إعلان

"أنا قلبى برج حمام".. "الغية" هواية معلقة فوق الأسطح (صور)

10:45 ص الخميس 21 فبراير 2019

الإسماعيلية - محمد عوض:

يقضي علاء جزءًا كبيرًا من وقته فوق سطح منزله، للاعتناء بـ"غية الحمام"، تلك الهواية التي تعلق قلبه بها منذ أن كان في المرحلة الإعدادية، فيبدأ بالترتيب أماكن الحمام وتدريبه على الطيران، وقبل غروب الشمس يتابع الطيور وهي تحلق في السماء ويخاطبها بلغة تعتمد على الإشارة بالراية والصافرات.

في مصر حوالي 50 مليون طائر حمام في مزارع التربية، حيث تسمي "أبراج" في الريف، و"غية" أو "داير" في المدن والأحياء الشعبية.

فوق أسطح كثير من منازل الأحياء الشعبية ترتفع هياكل خشبية لتربية الحمام ، تجمع بين التجارة وهواية اقتناء سلالات قوية ونادرة من الحمام، كادت أن تنقرض هواية تربية الحمام، مع توقف عمل اتحاد مربي الزاجل، بعدما ضرب مرض "إنفلونزا الطيور" مصر عام 2006، واضطر كثير من المربيين لذبح طيورهم ووقف الهواية.

تربية الحمام مليئة بالأسرار، يقول عنها "علاء": "الحمام هواية وغية، لا نتعامل معها كتجارة أبدا، يكفيني أن أجلس لأتابع الطيور تحلق فوق الغية، وتستعد لخوض سباقات".

يساعد علاء في إدارة داير حمام يملكه صديقه "وليد صالح"، ويحكي عن الهواية ويقول "معظم الطيور هنا تسمي نش أو تماسي"، وتعتمد الهواية على تدريب الحمام على الطيران لمسافات طويلة والاشتباك أحيانا مع أسراب الحمام للجيران".

يرتفع داير الحمام لمسافة 20 مترا إضافية فوق منزل مكون من أربعة طوابق وبعرض غرفة منزلية، مقسمة إلى حجرات صغيرة يسكنها الحمام ليلا بعد العودة من رحلة الطيران.

يضيف "علاء"، "الحمام هواية مكلفة، فإنشاء الداير قد يكلف المربي من 5 آلاف إلى 80 ألف جنيه، بحسب المساحة والارتفاع، بالإضافة إلى الحمام نفسه واستيلاد سلالات جديدة".

لم يتكف علاء ووليد بتربية حمام للطيران فوق المنزل فقط، واقتنيا حمامًا زاجلًا يشارك في سباقات محلية، عادت من جديد قبل عامين بعد عودة نشاط اتحاد الزاجل.

الفارق بين داير حمام "النش" وحظيرة الحمام الزاجل، يكشفه عمار يوسف أحد أقدم مربي الحمام الزاجل بمدينة الإسماعيلية ويقول: "الفارق في شكل الغرف فحظيرة الزاجل تسمي (لوفت) وهو اسم أجنبي وكذلك شكل المبني بطراز أوروبي، مصمم بطريقة تسهل على الحمام التعامل مع المسكن في السباقات الطويلة".

يشارك "عمار" في سباقات اتحاد الزاجل بطيور لمسافات من300 إلى 700 كيلو متر: "عدد المتسابقين كان قليل في الإسماعيلية ولكن الهواية بدأت في الانتشار مؤخرا، وبدأ مربو الحمام المشاركة في تربية الزاجل بعدما شاهدوا نبل الهواية".

تختلف قواعد التربية بين "النش" والزاجل" ، فالأول تضع قواعده مبدأ الخصومة، فيتفق أصحاب " الدوائر" علي الخصام أو الصلح، ليتحدد طريقة التعامل بينهم، فمن يمسك بطير لا يملكه من حقه الاحتفاظ به إذا كان في خصومه مع مالكه .

ويقول عمار يوسف "في الزاجل الكل في حالة تصالح.. إذا أخطأ طير في العودة لمنزله يبلغ من يجده عن الطير الغريب عنده حتى يتعرف علىصاحبه ويعيده له".

وبخلاف علاقات التربية تختلف أنواع الحمام بحسب هدف التربية، فهناك من يربي للأكل فيلجأ إلى الأنواع البلدية، وهناك من يختار الحمام الزاجل ليشارك في السباقات، وهناك من يقتني الحمام لجمال صوته مثل اليمني، أو لطريقة الطيران الغريبة مثل "الشقلباظ".

فيديو قد يعجبك: