الكنيسة الأرثوذكسية: قداسات يومية في صوم العذراء.. والاكتفاء ببث النهضة الروحية على "zoom"
(مصراوي):
يبدأ الأقباط الأرثوذكس، اليوم الجمعة، صوم السيدة العذراء مريم والذي يستمر لمدة 15 يومًا وينتهي في 22 أغسطس الجاري، والذي يعد من أصوام الدرجة الثانية المسموح فيها بتناول السمك.
ويحرص الشعب القبطي على صوم تلك الفترة كاملة، تقديرًا لمكانة السيدة العذراء مريم، حيث يمتنع الأقباط عن تناول اللحوم ويكتفون بتناول المأكولات بالزيت فقط، بينما يصوم البعض هذا الصيام بمأكولات بماء وملح فقط، حتى الزيوت يمتنعون عن تناولها.
واستعدت مختلف الكنائس والأديرة لصوم السيدة العذراء، بإقامة القداسات الإلهية بالكنائس المختلفة بالإيبارشيات، والتي تستأنف القداسات الإلهية تزامنًا مع صوم السيدة العذراء مريم بإجراءات احترازية مشددة، بحيث تكون القداسات يومية، لإتاحة أكبر مشاركة للأقباط في صلوات القداسات الإلهية خلال الصوم.
وفرضت الكنائس، إجراءات التسجيل لحضور القداسات الإلهية، بالإضافة إلى تشديدها على التزام الأفراد بارتداء الكمامة خلال صلواتهم بالقداس الإلهي، مع عدم تركها إلا عند التناول، فيما أعلنت عدة أديرها فتح أبوابها للمصلين طوال فترة الصوم لحضور القداسات وزيارة المزارات، إذ أعلن الأنبا يؤانس، أسقف الكنيسة القبطية الأرثوذكسية في أسيوط، فتح دير السيدة العذراء مريم بدرنكة لاستقبال الزيارات خلال فترة صوم العذراء، مشيرًا إلى أن الدير سيستقبل أعدادًا محدودة من الزوار خلال العام الحالي؛ للحد من التجمعات، ضمن إجراءات الوقاية من فيروس كورونا المستجد، فيما أوضح أن الزيارات تبدأ يوميًا خلال فترة صوم العذراء مريم بدير درنكة ابتداءً من 6 صباحًا حتى 11 مساءً كل يوم بفترة الصوم، تتخللها صلوات قداسين وتسبحة بشكل يومي.
واستعدت الكنائس للصوم بإجراءات مختلفة هذا العام، حيث كان من المعروف أن تنظم الكنائس نهضة العذراء، والتي تقام في المساء وتشمل التمجيدات للسيدة العذراء، ولكن لجأت أغلب الكنائس هذا العام لإلغاء النهضة منعًا للتجمعات وتنظيمها عبر تطبيق "zoom" فقط لمشاركة الشعب بها، مع الاكتفاء بإقامة القداسات في الصباح الباكر.
ولصوم العذراء طقوس محددة، حيث تجمع بين طقس الأيام والآحاد في الصوم الكبير فيرفع بخور باكر بطريقة السبوت والآحاد، وفي الصوم أيضًا تقرأ النبوات وتقال الطلبة مع المطانية كما في أيام الصوم المقدس.
ويعتبر صوم العذراء الوحيد الذي فرضه الشعب على الكنيسة القبطية، وهو موجود أيضًا في الكنائس الأخرى، وإن اختلف التوقيت والمدة، فعند الروم الأرثوذكس هو أيضًا 15 يومًا كما في الكنيسة القبطية، وهو 5 أيام عند كل من السريان الأرثوذكس والأرمن الأرثوذكس، أما عند الروم الكاثوليك، فمدته يوما الجمعة اللذان يقعان بين 1 و14 أغسطس من كل عام، ويصوم الكلدان الكاثوليك يومًا واحدًا.
وصوم السيدة العذراء صامه الرسل أنفسهم لما رجع توما الرسول من التبشير في الهند، وعندما عاد توما الرسول سأل الرسل عن السيدة العذراء، قالوا له إنّها قد ماتت، فقال لهم (أريد أن أرى أين دفنتموها)، وعندما ذهبوا إلى القبر لم يجدوا الجسد المبارك، فبدأ يحكى لهم أنَّه رأى الجسد صاعدًا، فصاموا 15 يومًا من أول مسرى حتى 15 مسرى، فأصبح عيدا للعذراء يوم 16 مسرى من التقويم القبطي.
أما الكنيسة الكاثوليكية تبدأ صوم السيدة العذراء بداية شهر أغسطس وحتى يوم 15 من نفس الشهر كل عام، وكنيسة الروم الأرثوذكس تصوم يوم 14 أغسطس حتى 27 من نفس الشهر.
فيديو قد يعجبك: