إعلان

يدخل في صناعة المطابخ والأثاث.. "قش الأرز" يتحول إلى مصدر دخل لمزارعي البحيرة

11:16 ص الثلاثاء 13 أكتوبر 2020

البحيرة- أحمد نصرة:

على مدار عقود ظلت ظاهرة حرق قش الأرز تشكل كارثة بيئية مع بداية كل خريف، بيد أن السنوات الأخيرة، بدأت تشهد تراجعًا في حدة هذه الظاهرة، مع اعتماد حلول جديدة تعود بالنفع الاقتصادي على المزارع، وتشجعه على إعادة تدوير القش.

في البداية يقول المهندس محمد الزواوي، وكيل وزارة الزراعة بالبحيرة، إن منظومة جمع وتدوير قش الأرز، تعاملت بنجاح مع هذا التحدي منذ بداية موسم الحصاد وحتى الآن، ما كان له بالغ الأثر في الحد من حرق قش الأرز وتفادي الآثار البيئية السلبية الناتجة عن هذه الظاهرة.

وأشار "الزواوي" إلى أن هناك 23 موقعًا لتجميع الأرز موجودة بـ "حوش عيسى، دمنهور، الدلنجات، كوم حمادة، إيتاي البارود، أبوالمطامير"، وجرى كبس 49 ألفًا و 762 طن وفرم 31 ألفًا و 429 طن وتشوين 98 ألفًا و353 طن، بالإضافة إلى تجميع 101 كومة علف بإجمالي 101 طن و 31 كومات أسمدة بإجمالى 155 طن.

ويقول محمد عبدالمقصود "مزارع": "الأول كان الفلاح بيحرق القش عشان مش لاقي مكان يوديه فيه بعد ما الناس بطلت الفرن البلدي وجابت أفران الغاز، دلوقتي مفيش حد له حجة، المعدات بتيجي الأرض وتكبس القش أو تفرمه وتنقله منها، والفلاح بيستفيد كمان ماديًا".

ويوضح شاكر جودة "مزارع": "الفلاح قدامه أكتر من حل بدل ما يحرق القش، لو عنده كميات كبيرة الزراعة بتشتريه منه، أما لو الكميات صغيرة فبيعملها كومات سمادية أو أعلاف، دائمًا بيكون فيه دورات إرشادية تعلمه الطريقة الصحيحة لعمل الكومات".

وقال سعد زامل، مدير إدارة البيئة في البحيرة، إن المحافظة نجحت هذا العام في الحد من ظاهرة حرق قش الأرز بفضل التعاون والتنسيق بين مديرية الزراعة وإدارة البيئة بالمحافظة، والاعتماد في خطة المواجهة على تحقيق الاستفادة الاقتصادية للفلاحين، لتشجيعهم على التخلص الآمن من القش من خلال إعادة تدويرها.

وأشار " زامل" إلى أنه جرى تأجير معدات جمع وفرم المخلفات الزراعية للمتعهدين للحد من ظاهرة الحرق، بما يعود بالنفع على المزارع والبيئة، ويضمن مواجهة بعض الصعوبات التي قد تواجه الفلاح في الجمع والتدوير.

ولفت إلى أن بروتوكول الوزارة مع جهاز مشروعات الصناعات الصغيرة والمتوسطة ومتناهية الصغر، يتيح للشباب فرص امتلاك مفارم بشروط ميسرة كأحد مبادرات وزارة البيئة لتوفير فرص عمل فى مجال الحد من تدوير المخلفات الزراعية.

وأضاف أن مواقع تجميع القش توفر فرص عمل حقيقية للشباب، بعدما أصبح القش سلعة ذات قيمة وأصبح هناك إدراك لأهمية وطرق الاستفادة منه.

وأكد اللواء هشام آمنة، محافظ البحيرة، أن هناك جهودًا مستمرة لمجابهة ظاهرة السحابة السوداء والتلوث البيئي الناتج عن حرق قش الأرز، من ضمنها إبرام عقود التصميمات الخاصة بإنشاء أول شركة مصرية لتحويل قش الأرز إلى ألواح خشبية متوسطة الكثافة بتكلفة استثمارية ٢١٧ مليون يورو.

ومن المقرر تنفيذ المشروع بإدكو بطاقة إنتاجية تصل إلى ٢.٥ ألف متر مكعب ألواح خشبية سنويًا، اعتمادًا على كمية ٢٤٥ ألف طن سنويًا من قش الأرز كمادة خام، بما يحقق مردودًا وعائدًا اقتصاديًا جيدًا للمزارعين.

وأشار "آمنة" إلى أن المشروع يعد الأول من نوعه في إفريقيا والشرق الأوسط، والثاني عالميًا، وجرى إبرام عقود التصميمات مع شركة سيمبل كامب الألمانية بالإضافة إلى توقيع عقد مقاول عام المشروع مع شركة بتروجيت، والاتفاق مع عدد من البنوك المصرية للمساهمة فى تمويل المشروع الذى يقام وفقًا لأحدث المواصفات الأوروبية والتكنولوجيا العالمية.

وأضاف محافظ البحيرة أن المشروع يسهم في خفض نسبة الانبعاثات الكربونية، وسد احتياجات السوق المحلي المتزايدة من إنتاج الألواح الخشبية MDF، كما يساهم في دعم وتشجيع الصناعات التكميلية "الأثاث المنزلي، والديكورات، والمطابخ".. وغيرها، وتوفير فرص عمل مباشرة وغير مباشرة لأبناء المحافظة.

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان