واقعة شبرا البهو ليست الأولى.. عندما يهدد فيروس كورونا أعراف وتقاليد المجتمع
كتب- أحمد نصرة ورامي القناوي:
شهدت محافظتي البحيرة والدقهلية، واقعتين غريبتين على المجتمع المصري، وذلك بعد رفض الأهالي دفن ضحيتين توفيتا إثر إصابتهما بفيروس كورونا المستجد، ما دفع دار الإفتاء إلى إصدار فتوى لتقويم هذا السلوك قبل أن يتحول إلى ظاهرة، ووصفت الضحايا بالشهداء.
منعوا دفن عجوز
شهدت قرية بولس، بمركز كفر الدوار، بمحافظة البحيرة، تجمهر عدد من الأهالي لمنع دفن مسن لقي حتفه متأثرًا بإصابته بفيروس كورونا المستجد بمدافن القرية، واحتشدوا للحول دون وصول الجثمان لمثواه الأخير خوفًا من نقل العدوى.
جثة طبيبة أجا
الواقعة الثانية كانت في قرية شبرا البهو، التابعة لمركز أجا بمحافظة الدقهلية، والتي شهدت محاولة منع دفن جثة طبيبة بمقابر القرية بعد وفاتها نتيجة إصابتها بفيروس كورونا.
وذكر أحد أهالي القرية، أن مواطنين اعترضوا سيارة الإسعاف التي تنقل جثمان الطبيبة لمنع دخولها إلى المقابر الخاصة بأهل زوجها لدفنها، وطالبوا بدفنها بمقابر عائلتها الموجودة في قرية أخرى مجاورة، لكن الشرطة تدخلت وجرى إتمام عملية الدفن وتفريق المعترضين.
وكانت قوات الأمن، انتقلت إلى قرية شبرا البهو لمحاولة إقناع الأهالي بدفن الطبيبة، في وجود ممثلين عن الإدارة الصحية بمركز أجا، لبيان عدم وجود أي خطورة من دفن الجثمان، ومع إصرار رفض الأهالي فرقتهم القوات وجرت عملية دفن السيدة.
وفي محاولة لمنع الظاهرة من الانتشار، أصدر الدكتور شوقي علام، مفتي الجمهورية، بيانًا ندد فيه برفض دفن المتوفين بكورونا واصفا الضحايا بالشهداء، مؤكدًا أن مثل هذه الأفعال لا تمت إلى الدين أو الأخلاق بصلة.
وأضاف المفتي في بيان اليوم السبت: "لا يجوز اتباع الأساليب الغوغائية من الاعتراض على دفن شهداء فيروس كورنا التي لا تمت إلى ديننا ولا إلى قيمنا ولا إلى أخلاقنا بأدنى صلة، فإذا كان المتوفي قد لقي ربه متأثرًا بفيروس كورونا فهو في حكم الشهيد عند الله تعالى، لما وجد من ألم وتعب ومعاناة حتى لقي الله صابرًا محتسبًا، فإذا كان المتًوفى من الأطباء المرابطين الذين يواجهون الموت في كل لحظة ويضحون براحتهم بل بأرواحهم من أجل سلامة ونجاة غيرهم، فالامتنان والاحترام والتوقير في حقهم واجب والمسارعة بالتكريم لهم أوجب".
وعلق النائب أيمن أبو العلا، عضو لجنة الصحة بمجلس النواب، على واقعة الدقهلية، ومن قبلها محافظة البحيرة، قائلاً: "إن هناك إجراءات احترازية وتدابير خاصة لعدم نقل العدوى يجري اتباعها في طريقة الغسل والدفن، وأن تجمهر الأهالي ورفض الدفن غير مبرر".
وحسماً للجدل، قالت منظمة الصحة العالمية، إن أجساد الموتى لا تنقل عدوى فيروس كورونا "كوفيد-19".
كان الدكتور أيمن فودة، رئيس مصلحة الطب الشرعى الأسبق، كشف أن هناك إجراءات وقائية للتعامل مع جثامين المتوفين بفيروس كورونا، وطرق دفنها حتى لا تنقل المرض إلى المتعاملين معها.
وأشار "فودة"، إلى أن وزارة الصحة تتبع إجراءات صارمة فى تغسيل وتكفين موتى فيروس كورونا المستجد، وذلك عبر تغسيل الميت بمحلول الفورمالين 10%، ووضع الفحم النباتى داخل كيس محكم، ويدفن المتوفى بعد لفه في كفن من عدة طبقات وتطهرالمقبرة وتظل مغلقة لمدة 60 يومًا.
فيديو قد يعجبك: