إعلان

إسكندرية في الشتا.. إطلالة أوروبية وحكاية عشق تسحر القلوب(صور)

12:17 ص الأربعاء 05 فبراير 2020

الإسكندرية – محمد عامر:

فى إسكندرية الشتا جنة.. والموج فى بحرها يتغنى.. لما العيون بتودعها والمطرة تحضن شوارعها.. بتقول لقلبي ويسمعها.. هتسيبنى ولا هتستنى".. بتلك الكلمات وصف إيمان البحر درويش سحر الإسكندرية تحت المطر.

يخطأ من يظن أن جمالها يتجلى في شهور الصيف فقط، فهولاء حتما لم تتح لهم رؤية أمواج بحرها تلاطم الصخور، واستنشقوا هوائها المعطر برائحة اليود، وتجولوا في شوارعها المغسولة بحبات مطر تأبى السقوط إلا فوقها.

إنها الإسكندرية، الماريا، المتفردة، المبهجة في كل الفصول كقطعة من أوروبا، يزيدها الشتاء جمال على جمال، لتبدو كلوحة فنية رسمها قوس قزح بألوانه السبعة، لتسحر الأنظار والقلوب، وتظل أكثر المدن المصرية إلهاما للشعراء والمغنيين.

مغامرة الكورنيش

سيرا على الأقدام تحت زخات مطر تجدد الروح، أو أشعة شمس تداعب الغيوم، يهوى الآلاف خوض مغامرة التنزه على كورنيش الإسكندرية شتاءا، دون اكتراث إلى موجة عالية تتجاوز الصخور لتغرق ملابسهم وتزيد إحساسهم بالبرد.

18 نوة، أغلبها ممطرة، تتعرض لها عروس البحر المتوسط في الشتاء- قد تتأخر أو تتقدم أيام- إلا أنها لا تغيب، ويعرفها الصيادون والعاملون فى بحر إسكندرية بأسماء معينة مثل "قاسم" و"المكنسة" و"الفيضة" و"الشمس" وغيرها.

فيما يفضل آخرون استقلال الترام القديم أو الأوكراني الجديد لمشاهدة زيزينيا وباكوس وجليم وكامب شيزار وباقي الأحياء الشعبية التي وصفها السيناريست أسامة أنور عكاشة في مسلسلات "زيزينيا، وعفاريت السيالة" وغيرها.

متعة أخرى تنتظر زوار عروس البحر المتوسط للاستمتاع بالهواء البارد المنعش خلال استقلالهم الأتوبيس "أبو دورين" الذي يصحبهم في جولة بطول الكورنيش بدءا من المندرة وحتى قصر رأس التين مقابل تذكرة للفرد الواحد 10 جنيهات.

الـ 1000 مقهى

ورغم الأمطار لا تنقطع حركة الزوار ليلا ونهارا في شوارع الإسكندرية العريقة بوسط البلد، وتحديدا محطة الرمل والحي اللاتيني وبحري والمنشية، حيث تطل البيانات القديمة ذات الطراز المعماري المميز التي تجاوز عمرها الـ 100 عاما.

وبين رائحة شواء الأسماك بحواري بحري، والقهوة بالمقاهي الشعبية أو اليونانية التي يكاد لا يخلو منها شارع ويتجاوز عددها الـ 1000 مقهى في وسط البلد يكون من الصعب أن يجد الزائر ضالته بأقل الأسعار.

وفي مشهد بانورامي يندر وجوده في أي مدينة ساحلية على أرض مصر، تتعالى مآذن مساجد الإسكندرية الشهيرة مثل المرسى أبو العباس وياقوت العرش والبوصيرى، يحرص البعض على زيارتها بحثا عن قسط من الهدوء والسكينة.

القلعة والمكتبة

معالم عروس البحر المتوسط لا يمكن حصرها وتعج بالزوار طوال الشتاء، ومنها قلعة قايتباي والتي يمتد تاريخها لأكثر من 500 عاما حيث كانت تستخدم كحصن عسكري لحماية المدينة من الغزاة.

ويعد متحف قصر المجوهرات الملكية بمنطقة زيزينيا من أجمل المعالم السياحية في الإسكندرية حيث يضم مجموعة نادرة من كنوز وتحف ومقتنيات فريدة ترجع إلى الأسرة العلوية يزيد عددها عن 11 ألفا و500 قطعة.

وفي بداية شارع فؤاد على بعد خطوات من ساعة الزهور، يفتح متحف الإسكندرية القومي، أبوابه للزوار، للتعرف على تاريخ المدينة الساحلية عبر العصور من خلال 1800 قطعة أثرية.

ويأبى زوار الإسكندرية شتاء مغادرتها قبل زيارة واحدة من أشهر معالمها ومنارتها الثقافية والعلمية القديمة، وهي مكتبة الإسكندرية بمنطقة الشاطبي.

حدائق المنتزه

وللاستمتاع بجو فريد لا مثيل له على أرض مصر، حيث أمواج البحر تحيط بالأشجار والقصور الملكية من كل جانب، يتوافد الآلاف يوميا على حدائق قصر المنتزه الواقعة على 365 فدان.

ويظلل الحدائق الملكية الأشجار العتيقة ويزينها أحواض الزهور النادرة، ومناطق تاريخية مثل قصري السلاملك والحرملك وكشك الشاي وغيرها، بتذكرة 25 جنيها للفرد الواحد.

90% نسبة الإشغالات

"الزوار يفضلون الطقس الشتوي الأوروبي في الإسكندرية".. هكذا قال علي المناسترلي، رئيس غرفة شركات السياحة بالإسكندرية، مشيرا إلى أن نسبة إشغالات بفنادق المدينة في الشتاء وخاصة خلال عطلة نصف العام بلغت 90% في مختلف الغرف الفندقية والتي يقدر عددها بنحو 6000 غرفة.

وأضاف المانسترلي لـ"مصراوي" أن المصريين استحوذوا على الجانب الأكبر من الإشغالات الفندقية بنسبة بلغت 70%، لافتا إلى أن نسبة الإشغالات في الإسكندرية في تزايد ملحوظ رغم النوات وموسم الشتاء.

ومن جانبه، قال محمد سعد، مدير عام هيئة تنشيط السياحة بالإسكندرية، إن الإسكندرية استقبلت 1.14 مليون زائر في عام 2019 بينهم 71% من المصريين و29% من الأجانب، وذلك بالمقارنة بـ 992 ألف زائر في عام 2018، قائلا:" إسكندرية مش بس مصيف دي مشتى كمان".​

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان