مطبوعة على ظهر الفنان محمد سعد.. حكاية "صبري" ولوحة بـ75 مليون دولار -صور
البحيرة - أحمد نصرة:
مساء يوم خريفي من عام ٢٠١٨، التقط "صبري" هاتفه لاستقبال مكالمة واردة من رقم مميز غير مسجل لديه، بعبارات مقتضبة قدم المتصل نفسه كأحد أفراد عائلة "السبكي" ودون أن يترك له الفرصة للاندهاش أو التفكير في سبب الاتصال، عرض عليه سريعًا التعاون في فيلم سينمائي جديد، من خلال رسم لوحة على ظهر الفنان محمد سعد وتمثل المحور الرئيسي لأحداث الفيلم.
يروي الرسام البحراوي صبري رزق لـ"مصراوي" تفاصيل المكالمة: "لقيت رقم بيرن عليا وقاللي، أنا رضا السبكي واللى إداني رقمك، الأستاذ محمد سعد، قولتله مين محمد سعد قاللي اللمبي، معرفش بصراحة هو عرفني إزاي، بس ممكن عن طريق بورتريه رسمته قبل كده للفنانة بوسي شلبي".
ويستطرد رزق: "قابلت رضا وكريم السبكي في شركتهم شرحولي فكرة فيلم محمد حسين وإللي بتدور حول رسام عالمي رجع مصر بعد 37 سنة وقرر أنه يرسم رسمته الأخيرة تكريمًا للوطن، ولكنه اتقتل ويكتشف الطامعون في الرسمة التي تقدر قيمتها بـ75 مليون دولار إنه رسمها على ظهر سائقه محمد حسين، وهنا يدور الصراع، قالولي عاوزين حاجة تعبر عن مصر، اقترحت عليهم ننفذها أبيض وأسود، لكنهم طلبوها بالألوان، نفذت أكتر من فكرة، استقرينا على الرسمة وفي الآخر اقتنعوا برأيي إنها تبقى أبيض وأسود".
وعن المدة التي استغرقها في تنفيذ الرسمة يقول: "الرسمة خدت معايا أسبوعين تقريبًا، استحضرت فيها رموز شهيرة مثل الأهرامات، وأبو الهول، والنيل، وجمعت العناصر دى فى تكوين، نفذته على لوحة عادية وإللي نقلها على ظهر محمد سعد، متخصص في فن التاتو".
ويكمل: "حضرت نقل الرسمة على ظهر محمد سعد وأشرفت على تنفيذها، كان رسام التاتو يستخدم نوعًا من الكربون لنسخ الخطوط الأساسية للرسمه وبعدها يضع التفاصيل، ومن تعاملي مع الفنان محمد سعد عجبتني جدًا شخصيته، متواضع ومرح بيحب يضحك وكان أحيانًا كثيرة يغنى بعد تصوير المشهد".
ويروي رزق قصته مع الرسم: "بدأت رسم وأنا عندي ٦ سنين فكان والدي يوفر لي الخامات ويشجعني، وطورت موهبتي بالممارسة، كنت برسم من مجلات كارتون ومجلة أطفال اسمها باسم فكان فيها قصص كنت بحب أرسم رسوماتها، لما وصلت لسن ١٦ سنة اشتغلت فترة فى الدعاية والإعلان واستخدمت خامات جديدة، ولما وصلت لسن ١٨ سنة، اشتركت فى قصر ثقافة دمنهور بناء على نصيحة شاهد رسمي".
ويضيف الرسام البحراوي: "اشتغلت فترة فى أخبار اليوم رسامًا فى صفحة الأدب والفنون لعدد السبت، وكانت مهمتي رسم صورة مصاحبة للقصة القصيرة، وتعبر عن مضمونها وأحداثها، فكنت أقرأ القصة جيدًا وأركز مع أبطالها وتفاصيلها كويس جدًا عشان أخرج بفكرة أنفذها".
وعن إنجازاته يقول: "حصلت على العديد من الجوائز منها الميدالية الذهبية فى المسابقة القومية عام ٢٠٠٢ بمناسبة اليوبيل الذهبى لثورة يوليو، كما حصلت على المركز الثاني على مستوى الجمهورية فى مجال الإعلان والجرافيك في مسابقة نظمتها وزارة الشباب والرياضة، وكرمت في مناسبات عديدة من وزارة الثقافة".
ويكشف رزق عن طموحاته: "عملي الأساسي حاليًا في مجال الرسم والديكور، من خلال تنفيذ أعمال بإشرافي، كما تستعين بي العديد من المنشآت السياحية والتجارية لرسم جداريات وتصميم ديكورات خاصة بها، ولسه قدامي طموحات كتيرة أسعى لتحقيقها منها تنظيم معرض دائم لأعمالي، وإنشاء أكاديمية لتعليم فن الرسم ونقل الخبرة التي اكتسبتها للأجيال الأحدث".
فيديو قد يعجبك: