اللحظات الأخيرة لـ"شهيد الإسعاف الشهم" في حريق محطة مصر.. "سَلِم وَردية ومِرَوح"
الشرقية – فاطمة الديب:
"انفجارات.. حرائق.. حوادث" كلها أشياء اعتاد "خالد" على رؤيتها والتعامل معها خلال فترة كمله سائقًا في مرفق "الإسعاف"، لكنها ربما حينها لم يدرك أنه يوم الأربعاء الماضي سوف يتبدل به الحال، ويحمله زميل آخر كما حمل هو أناس لا يعرفهم من قلب الحادث إلى مستقرهم ومستودعهم الأخير.
"مصراوي" التقى أصدقاء ""خالد عبدالمنعم إبراهيم"، السائق في مرفق الإسعاف للوقوف على اللحظات الأخيرة في حياته.
"خلص شغله وسلم ورديته وكان مروح".. قالها محمد حنفي، المشرف بمرفق إسعاف القاهرة لـ"مصراوي" ساردًا اللحظات الأخيرة في حياة زميله "خالد" والذي راح ضمن ضحايا الانفجار الذي وقع بمحطة قطارات مصر، بعدما أصيب بحروق نسبتها 85% لفظ على إثرها أنفاسه الأخيرة صباح اليوم الخميس، فيما أوضح المشرف: "من سوء حظه إنه كان موجودًا على نفس الرصيف بتاع الحريق".
"خالد كان معانا من 2008، وشارك معانا في جميع الأحداث وعمره ما اتأخر ولا غاب يوم.. كان بيحب شغله أوي وبيقدسه" قالها الرجل بصوت حملت نبرته حزنًا كبيرا، وتابع: "كان شهم وجدع بزيادة".
"ما كانش بيخاف على نفسه ولما يبقي فيه حادث سواء انفجار أو غيره كان بيرمي نفسه في المشكلة، وأهم حاجه عنده إنه يكون سبب في إنقاذ إنسان".. عبارة التقط بها أيمن محمد، أحد أصدقاء الشهيد، أطراف الحديث، مؤكدًا أنه كان يتمتع بالرحمة وطيبة القلب قائلًا "الله يرحمه كان فعلًا إنسان بمعني الكلمة".
فيما أكد أصدقاؤه أن الجثمان موجود الآن في مستشفى "دار الشفاء" بالقاهرة استعدادًا لإنهاء الإجراءات ونقله إلى قرية "بندف" التابعة لقرية منيا القمح في محافظة الشرقية لتشييعه إلى مستقره ومستودعه الأخير في مقابر عائلته.
يذكر أن الشهيد "خالد عبدالمنعم إبراهيم" 39 عامًا، متزوج ولديه طفلان "ذكور" يُقيم بقرية "بندف" التابعة لمركز منيا القمح بمحافظة الشرقية، توفي أمس الأربعاء، في حادث قطار محطة مصر.
والجدير بالذكر أن وزارة الصحة، أعلنت عن وفاة 22 مواطنًا وإصابة 41 آخرين في حريق محطة مصر، ونُقل المصابون إلى مستشفى دار الشفاء، ومعهد ناصر، والهلال، وشبرا، وأوضحت وزارة الصحة أنَّ حالات المصابين تراوحت بين بسيطة إلى متوسطة، إضافة إلى بعض الحالات الدقيقة أغلبها كسور وحروق.
فيديو قد يعجبك: