لم يتم العثور على نتائج البحث

إعلان

الأم المثالية بالإسكندرية.. قصة كفاح مع ابن يعاني التوحد تتحول إلى مؤسسة تأهيل

10:08 م الثلاثاء 17 مارس 2020

ماجدة ثابت - الأم المثالية بالإسكندرية مع أسرتها

الإسكندرية - محمد البدري:

تحملت جهدًا مضاعفًا لسنوات كون أحد أبنائها من ذوي القدرات الخاصة، حتى فازت بلقب الأم المثالية لمحافظة الإسكندرية وحصلت على المركز الثاني على مستوى الجمهورية في المسابقة التي تنظمها وزارة التضامن الاجتماعي، تكليلا لدورها في تقديم أبناء ناجحين في المجتمع بينهم بطل دولي في ألعاب القوى.

"ماجدة ثابت" 62عاما، موظفة بالمعاش، أم لولدين، كانت تعمل موظفة في مستشفيات جماعة الإسكندرية منذ زواجها قبل 31 عاما، ومنذ أن رزقت بأول مولود"السيد" لها سخرت حياتها لتقديم الرعاية والتربية السليمة، إلا أن الابن الثاني "محمد" جاء الدنيا بمعاناة مع مرض التوحد، لتقرر حينها ترك كل شيء وتبدأ مرحلة طويلة من الصبر والإصرار مع أسرتها.

تحدثت الأم المثالية لـ مصراوي قائلة: رزقت بمولودي الأول السيد قبل 28 عاما ولم يكن يعاني من شيء، ولكن بعدها بعامين أنجبت مولودي الثاني محمد واكتشفنا بعد ذلك إصابته بمرض التوحد وجرى تشخيصه من النوع الكلاسيكي وهو يجعل المصاب غير ناطق، ما جعلني أحصل على إجازة بدون مرتب من أجل رعايته.

تضيف "ثابت" أنها طوال فترة رعايتها لابنها كانت تسعى لتعلم أكثر الطرق فعالية في التعامل مع ذوي الاحتياجات الخاصة، لتحصل على فرصة التدرب بعدد من الدورات المؤهلة للتعامل مع المصابين بالتوحد، لتواصل بعدها رحلة التعلم والتطبيق العلمي في مؤسسات تنمية المهارات لذوي الهمم.

وأشارت إلى أنها لازمت ابنها "محمد" 26 عاما، في معاناته منذ اللحظات الأولى حيث ساعدته في تعلم الرسم للتعبير عن ما بداخله ليحصل بعدها على مراكز الأول والثاني في مسابقات الفنون بمديرية الشباب والرياضة، كما ساهم التدريب على إبراز مهاراته الرياضية أيضا ليحصل على مراكز متقدمة في بطولات لألعاب القوى والسباحة، ومنها بطولة الجمهورية لذوي القدرات الخاص، والبارالمبياد المصري.

وتابعت أن رعايتها الخاصة لابنها محمد لم تكن عائقا أمام تقديم كامل الرعاية لنجلها الأكبر السيد، والذي كان متفوقا طوال فترة دراسته حتى حصل على بكالريوس التجارة، واستطاع الحصول على وظيفة بأحد البنوك، ويكمل في الوقت الحالي دراساته العليا لنيل درجة الماجستير.

رحلة الأم المثالية لم تقتصر على دعم طفلها فقط، بل امتدت لنقل خبرتها العملية لغيرها، من خلال الالتحاق بعدد من الجمعيات الأهلية، والتطوع للعمل بدون أجر في هذا المجال لأكثر من 20 عاما، شاركت خلالها في عقد ندوات بمراكز ثقافية ورياضية لتوعية الأسر، فضلا عن مساهمة زوجها بتأسيس جمعية لرعاية الأطفال ذوي الاحتياجات الخاصة.

"لم أكن أعلم شيء عن المسابقة حتى أخبروني" هكذا أوضحت ماجدة ثابت كيفية مشاركتها بمسابقة الأم المثالية، قائلة إن صديقة لها بكلية رياض الأطفال بجامعة الإسكندرية،هي من سجلت اسمها في المسابقة تقديرا لحجم المعاناة عاشتها، حتى فوجئت باتصال هاتفي من وزارة التضامن الاجتماعي يدعوها لحضور مؤتمر للوزيرة نيفين القباج للإعلان عن الفائزين بجائزة الأم المثالية،

وتأمل الأم المثالية في تغيير نظرة المجتمع تجاه ذوي القدرات الخاصة خاصة المصابين بالتوحد، لافتة إلى أن البعض قد يعتبرهم أقل ذكاء إلا أن العديد منهم يثبت عكس ذلك حيث يتمتع الكثيرون منهم بقدرات ذهنية عالية، مشيرة إلى أنها ستواصل مسيرتها في توصيل المعلومة للأسر التي لديها أبناء مماثلين من خلال تجربتها من أجل زيادة الوعي وإخراج جيل ناجح من متحدي الإعاقة.

الأم المثالية بالإسكندرية مع ابنها المصاب بالتوحد

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان