إعلان

"شغلني شكرًا".. قصة مبادرة واحاتية لتشغيل شباب الوادي الجديد

03:15 م الإثنين 28 ديسمبر 2020

الوادي الجديد – محمد الباريسي:

بعد حصول محمود على شهادته الجامعية، بدأ يبحث عن فرصة عمل ليبدأ حياته العملية، لكن كل الفرص المتاحة أمامه لا تتماشي مع مؤهله، وبدلًا من تجاهلها تساءل، لِمَا لا يقوم بعمل إعلان عن تلك الوظائف المتاحة أمامه ليستفيد منها شخص آخر، فبدأ في نشر تلك الوظائف على صفحته الشخصية على مواقع التواصل الاجتماعي وانطلقت مبادرة جديدة لتشغيل الشباب.

"مصراوي" رصد المبادرة التي بدأت في التوسع والمشاركة الإيجابية، خلال حول مع مؤسس المبادرة.

"مهتمون بدعم الشباب الذي يعمل ويطرح أفكار وتجارب، ولدينا عتاب لعدم وجود تغطية إعلامية بالشكل الكافي لدعم تجارب الشباب، وحريصون على تنفيذ الأفكار الجيدة المتماسكة وسندعم العناصر الشبابية".

حكاية من حكايات الشباب بطلها محمود حسن غالي يوسف، أحد شباب واحة الخارجة بمحافظة الوادي الجديد، الحاصل على بكالوريوس علوم زراعية.

قال محمود غالي، في تصريح خاص لـ"لمصراوي" من هنا جاءت الفكرة، لما لا يتم الإعلان عن كل الوظائف المتاحة أمامه، لكن بشكل أكبر، فأنشأ مجموعة "جروب" على مواقع التواصل باسم "شغلني شكرًا" تعاونه، دعاء عبد المنعم محمود، شريكة الدرب زوجته، في البحث عن فرص العمل والإعلان عن كل الفرص المتاحة بالمحافظة في القطاع الخاص.

وأضاف غالي، بعد أن تخمرت الفكرة في رأسه، وضع مجموعة من المعايير، للسير عليها في المبادرة، منها أن الهدف الرئيسي من المبادرة هو القضاء على الفقر وتوفير العمل اللائق للشباب ونمو الاقتصاد المصري والحد من البطالة، واستهداف كافة أبناء محافظة الوادي الجديد، بمراكزها الخمس الخارجة -الداخلة -باريس -بلاط -الفرافرة.

وأوضح مؤسس مبادرة "شغلني شكرًا"، أن المبادرة تستهدف إيجاد فرص عمل للشباب في شتى المجالات، عن طريق التواصل بين صاحب المبادرة وأصحاب المحلات والمشاريع والشركات، وحصر كافة الوظائف المتاحة لديهم للإعلان عنها للشباب على مواقع التواصل الاجتماعي وتسهيل الإجراءات عليهم.

وقال غالي، بدأ ظهور المبادرة على أرض الواقع في الثاني من سبتمبر ٢٠١٨، بتمويل فردي تطوعي، ووصف الفكرة، بمبادرة لتوفير أكبر قدر من فرص العمل لجميع من لم يصبهم الدور الوظيفي والعاطلين عن العمل في أرجاء المحافظة، مجانًا وبدون أي رسوم.

وأشار مؤسس مبادرة "شغلني شكرًا" إلى أن المبادرة، استطاعت في غضون عامين و٤ أشهر توفير 498 فرصة عمل مباشرة حتى الآن لأبناء المحافظة، وخفض مؤشر البطالة ومساعدة المستفيدين من المبادرة على بدء مشروعاتهم الخاصة وعمل نشرة دورية بالمحافظة عن الوظائف الحكومية والخاصة بالمحافظة وخارجها.

وكشف غالي، أن الفئة المستهدفة المباشرة للمبادرة، هي الشباب والفتيات من أبناء الوادي الجديد، والذين لم تتح لهم فرصة عمل، أما الفئات الغير مباشرة للمبادرة فهم الأرامل والمطلقات والأيتام والأولي بالرعاية.

ولفت غالي، أن من أهم المشكلات التي تتصدى لها المبادرة هي البطالة وتوفير فرص العمل لمن لم يسمح لهم السن أو المؤهل أو نقص الخبرات.

وبين غالي، أن النتائج المخططة للمبادرة، تتمثل في تعميم المبادرة على مستوى الجمهورية، وتوفير دورات تدريبية للمستفيدين من المبادرة، وكذلك نقص مؤشر البطالة بالمحافظة وتوفير بعض المشروعات الصغيرة والمتوسطة.

حول أهم قصص النجاح التي ظهرت بتطبيق المبادرة، لفت غالي إلى مساعدة شباب متزوج ويعول بدون مصدر دخل ومساعدة شباب أيتام يعولون أسرهم، ومساعدة المرأة المعيلة، ومساعدة عائلات على زيادة مصدر دخل إضافي.

وعن الممارسات المنفذة من خلال المبادرة، قال غالي، إن التواصل مع المستثمرين وأصحاب الاعمال وحثهم على تشغيل أبناء المحافظة أولا ثم المحافظات الأخرى، ومفاوضة أصحاب الأعمال على زيادة الأجر أو الحوافز في حال كانت الأجور منخفضة تماشيًا مع ظروف المعيشة، وترتيب مقابلات شخصية تحت إشراف المبادرة وتصميم دعاية وإعلانات للوظائف بشكل يليق بالمبادرة وعمل إعلانات ممولة وعادية للوصول لأكبر قدر ممكن من أبناء المحافظة المستهدفين.

وأكمل مؤسس مبادرة "شغلني شكرًا" حديثه "لمصراوي"، أنه يستقبل طلبات العمالة من أصحاب العمل، ثم يدرس جدية الطلبات ويتابع متطلبات الوظيفة المطلوبة، ثم تحديد مقابلات مع صاحب العمل أولًا، وبعدها يتم تصميم ونشر الإعلان على صفحة المبادرة والصفحات الأخرى من الجروبات المنتشرة على مواقع التواصل الاجتماعي، ثم يعرض بيانات المتقدمين على صاحب العمل، ويحضر المقابلات الشخصية.

وأشار غالي، إلى تعديل بعض أهداف وأنشطة المبادرة بناءً على تقارير المتابعة والتقييم والتأكد من سمعة صاحب العمل قبل الإعلان، وتصميم والمشاركة في تطبيق "أندرويد" لتوسيع مجال المبادرة، وحث أصحاب الأعمال والشركات على تغيير أو استثناء بعض شروط العمل، لتتناسب مع بعض المتقدمين.

وعن الخطوات التي اتبعها غالي، لضمان استمرارية نتائج المبادرة، قال إنه يتابع بصفة دورية سوق العمل لجمع أكبر قدر ممكن من الوظائف المتاحة والعمل علي تحسين رواتب وأجور العمالة عن طريق حث أصحاب الأعمال والشركات وعرض ظروف المتقدمين للعمل هي أهم خطواته، وكذا المتابعة المستمرة مع المستفيدين من العمل لمعرفة تقديم ما جرى الاتفاق عليه مع صاحب العمل، كما خصص رقم هاتف لخدمة المستفيدين والمتقدمين لسهولة الاستفسارات وتقديم الخدمات اللازمة واستمرار نشر إعلانات التوظيف الخاصة لتغطية كافة أرجاء المحافظة.

ومن جانبه قدم إسلام محمد عيد، أحد أصحاب الأعمال بالوادي الجديد، الشكر لمسئول مبادرة " شغلني شكرًا " على المساعدة التي تقدمها المبادرة، من توفير العمالة، نظرًا لطبيعة محافظة الوادي الجديد في طبيعتها الخاصة بقلة العمال، مشيرًا إلى تواصله الدائم بين أصحاب الأعمال والعمال المشاركين في المبادرة وبين مسؤول المبادرة.

وقال محمد صفوت فتحي، أحد المستفيدين من المبادرة، إن المبادرة وفرت له فرصة عمل بعد متابعة إعلانات الوظائف على صفحة المبادرة، مشيرًا إلى تواصل غالي المستمر معهم لمتابعة انتظام سير العمل وحصولهم على مستحقاتهم المالية والمعنوية.

وقال علي عارف على، أنا حديث التخرج وكنت أبحث عن فرصة عمل، إلى أن تابعت مبادرة " شغلني شكرًا " وتواصلت مع صاحب المبادرة، ووصلني بصاحب العمل، واستقريت بالعمل منذ ٤ أشهر.

وتابع حسن محمد أحمد على، أحد مستفيدي المبادرة، أنا كمان كنت بدور على شغل وتواصلت مع صاحب المبادرة ووصلني بصاحب العمل، والحمد لله بقالي ٤ أشهر شغال، وقدم الشكر للمبادرة.

ومن جانبه أثنى اللواء محمد الزملوط، محافظ الوادي الجديد، على مبادرة "شغلني شكرا" التي أطلقها محمود غالي، أحد شباب المحافظة لتوفير فرص عمل لشباب الخريجين في شتى المجالات.

وأكد الزملوط، أنه دائما يسعى لتبني المبادرات الهادفة التي تعمل على خلق فرص عمل للشباب وتقضي على البطالة، وسيقدم الدعم الكامل لهذه المبادرة لكي تحقق نجاحا أكبر خلال الفترة المقبلة.

تبقى لدي محمود غالي مؤسس مبادرة " شغلني شكرًا "، أمل، لنفسه ولكافة الشباب، في الحصول على فرصة عمل مناسبة لمؤهله وإمكاناته تحقق لهم ما يطمحون إليه، والنهوض بمستقبل مصر، والتغلب على ظروف المعيشة والحد من البطالة لتمكين الشباب في المشاركة بسوق العمل وتعزيز ثقافة العمل الحر.

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان