إعلان

صور| في النوبة فقط إفطار المنزل ممنوع.. والحلو المر والأبريه أساسيان

05:58 م الثلاثاء 14 مايو 2019

أسوان - إيهاب عمران :

"في رمضان ممنوع الفطار في البيت" شعار كان يرفعه ويطبقه أهالي النوبة القديمة حيث يجتمع سكان كل شارع أو منطقة ويتناولون معًا طعام الإفطار في الشارع أمام المنازل.

وقبل آذان المغرب يخرج كل شخص بصينية تحمل الأطباق والمشروبات والحلويات ويجتمع الكل لتناول الإفطار.

ورغم مغريات الحياة الحديثة وما شهدته العلاقات الاجتماعية من تراخي وتباعد إلا أن أبناء النوبة وخاصة في القرى ما يزالون يحافظون على هذه العادة الجميلة، وحتى القرى التي اختفت منها تلك العادة يحرص أهلها على إقامة حفل إفطار مرة واحدة لجميع أهالي القرية، وبعد الإفطار وصلاة العشاء والتراويح تستمر السهرات وجلسات السمر حتى موعد السحور.

"الأبرية والحلو المر والكركديه أشهر مشروبات رمضان في النوبة".. بهذه العبارة بدأ عبدالناصر صابر، مرشد سياحي من أبناء النوبة، حديثه لـ"مصراوي" مضيفًا أن هناك مشروبات تميز بها النوبيين ومنها الكركديه والأبرية والحلو المر وأصله سوداني وهو أحد المشروبات التراثية ويشبه مشروب الأبريه النوبي، عبارة عن رقائق من خليط القمح ودقيق الذرة معجونة بمجموعة من التوابل مثل الزنجبيل والقرفة والقرنفل والحبهان وتوابل عديدة ثم تفرد هذه الخلطة على الصاج الساخن (الدوكة) فتكون مثل رقائق الفطير وتترك لتجف ثم يُنقع الحلو مُر في كوب كبير مع كمية مناسبة من الماء ثم يصفى ويحلى بالسكر ثم يصفى ويقدم في أكواب.

وأضافت أسماء بدوي، نوبية، هناك أكلات ومشروبات نوبية ترتبط بشهر رمضان، ولا يعرف طريقة صنعها سوى النوبيين، مثل مشروب الأبرية وعيش الدوكة والمعروف باسم (سناسن)، والفتى أي الفتة ولكنها تصنع بالزبادي واللبن، وغيرها من المأكولات والمشروبات الأخرى التي تتفنن المرأة النوبية في إعدادها وتجهيزها للشهر الفضيل.

وتبدأ السيدة النوبية قبل قدوم شهر رمضان بأسابيع، في إعداد المشروب الأشهر وهو "الأبرية" والذي يقدم يوميًا مع العصائر والمشروبات على مائدة الإفطار، وهو عبارة عن ماء ودقيق يعجن بطريقة مميزة، ويتم خبزه على "دوكة حديدية"، حتى يصبح رقائق هشة، وتكسر جيدًا ثم تخزن جيدًا لحين قدوم شهر رمضان، ويتم إعدادها بإضافة عصير الليمون، فيوضع على العصير ويقدم على مائدة الإفطار، وهو يروي العطش عقب صيام طويل في الطقس الساخن بالمحافظة.

وتابعت، "تناول الأبريه مع التمر إحدى الوجبات الرئيسية عند النوبيين، فالتمر بالنسبة للنوبي زاد وحياة، ومكون أساسي على الإفطار، حيث ينقع في الماء أو اللبن أو يتم غليه في المياه ثم يوضع قبل موعد الإفطار بوقت كاف حتى يصبح طريا وجاهزًا للتناول، وهى من العادات التي يحرص عليها أبناء النوبة منذ زمن، إلى جانب المشروبات النوبية كالكركديه والدوم والتمر هندي.

وأكملت شادية حسين سيدة نوبية، من أشهر الأطباق المميزة للنوبيين "الكابد"، وهو عبارة عن عجينة تخبز على الدوكة الحديدية تشبه القطايف، ثم يتم وضعها على "الويكة" وهي ساخنة، أو الملوخية «الأتر»، ونستخدم فيها أوراق الخبيزة بدلاً من الملوخية، كما يخبز الكابد لتناوله في التحلية بوضع العسل الأسود والسمن عليه.

وتابعت، "نخبز السناسن بطريقة سهلة وبسيطة وإمكانياته متوفرة دائمًا في كل منزل، حيث يصنع من الدقيق الأبيض الخام المطحون ويضاف إليه دقيق شامي يأتي به النوبيين من مدينة دراو، ثم يعجن بالماء وتضاف إليه الخميرة، ويترك نحو 30 دقيقة ليختمر بالدرجة المطلوبة، ويخبز على الدوكة وهي عبارة عن فرن صغير مسطح مصنوعة من الحديد أو الصاج يفرد عليها طبقة رقيقة من العجين وهي شبيهة لفرن الكنافة البلدي لكنها أصغر حجمًا، ويصل الخبز إلى درجة النضج المطلوبة في نحو دقيقتين

ويفضل بالملوخية "الإتر" أو المرق "الشوربة" أو الويكة أو العدس، ومنهم من يستبدله بالخبز ويأكل به جميع الأكلات، وهو يشبه "الكريب" في حجمه وطريق عمله لكن له نكهته المميزة عن أي خبز آخر، ويخبزه النوبيون بكميات كبيرة ويحفظ في الثلاجة ليكون جاهزًا وقت الأكل بالتسخين فقط.

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان