إعلان

"مصراوي" بمنزل كروان التلاوة.. رسالة الطاروطي لمريدي المساجد في زمن كورونا (صور)

09:26 م الإثنين 27 أبريل 2020

الشرقية - فاطمة الديب:

"أعلم جيدًا أن المساجد تعين على الروحانيات واستحضار عظمة الله، ولكني ملتزم بالإجراءات وأُصلي بأولادي وأحفادي في المنزل، وأنصح كل متعلق قلبه ببيوت الله أن يلتزم المنزل في تلك الظروف لحين أن يرفع الله البلاء"؛ هذه نصيحة الشيخ عبدالفتاح الطاروطي، المُلقب بـ"كروان التلاوة"، الذي التقته "مصراوي" داخل منزله بقرية "طاروط" التابعة لمركز الزقازيق، في محافظة الشرقية، وتحدث حول الأجواء غير المسبوقة التي يعيشها العالم الإسلامي حاليًا بسبب تداعيات فيروس "كورونا" المُستجد.

نشأة قرآنية

وُلدَّ الطاروطي في 29 أبريل عام 1965، ونشأ في أسرة قرآنية بسيطة بقرية "طاروط"، إذ عمل والده موظفًا بالأوقاف (خادمًا بمسجد القرية)، ومع مرور الوقت أصبحَّ الصغير إمامًا وخطيبًا للمسجد نفسه.

أتم الطاروطي حفظ القرآن كاملاً، وهو طفل بعمر 8 سنوات، ودرس في كلية أصول الدين قسم الدعوة الإسلامية بجامعة الأزهر، قبل أن يذيع صيته ويحتل صوته مكانه كبيرة واهتمامًا بين المستمعين بالإذاعة المصرية ليُلقب بـ"كروان التلاوة".

أول قراءة

"أول مرة قرأت فيها أمام الجمهور كان عمري 10 سنوات، فاكر اليوم دا كويس، وقتها كنت بلعب قصاد المسجد اللي والدي كان شغال فيه وكانت ليلة الإسراء والمعراج.. الناس قالوا لأبويا هات عبدالفتاح يقرأ، وقرأت فعلاً وتلاوتي موجودة على يوتيوب، وكانت البداية واتشجعت"؛ يتذكر الشيخ بداياته بفرح، قبل أن يُضيف: "لما أصبحت إمام للمسجد كنت أمزح مع والدي وأقول له أنا رئيسك، فيرد والدي قائلاً: وأنا أفتخر بذلك لأنها مهنة الأنبياء، ويستشهد بآية من القرأن الكريم في قوله (وَعَهِدْنَا إِلَىٰ إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ أَن طَهِّرَا بَيْتِيَ لِلطَّائِفِينَ وَالْعَاكِفِينَ وَالرُّكَّعِ السُّجُودِ)".

التحقَّ الطاروطي بالإذاعة عام 1993، وعن ذلك يقول: "وقتها الاختبار كان أمام لجنة من كبارالقراء، وفي مقدمتهم الشيخ محمود الحصري، والحمد لله ربنا أكرمني وفوزت من المرة الأولى، ووزارة الأوقاف اختارتني للمشاركة فى بعثاتها القرآنية لدول العالم لإحياء ليالى شهر رمضان".

رحلات الطاروطي الخارجية شهدت نجاحات كبيرة؛ فكان سببًا في دخول عدد من الأشخاص للإسلام، ومنهم سيدة أصبحت داعية إسلامية ووهبت نفسها لنشر رسالة الإسلام بالحكمة والموعظة الحسنة، قبل حصوله على الدكتوراة الفخرية من الجامعة الإسلامية البنورية في باكستان، ليكون ثاني قاريء يحصل عليها بعد الشيخ عبدالباسط عبدالصمد.

التراويح في زمن الكورونا

"بصلي التراويح أنا وأولادي وأحفادي في البيت وبنطلع لايف على صفحتنا على فيسبوك ويوتيوب لكي نعوض الناس عن إغلاق المساجد"؛ قال الرجل بعفوية شديدة، مؤكدًا على أن صلاة التراويح من الروحانيات المرتبطة بشهر رمضان، وأن من تعلق قلبه بالمساجد يعي ذلك جيدًا، لكن أزمة انتشار فيروس "كورونا" جاءت لتوجد أشياء جديدة بدأ يعتادها الجميع لعبور الأزمة، ومن ذلك الصلاة في البيت والالتزام قدر الإمكان حتى مرور المحنة.

وعن عادة مائدة الرحمن التي كان حريصًا على إقامتها كل عام، قال: "قررت الغائها واستبدالها بأطعمة ومواد غذائية توزع على أهالي القرية نظرًا لانتشار فيروس كورونا"، قبل أن يشير إلى أن "أزمة كورونا" ألقت بظلالها على قراءته لقرآن الفجر بالتليفزيون المصري: "بسجل للتليفزيون قراءات مُسجلة تُذاع في قرآن الفجر".

وأضاف: "حاسين بحاجة غير طبيعية وعشمنا في ربنا يعجل بالفرج وتعود الحياة لطبيعتها.. المحنة دي حصلت قبل كده أيام الطاعون في عهد الرسول، والرسول قال صلوا في بيوتكم صلوا في رحالكم، مش عاوزين البيوت تبقى زي المقابر، ولازم نصلي قدر المستطاع، صحيح المساجد بيبقى فيها استحضار عظمة الخالق وروحانيات خصوصًا في الشهر الفضيل، لكنها أزمة وهتعدي بإذن الله".

ألقاب مرفوضة

وعن تلقيب الجمهور له بـ"كروان القراءة" قال: "أعترض على الألقاب التي تُمنح للقراء وأرفضها تمامًا لأنها تتسبب في غضب البعض من القراء.. ربنا يضع كل شخص في المكانة التي تليق به في قلوب الناس".​

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان