"أصدقاء الحياة والموت".. مصراوي في قرية ضحايا "جرار العمال" بالقناطر
-
عرض 7 صورة
-
عرض 7 صورة
-
عرض 7 صورة
-
عرض 7 صورة
-
عرض 7 صورة
-
عرض 7 صورة
-
عرض 7 صورة
القليوبية - أسامة علاء الدين:
"الإجازة المدرسية".. فترة ارتبطت بأذهان الجميع على أنها وقت للعب واللهو والتخلص من ضغوط عام دراسي أصبح يثقل كاهل غالبية الأسر المصرية، إلا أن ذلك ليس هو الحال لهؤلاء القابعين خلف خط الفقر يحاولون اللحاق بقطار الحياة، فهم اعتادوا على أن يخرجوا إلى الحياة حاملين همومها منذ الطفولة، فيعملون ويكدون، ليحجزوا مقعدًا في آخر عربات الحياة، لكن القدر كان له رأي آخر في قرية المنيرة ليحجز لهم مقعدًا في الآخرة.
رحلة البحث عن الرزق و"نواة تسند الزير" كانت الروتين الذي اعتاده هؤلاء الشباب في فترة الإجازة لكنه ما لبث أن تغير لتتبدل وجهتهم إلى الموت في حادث تصادم بين جرار استقلوه إلى مقر عملهم في مزرعة مع سيارة نقل عجّلت بتذاكر الموت.
مصراوي دخل إلى قرية المنيرة التابعة لمدينة القناطر الخيرية في القليوبية لمعايشة حال أهالي 6 من الشباب قضوا نحبهم في الحادث الأليم.
البداية كانت في منزل "مسعد" الذي كساه الحزن والألم بعدما فقد الابن والفرحة المنتظرة.
"مالوش اخوات وملحقتش أفرح بيه"، بهذه الكلمات التي اختلطت بدموع الحسرة لخص "مسعد البرادعي" والد "محمد مسعد"، 18 عامًا، الفاجعة التي ألمت به، قائلًا "محمد هو نجلي الوحيد وليس له أشقاء".
مشيرًا إلي أنه كان قد بدأ في بناء شقته وخلال عام أو عامين كان سيزوجه حتي يملأ المنزل بالأحفاد والأطفال، قبل أن تتبدل قسمات رسم منحنياتها خط القدر على وجهه وبللتها دموع الرجاء قائلًا "ما يغلاش علي اللي خلقه.. ادعوا له بالرحمة".
لم يختلف الحال في منزل "ناصر حنفي"، عقب وفاة نجله محمود 17 عامًا، وابن شقيقه "يوسف نور حنفي، 16 عامًا، في الحادث الأليم، فالمنزل كساه الحزن أيضًا.
يقول "ناصر حنفي"، والد الضحية، "نجلي اعتاد الذهاب للعمل باليومية مع ابن عمه في الإجازة لتوفير نفقاتهم الشخصية ومساعدتي أنا وشقيقي علي تحمل أعباء الحياة.
وتابع "كانت والدته تشعر قبل خروجه بعدم راحة وقلق بالغ إلى أن جاءنا الخبر الذي أحزننا جميعًا"، موضحًا أن الفاجعة كبرى لم ولن يتحملها أحد".
همام على السيجني، وصديقه محمود نجاح جابر، 15 سنة، طالبان بالمعهد الأزهري بالقرية، شهد لهما جميع أهالي القرية بحسن الخلق، لم يفترقا عن بعضهما منذ الصغر إلى أن فاضت روحهما في الحادث.. هكذا عبر فتحي عبد الغني عن الحالة الأصعب في المأساة.
وأضاف "فتحي": "من المأسي التي شهدها الحادث موت الصديقين الذين لم يفترقا عن بعضهما فاختارهما الموت وذهبا إلى خالقهما معًا".
الآلاف من أهالي القرية والقري المجاورة شاركوا في جنازة ضحايا الحادث في الساعات الأولى من صباح الجمعة الماضية، عقب تصريح النيابة بدفن الجثامين وسط حالة من الحزن سيطرت على الجميع لوداع 5 من خيرة شباب القرية، بينما انتظر الأهالي بعدها لتشييع الحالة السادسة التي أعلن وفاتها في قسم العناية المركزة.
الدكتور علاء مرزوق محافظ القليوبية، أكد أنه كلف بسرعة رعاية أسر الضحايا ومتابعة التحقيقات في الواقعة مع محافظة الجيزة وإنهاء أي إجراءات تسليم مستحقات لأسر الضحايا، لافتًا إلى أن الحادث وقع في نطاق محافظة الجيزة.
فيديو قد يعجبك: