8 مبانٍ عمرها 147 عامًا.. هل ينقذ "الاستخدام المعّدل" حي المال في الإسكندرية؟ (صور)
-
عرض 12 صورة
-
عرض 12 صورة
-
عرض 12 صورة
-
عرض 12 صورة
-
عرض 12 صورة
-
عرض 12 صورة
-
عرض 12 صورة
-
عرض 12 صورة
-
عرض 12 صورة
-
عرض 12 صورة
-
عرض 12 صورة
-
عرض 12 صورة
الإسكندرية – محمد عامر:
في الصين تحول مصنع أسمنت قديم إلى متحف يحكي تاريخ الصناعات الصينية، وداخل محطة مترو أنفاق مهجورة منذ 80 عامًا صممت ألمانيا معرضًا فنيًا عن الحرب العالمية الثانية.. هكذا نجح الغرب في تطبيق خطة "الاستخدام المعدّل" لإعادة إحياء المباني القديمة والتراثية غير المستغلة.
"الاستخدام المعدّل" تعني تعديل المباني القديمة لتوائم استخدامات جديدة مع الاحتفاظ بسماتها التاريخية والطابع المعماري المميز، ما يحافظ عليها من الانهيار والضياع بل ويجعلها نقطة جذب سياحية تعود بالنفع على اقتصاد البلاد.
حي المال والأعمال
مع اتساع حركة تجارة الحاصلات الزراعية وتصديرها إلى الخارج من خلال ميناء الإسكندرية في عهد محمد على باشا، وتحديدًا في النصف الأول من القرن الـ19، ازدهر حي مينا البصل الذي يبعد خطوات قليلة عن الميناء وبات يعرف بحي المال والأعمال.
وفي كتابه "الخطط السكندرية" قال الدكتور خالد محمود هيبة، عضو هيئة التدريس بكلية الهندسة جامعة الأزهر، إن الحي عرف باسمه "مينا البصل" نظرًا لأن محصول البصل كان يحتل الصدارة في قائمة الحاصلات الزراعية التي ترد إليه من محافظات الدلتا والصعيد عبر ترعة المحمودية للتصدير للأسواق الأوروبية قبل أن يزاحمه البصل الأسباني في عشرينات القرن العشرين.
الحرب الأهلية الأمريكية
وأوضح "هيبة" أنه مع نشوب الحرب الأهلية الأمريكية، في النصف الثاني من القرن التاسع عشر، قفزت الصادرات المصرية من القطن، فنشأت نتيجة لذلك سوق للأقطان عام 1872 عند مصب ترعة المحمودية في مينا البصل بالقرب من بوابات ميناء الإسكندرية، أطلق عليها "بورصة مينا البصل".
وأضاف صاحب كتاب "الخطط السكندرية" أنه مع رواج حركة التجارة كثرت الشون والمخازن لكبار التجار الأجانب والمصريين، إلا أنه مع قيام ثورة يوليو وما أعقبها من قرارات تأميم أغلقت البورصة ومعظم الشون لتبقى مبانيها الثرية والمتنوعة غير مستغلة يكسوها التراب.
متاحف ومعارض
وفي محاولة لإحياء المباني التجارية والصناعية الغير مستغلة بمنطقة مينا البصل في الإسكندرية، أعدت الدكتورة هبة أبو الفضل، مدرس مساعد بكلية الفنون الجميلة جامعة الإسكندرية، دراسة لإعادة استغلال المنطقة ضمن مشروع تنمية محور المحمودية "شريان الأمل".
وحددت الدراسة 8 مبان ذات طراز معماري مميز، معظمها أصبحت خاوية على عروشها يغطيها التراب، يمكن إعادة تطويرها واستخدامها كمتاحف أو معارض أو مكتبات أو منشآت ترفيهية وتجارية، بما يتلائم مع طابع عروس البحر المتوسط ويخلق نوعا من التواصل بين الماضي والحاضر.
بورصة مينا البصل
والمباني الثمانية المقرر تطويرها هي "بورصة مينا البصل" مكونة من طابقين بمساحة 7300 متر، "مكبس النيل" مكون من 4 طوابق بمساحة 13 ألف متر، و"مكبس مصر" 4 طوابق بمساحة 6700 متر، "شونة ومكبس التاريخ" 4 طوابق بمساحة 12 ألف و200 متر، "مخزن بنك الإسكندرية"، 6 طوابق بمساحة 6600 متر، "مخزن بنك مصر"، طابقين بمساحة 15 ألف و700 متر، و"مبنى المبخرة"، مكون من طابقين بمساحة 15 ألف و700 متر، فضلًا عن "شونة ومكبس 45".
وتشمل الدراسة إلى جانب المباني الثمانية البالغ مساحتهم نحو 100 ألف متر، تطوير وإحياء مبنى محطة قطار مينا البصل التي تعد الأقدم في الإسكندرية، من خلال تحويلها لمتحف ومركز ثقافي.
دراسة فرنسية
الوكالة الفرنسية للتنمية "UPFI" قدمت دراسة مماثلة لمحافظة الإسكندرية تحت عنوان "التطوير الحضري لمنطقة مينا البصل وكفر عشري، يهدف لإعادة تأهيل المناطق الصناعية والتجارية وإبراز قيمتها التراثية، بمشاركة 20 جهة مصرية ودولية، من بينها بنك الاستثمار الأوروبي.
ووفقًا لمحافظة الإسكندرية، يخضع المشروع الفرنسي حاليًا لدراسة متعلقة بالتمويل والتركيب المالي من قبل المانحين الشركاء في المبادرة من أجل إنجازه في أسرع وقت للاستفادة من المباني التراثية التي أصبحت مجرد شاهد على حقبة انقضت من الانتعاش الاقتصادي.
حياة ثانية
الدكتور إسلام عاصم، نقيب المرشدين السياحيين السابق، ورئيس جمعية التراث والفنون التقليدية في الإسكندرية، كشف عن قيام جهات عديدة بإجراء دراسات ومخططات لتطوير المنطقة منها الوكالة الفرنسية وكلية الفنون الجميلة وجامعات ألمانية، قائلا:"نتمنى أن يمنح شريان الأمل حياة ثانية لمينا البصل قريبًا".
وقال"عاصم" في تصريح لـ"مصراوي" إن شون ومخازن حي مينا البصل التي أنشئت في عهد محمد علي تحوي عناصر وشواهد معمارية مميزة شاهدة على حقبة تاريخية عريقة، موضحا أن عمر تلك المباني يفوق 100 عامًا.
وأشار إلى أن معظم المباني ذات مساحة كبيرة ما يعطي الفرصة لإعادة استخدامها في أنشطة متنوعة مع الحفاظ على الطرز والزخارف المعمارية الموجودة في الواجهات، مطالبًا أن تشمل عند تطويرها أماكن ثقافية مثل المسارح والمعارض لخلق ظهير ثقافي للإسكندرية.
ودعا نقيب المرشدين السياحيين الأسبق، للإسراع في تنفيذ خطط "الاستخدام المعدّل" لمباني مينا البصل قبل الانتهاء من مشروع شريان الأمل، محذرًا من خطورة حركة المرور والنقل الثقيل بالمحور الجاري تنفيذه على تلك المباني التي أنشئت بطريقة الحوائط الحاملة دون أعمدة خراسانية.
فيديو قد يعجبك: