إعلان

التموين تدرس تعميمه بالوادي الجديد.. هل ينجح "عيش البطاطا" في إزاحة الخبز البلدي (فيديو وصور)

10:38 م الثلاثاء 10 مارس 2020

الوادي الجديد - محمد الباريسي:

هي فكرة تخمرت بعقل صاحبها داخل مخبزه في قرية الشيخ والي بمركز الداخلة، فأقنع زبائنه، ومن ثم لقي الاهتمام المقبول من المسؤولين، ليبدأ التنفيذ ودراسة التعميم.

وقف الأربعيني عوض جمعة، أمام عدسات مصراوي، يحكي كيف حاول إنتاج خبز مستساغ من البطاطا، نال استحسان وزير التموين الذي أمر بدراسة تعميمها على الخبز المدعم.

"تعلمت مهنة الفران وإنتاج الخبز عن والدي، ومنه واتتني هذه الفكرة، إذ كان يصنع لنا الحلويات والخبز من مطحون البطاطا المجففة"؛ قال عوض جمعة، الذي أشار إلى أن صعوبة الأمر فيما حاول تطبيقه من تجربة أن محاولة إنتاج خبز يلقى قبولاً ولا ينفر منه الزبائن المعتادين على خبز القمح كان التحدي الرئيسي أمامه.

بعد عام كامل من محاولات الوصول للمعادلة الصحيحة لإنتاج هذا النوع من الخبز، تمكن "عوض" من إنتاج خليطه الخاص من عجين البطاطا المسلوقة ودقيق القمح، والذي قال إنه يتميز عن أي خبز قمح عادي بفائدته الصحية.

مراحل التصنيع

شرح صاحب الفكرة مراحل تصنيع خبز البطاطا قائلاً: "الفكرة بسيطة.. نسلق البطاطا في الماء بعد تقشيرها، ثم نخلطها بعجين دقيق القمح، بنسبة 1/3 إلى 2/3 لفترة زمنية محددة وبطريقة معينة، بعد إضافة كميات مناسبة من ملح الطعام والخميرة والمياه، ثم تبدأ مرحلة العجن حتى يصبح الخليط متجانسًا، ويترك ليختمر مدة 20 دقيقة قبل مرحلة تقطيعه على طاولات الخبز وتسويته داخل الفرن".

وهناك نوعان من محصول البطاطا (أصفر له طعم حلو المذاق)، يصلح في إنتاج خبز "الفينو"، وآخر (أبيض تنتشر زراعته في الواحات ويصلح لإنتاج الخبز البلدي)، وفق عوض جمعة، الذي اقترح لفكرته في حال تطبيقها داخل منظومة الخبز المدعم، أن يحصل المواطن عند شرائه 20 رغيف خبز مدعم على 10 أرغفة خبز بلدي مدعم، و10 أخرى من الفينو المصنوع من معجون البطاطا "هذا الأمر يوفر على المواطن لأن خبز البطاطا أغلى بقليل من الخبز البلدي".

ردود فعل

أحلام يوسف أحمد، وهي ربة منزل تقطن بقرية الشيخ والي، أشادت بالتجربة وقالت إنها تلقى قبولاً لدى أغلب أبناء القرية "بمجرد سماعي عنها توجهت لصاحب المخبز للتعرف على طريقة إعداده هذا النوع من الخبز، وبالفعل بدأت أتولي تجهيزه في منزلي لأفراد أسرتي وباتوا يطلبونه بشكل ملح.. مذاقه مقبول لدى عائلتي"، وهو ما اتفق معه عربي هلال زايد الذي قال إن خبز البطاطا "أجود من الرغيف العادي"، وأنه لا يجد أي غرابة في تناوله.

وأجرى محافظ الوادي الجديد اللواء محمد الزملوط، في فبراير الماضي، زيارة إلى مخبز عوض جمعة، وأشاد بالتجربة، التي قال عنها إنها "الحل الأمثل لتوفير الخبز المدعم للمواطنين بتكاليف أقل". كما وجه بدراسة تعميم التجربة في مخابز المحافظة، خاصة وأن محصول البطاطا وفير الإنتاج وله فوائد صحية.

وينتج فدان القمح 13 إردبًا، بما يعادل طنين وبعض الكيلوجرامات من الدقيق، فيما يزرع مرة واحدة في الموسم، وذلك على عكس محصول البطاطا الذي تصلح زراعته على مدار العام (من 2-3 مرات)، وينتج خبز بمعدل 20 ضعف إنتاج فدان القمح، كما أن الكيلوجرام دقيق يصل إلى المخبز البلدي بسعر 5.5 جنيهًا، بينما كيلو البطاطا تبلغ قيمته جنيهين فقط، ما يوفر مبالغ كبيرة في الدعم الحكومي للخبز البلدي.

دراسة وتقييم

من جانبه، أكد وكيل وزارة التموين في الوادي الجديد المهندس صلاح السيد، أن وزير التموين الدكتور علي المصيلحي كلف بدراسة الفكرة من النواحي التموينية والصحية، مطالبًا بإعداد دراسات فنية وتكنولوجية واقتصادية حول تطبيق وتعميم الفكرة، من حيث آليات إدراجها في منظومة الخبز المدعم.

وأضاف صلاح أنه بمجرد الانتهاء من الدراسات الفنية للتجربة وصدور تعليمات وزير التموين بإدراجها في منظومة الخبز المدعم، سيجرى تعميمها على الأقل في المحافظة.

ورأت مدير مراقبة الأغذية بمديرية الشؤون الصحية في الوادي الجديد، الدكتورة علا عز الدين فؤاد، أن تجربة إنتاج الخبز من معجون البطاطا "تستحق الدراسة والتطبيق"، خاصة وأن البطاطا غنية بالألياف الغذائية ومفيدة للمعدة والأمعاء لاحتوائها على مادة "البيتا كاروتين" بالإضافة إلى مواد خافضة لنسب الكوليسترول الضار في جسم الإنسان.

وأضافت علا أن هذا النوع من الخبز "آمن جدًا" لمرضى الكوليسترول المرتفع ومرضى الضغط المرتفع ومرضى السكر.

إلا أن الدكتورة ولاء علي محمود، باحث بمعهد تكنولوجيا الأغذية بمحطة البحث الزراعية بالوادي الجديد، ترى التجربة "غير جيدة"، مشيرة إلى ضرورة دراسة عدة معايير قبل تطبيقها، أهمها التقييم الحسي لتقبل المواطنين هذا المنتج في ظل الثقافة الغذائية الحالية، فضلاً عن دراسة اقتصاديات زارعة محصول البطاطا من خلال خبراء الاقتصاد الزراعي، ودراسة الهدف من التجربة، متوقعة ألا توفر هذه التجربة أي دعم في الخبز.

وفيما لفتت إلى إمكانية تطبيق الفكرة في القطاع الخاص، شددت على أنها لا تصلح إطلاقا للتعميم في منظومة الخبز المدعم، مبررة ذلك بأن هذا النوع من الخبز سيكون له زبون خاص مثل المستهلك الذي يُقدم على شراء الخبز المصنوع من ردة الدقيق (السن).

جدير بالذكر أن مدينة قلين بمحافظة كفر الشيخ، شهدت في مايو 2018، أول تجربة من نوعها لصناعة رغيف خبز من مواد غذائية متنوعة (الشعير والبطاطا وكسر الأرز)، بينما تعد تجربة إنتاج خبز مدعم من معجون البطاطا الأولى على أرض الوادي الجديد.

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان