وبيعها، لكن الإهمال حولها إلى جذوع لا نفع لها.

وأكد أن الوادي تحول من مكان جاذب للسكان إلى طارد لهم، لكون خطورته لا تتمثل فقط في جفاف أشجار النخيل التي لا نجد مبررا لجفافها، ولكن لكونه يقع في منطقة خطرة بين جبال شاهقة الارتفاع معرضة لسقوط أحجار كبيرة الحجم من الجبال فوق المنازل نتيجة عوامل التعرية، وأيضًا تعرضه للسيول على مدار العام.

وأوضح أن أشجار النخيل كانت تتكاثر بشكل طبيعي فقط كان يجري ريها، وكان إنتاجها غزير وعلى درجة عالية من الجودة، ويكفي سكان الوادي وقرية فيران والأودية التابعة لها، وبيع الفائض لمصانع التمور، ولكن منذ نحو 8 سنوات لوحظ جفاف بعض الأشجار، وبدأ الجفاف ينتشر حتى جفت جميع الأشجار، وتحولت إلى بقايا جذوع نخيل محروق، وبدأ سكان الوادي ينزحون إلى الأودية الأخرى.

وطالب الشيخ صالح عودة، مديرية الزراعة بالتدخل لمعالجة هذه الظاهرة ومعرفة أسبابها، ومحاولة إحياء الوادي من جديد، لكون الوادي من أهم المعالم في جنوب سيناء، لتمتعه بطبيعة خلابة، لا يعشقها بدو المنطقة فقط، ولكن يأتي إليه السياح خلال رحلتهم إلى مدينة سانت كاترين.

من جانبه قال مبروك الغمريني، رئيس مدينة أبورديس التابع لها الوادي، إن الوادي كان بالفعل عبارة عن جنة خضراء تضم الآلاف من أشجار النخيل، ولكنها جفت تدريجيًا حتى أصبح أنقاضا، موضحًا أن الإهمال في البداية من سكان الوادي، الذين نزحوا منه ولم يعتنوا بهذه الأشجار التي كانت ثروة ومصدر دخل لهم.

وأوضح رئيس المدينة، أنه جرى توفير الآبار الصالحة للشرب والزراعة بالوادي، إضافة إلى إنشاء السدود والبحيرات التي يجري تخزين مياه السيول بها، وذلك ضمن منظومة حماية الوادي من أخطار السيول، وبذلك أصبح عامل المياه الخاص بالزراعة متوافر على مدار العام، ليس لإعادة زراعة المنطقة بأشجار النخيل فقط، ولكن بكافة المحاصيل الزراعية التي تتلائم مع طبيعة التربة بالمنطقة.

وأشار إلى أن قرية فيران تضم 47 تجمعًا رئيسيًا، و22 تجمعا فرعيا، ويبلغ عدد سكان القرية بالتجمعات التابعة لها أقل من 9 آلاف نسمة. وقام جهاز تعمير سيناء بإقامة مزارع نموذجية بالمنطقة، لتوفير فرص عمل للسكان، وتحقيق الاكتفاء الذاتي من المحاصيل الزراعية، ولكن هذا لا يمنعهم من إحياء زراعة الوادي خاصة أن المياه متوفرة على مدار العام.

قال الدكتور محمد شطا، وكيل وزارة الزراعة بجنوب سيناء، إن المديرية قامت بتدشين العيادة الزراعية كمبادرة لخدمة المزارعين، إضافة إلى الحملات الإرشادية والقوافل الزراعية التنموية الخاصة بمكافحة سوسة النخيل الحمراء، وإجراء الرش الوقائي لها، وسيجري رصد ظاهرة جفاف النخيل بالوادي للوقوف على الأسباب، ووضع خطة لإعادة إحياء الوادي من جديد بأشجار تناسب المنطقة.

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان