إعلان

بطل في معركة النصر.. "البغدادي" يتحدث لـ"مصراوي" عن حقل الألغام وكوبري الاقتحام- صور

12:22 م الثلاثاء 06 أكتوبر 2020

بورسعيد- طارق الرفاعي:

مر 47 عامًا على انتصارات حرب أكتوبر المجيدة عام 1973، وبطولات وتضحيات أبناء مصر لا تنتهي، ومنها ما سطره سلاح المهندسين الذي كان له دورًا عظيمًا في تحقيق الانتصار، ويروي المهندس يوسف محمد بغدادي، ابن مدينة بورسعيد الباسلة، أحد أبطال نصر أكتوبر لـ"مصراوي" ذكرياته عن المعركة.

داخل منزل البطل يوسف البغدادي، رصد "مصراوي" صورًا معلقة لأبطال حرب أكتوبر، خلال احتفالهم بعبور خط برليف، وبنبرة فخر روى "البغدادي" أحداثًا خاصة بالحرب، وبدأ قصته بالنكسة قائلًا: "كنت وقت النكسة طالبًا بالفرقة النهائية في كلية الهندسة، وعقب تخرجي عام 1968 التحقت بالقوات المسلحة وتحديدًا سلاح المهندسين، وكان مركز التدريب في منطقة الهرم ببني يوسف، وحصلنا على تدريبات مكثفة خاصة بسلاح المهندسين مثل (المفرقعات والألغام والكباري والطرق) وجميع النواحي الهندسية التي تخدم الجيش، وعقب انتهاء التدريبات الأساسية لسلاح المهندسين التحقت باللواء كباري 25 في القناطر الخيرية، وجرى توزيعي على كتيبة الكباري الثقيلة، وهي كتيبة مسئولة عن الأعمال الهندسية لإنشاء الكوبري في أسرع وقت وتحت أي ظروف مثل إعادة إنشاء كوبري عقب تدمير العدو له".

وتابع حديثه: "وقتها كنت مجند صف ظابط، وبعد ذلك التحقت بمدرسة المهندسين العسكريين لمدة شهر وحصلت على رتبة ملازم ثم ملازم أول، والتحقت بعد الترقية بكتيبة كباري اقتحام ثقيل 50 طن، وواصلنا التدريبات بهذه الكتيبة على نهر النيل ومنطقة البلاح وترعة البعالوة، ثم انتقلنا بعد ذلك إلى التل الكبير وظللنا هناك عامًا قبل أن تأتي تعليمات بالعودة للقناطر الخيرية، وكثفنا هناك تدريباتنا على إنشاء أي كوبري في أقل وقت ممكن، وصممنا نموذج لخط برليف بنفس الساتر الترابي والارتفاع والكثافة وتدربنا على كيفية فتح ثغرة لعمل رأس كوبري تمر منه المركبات والمدرعات، وفي البداية وضعنا كمية ضخمة من المفرقعات من خلال فتحات أعلى الكوبري، لكن نتيجة التفجير كانت على شكل هلال بأعلى الساتر ما يعني استغراق وقت أطول للقوات للمرور من الساتر، فكان البديل الثاني هو المياه التي كانت أنجح طريقة".

وعن كواليس حرب أكتوبر وكيف كانت الساعات الأخيرة قبل المعركة، قال المهندس يوسف البغدادي: "قبل حرب أكتوبر بأيام قليلة، أجرينا عملية تمويه لخداع العدو وعدنا للتل الكبير، وقمنا بتحريك الكوبري ونقله على 150 عربة تحمل الكوبري والمعدات والأوناش واللنشات، وسلكنا طريق العودة للقاهرة حتى يظن العدو أن الكتيبة ستعود للقاهرة بالكامل، وبعد يوم واحدة بدأنا في العودة مرة أخرى من خلال وثبات وكانت الوثبة الأولى إلى صحراء الخنقة، والثانية التل الكبير، والثالثة أبو صوير، ثم خرجنا كمجموعة ضباط لاستطلاع الطرق والمحاور وساحات إنزال الكوبري على منطقة القنال وتحديدًا المكان المخصص لنا في محور 26 جنوب الفردان، وليلة 6 أكتوبر استدعانا قائد الفرقة الثانية، العميد حسن أبو سعدة، لكي يدلي كل فرد بمهمته والتأكد من حفظنا وفهمنا لها، وبدأنا في إعداد أنفسنا وجنودنا ورفع معنوياتهم، وتأكدنا من المؤن والتموين وتحركنا ونزلنا إلى القناة، وصنعنا فتحات الكوبري، فكل كوبري له 4 سرايا كل واحدة تنفذ ربع كوبري، وبفضل الله أنهينا تجميع كوبري الاقتحام الساعة الثامنة مساًء وهو رقم خيالي وقياسي".

واستطرد: "عبرت القوات القناة، واحتلت مراكزها وأماكنها على الضفة الأخرى، ومازلت أفتخر أن الكوبري الخاص بنا جرى إنشاءه في وقت قياسي، وبأقل الخسائر، وظللنا في نقطة المراقبة لمراقبة دخول وخروج السيارات ومعنا الشرطة العسكرية لتنظيم العبور، وكذلك سيارات النجدة لسرعة التعامل مع أي مركبة تعطل على الكوبري، وفي هذا التوقيت كانت المدفعية والطيران تغطيا الجنود والمركبات وجرى السيطرة على خط برليف، وكان هتاف الله أكبر يهز الأرض من أسفل قدمينا، فلقد كانت صيحات الجنود أعلى من أصوات المدفعية".

وعن المواقف التي لا ينساها خلال المعركة وإنشاء الكباري، قال البطل المصري:"حصلت مشكلة أثناء تركيب الكوبري مع السرية الرابعة، وأبلغني قائد الكتيبة بضرورة إكمال الجزء الأخير حتى نتمكن من ربط الكوبري بالكامل، فأخذت معي 3 جنود وتوجهنا مسرعين نحو موقع السرية الرابعة، ولكنني اختصرت الطريق بجانب قناة السويس حتى أصل سريعًا، إلا أنني فوجئت أننا فوق حقل ألغام، لأننا كنا نضع ألغامًا بين كل ساحة والأخرى، ولكن بفضل الله لمحت أجزاء ألغام الأفراد على الأرض، فأمرت الجنود بالتوقف والعودة بنفس الخطوات، ووصلنا لساحة السرية الرابعة واستكملنا الكوبري.

واستكمل المهندس البغدادي: " في إحدى طلعات العدو جرى تدمير الكوبري فنزلت أنا وزملائي للمياه تحت قصف وضربات العدو، وكان معنا رجال الضفادع البشرية، ونجحنا في تجميع جزء كبير منه، وأعدنا بناء كوبري الاقتحام مرة أخرى تحت النيران".

واختتم حديثه قائلًا: "فرحة الضباط والجنود كانت لا توصف، مزيج من الفرحة والفخر بما حققناه، ومازلنا نفخر به وسط أبنائنا وأحفادنا، وأطالب الأجيال الحالية باستحضار روح أكتوبر للمشاركة في التنمية، والحرب على الإرهاب في سيناء، وتأمين الحدود".

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان