"من الداية لتطبيب الختان".. فتيات الصعيد ضحايا العادات والعيادات- صور
-
عرض 9 صورة
-
عرض 9 صورة
-
عرض 9 صورة
-
عرض 9 صورة
-
عرض 9 صورة
-
عرض 9 صورة
-
عرض 9 صورة
-
عرض 9 صورة
-
عرض 9 صورة
قنا-عبدالرحمن القرشي :
يظل الختان دائما وأبدا أسوأ ذكرى تترسخ في ذهن الفتاة، لبشاعة تلك العادة الملعونة التي ما زالت متجذرة في مصر بشكل عام، ومحافظة قنا بشكل خاص، وساهم في ذلك الشائعات السارية حول إصابة الفتيات الغير مختونات بالعقم، وتورط أطباء في عمليات الختان.
في الماضي، كانت تنفذ هذه العادة علي يد "القابلة" أو الداية، ومع تطور العلم بدأت ظاهرة "تطبيب الختان" في الظهور، وبحسب الإحصاءات الرسمية التي أقرها المجلس القومي للسكان؛ فأن مصر الأولي عالميا في ظاهرة "التطبيب" بمعني أن تلك الجريمة تنفذ من قبل بعض الأطباء الخارجين علي القانون وميثاق المهنة؛ "مصراوي" خاض رحلة للبحث والتعرف عن قرب عن طقوس هذه العادة.
"موسم الختان"
قالت فاطمة مبارك رائدة ريفية ؛ إن الأهالي بقري محافظة قنا يقبلون خلال الإجازة الدراسية الصيفية؛ على إجراء عملية الختان لبناتهن؛ اعتقادا منهم بسرعة التئام الجروح بسبب حرارة الصيف؛ ووجود متسع من الوقت خلال الإجازة الطويلة للراحة.
وأشارت راندا ضياء ناشطة في مجال مناهضة ختان الإناث، أن جزء كبير من أهالي الصعيد يقبلون علي إجراء عمليات الختان لبناتهم ليس لدوافع دينية؛ بل لاعتقادات طبية خاطئة، أبرزها أن الفتيات غير المختنات يصبن بالعقم عند زواجهن؛ وعلى غير الحقيقة يتم توجيه الاتهام دوما لرجال الدين، في حين أن منفذي تلك الجرائم أطباء.
وأكد حمدي حسين عميد كلية طب قنا، أن عملية الختان لا تدرس بكليات الطب المصرية لأنها ليست عملية جراحية بل جريمة، وأن المسمي الصحيح لها هو عملية تشويه الأعضاء التناسلية للفتيات وليس طهارة أو ختان؛ وأن الطبيب الذي يتورط في إجراء هذه العملية قد خان القسم النقابي وباع ضميره للمال والشيطان.
"تطبيب الختان"
أكد أحمد الجبلاوي "محام"، أن تفشي ظاهرة "تطبيب الختان" بقنا؛ السبب وراءه غياب الرقابة من قبل إدارة العلاج الحر، وقلة حملات التفتيش التي تزور القرى والمراكز البعيدة، الأمر الذي دفع بعض معدومي الضمير لاستغلال أمية الأهالي وإقناعهم بمشروعية عمليات الختان، لجني الأموال الطائلة من وراء ذلك.
وذكر مدحت البهجوري ناشط حقوقي، أن تغليظ عقوبة ختان الإناث بالسجن من 7:5 سنوات؛ لم يؤثر علي مناهضة الجريمة، بسبب تواطؤ أهالي المجني عليهن مع الأطباء الخارجين علي القانون؛ والحل يتلخص في تفعيل حملات التفتيش علي العيادات الخاصة في الأرياف بناء علي تحريات الرائدات الريفيات.
تغيير القناعات
قالت الدكتورة هدي السعدي، مقرر المجلس القومي للمرأة بقنا، إن فعاليات المجلس تركز دوما علي تغيير قناعات الأهالي بأن الختان جريمة في حق بناتهن؛وليس طهارة بل تشويه للأعضاء التناسلية، تمثل جناية لكل من يرتكبها من طبيب أو ولي أمر تستوجب السجن من ٥: ٧ سنوات.
وأشارت أن فعاليات المجلس القومي للمرأة لا تقتصر علي المدن فحسب، بل تركز نشاطها علي القري والنجوع بطرق أبواب الأهالي لتوعيتهم بمخاطر الختان؛ ولدى المجلس القومي للمرأة خط ساخن ١٦٠٠٠ لاستقبال الشكاوى حول كل من يروج لجريمة ختان الإناث، لاتخاذ الإجراءات القانونية اللازمة بالتنسيق مع وزارة الداخلية ونقابة الأطباء.
وقال الدكتور أحمد أبو هاشم استشاري نساء وتوليد، إن أضرار الختان الطبية كثيرة ومتشعبة، فمنها التهابات المبيض والتكيسات والتقرحات، وتشنجات المسالك البولية؛ وفي كثير من الحالات يتسبب الختان في العقم.
مضيفا أنه مع كل ماسبق تعد الأضرار النفسية أكبر بكثير جدا من الأضرار العضوية؛ فالختان يدمر ثقة الفتيات في أنفسهن، علاوة علي الأضرارة الاجتماعية المتمثلة في تدمير الحياة الزوجية، بسبب خفض مستوى البظر المسئول عن عملية الإثارة.
من جانبه قال الشيخ محمد الطراوي وكيل وزارة الأوقاف أن الختان حرام شرعا، وأن الإسلام لديه قاعدة فقهية أصيلة تقول لا ضرر ولا ضرار؛ وأن ختان الفتيات لم ترد فيه آية قرآنية واحدة ولا حديث صحيح، وأن من يروج للختان هم بعض التيارات المتشددة التي تفتقد أي دليل مقنع للختان سوى أنها تريد دوما تحريم الحلال وتحليل الحرام.
واستكمل، أن ولي الأمر الذي يقبل علي ختان ابنته، يقع في إثم مبين ويستوجب التوبة عما اقترف.
فيديو قد يعجبك: