إعلان

رفض عرض سفير أمريكا.. قصة طالب اخترع تكييف من ليف النخيل بالوادي الجديد

12:22 ص الأربعاء 09 أكتوبر 2019

تطبيق مصراوي

لرؤيــــه أصدق للأحــــداث

الوادي الجديد – محمد الباريسي:

قديمًا قالوا الحاجة أم الاختراع، إلا أن البعض يُغفل أحيانًا ان البيئة المحيطة وما يتوافر فيها من مواد متاحة، ربما كانت هي أيضًا دافعًا وسببًا للكثير من الاختراعات، في قاعدة اكدها "محمد" الطالب المخترع الذي استغل عناصر بيئته في اختراع أدوات مفيدة بأقل التكاليف.

"مصراوي" التقى "الطالب المخترع" للوقوف على ماهية اختراعه الجديد، وجدواه الاقتصادية وما يواجه من عقبات أو ما يحتاج إليه حتى يتمكن من إفادة أهله ووطنه.

محمد منصور، خريج مدرسة الخارجة الثانوية الصناعية بالوادي الجديد، والحاصل على المركز الثالث على مستوى قطاع الصعيد في الدبلومات الفنية العام الماضي 2018\2019، نجح في تصميم وتنفيذ تكييف صحراوي بخامات البيئة وبتكلفة أقل من الأجهزة المصنعة وبقدرة أعلى، ما دفع السفير الأمريكي لدعوته لتنفيذ المشروع بالولايات المتحدة الأمريكية، ووعده بمنحة سفر ودراسة مجانية له، إلا أن الطالب رفض أملًا منه في دعم وطنه له وتنفيذ التجربة لأبناء المحافظة، في ظل مناخها الحار الجاف والذي يصلح معه التكييفات أو المبردات الصحراوية.

محمد منصور حسين عبد المولي، ابن واحة الخارجة، والذي يدرس حاليًا بالفرقة الأولي بالمعهد العالي لتكنولوجيا البصريات بالقاهرة، قال لـ"مصراوي"، إن فكرة الجهاز والمشروع جاءت من خلال وجود جسم خارجي لغسالة اوتوماتيك كان معد للإلقاء في القمامة، ما جعله يفكر في كيفية استغلاله، مع وضع كمية من ليف أشجار النخيل بداخله ليتحول إلى مبرد للهواء.

وأضاف "محمد"، "الفكرة بدأت تتطور وبدأت تنفيذ الجهاز والذي يتكون من جسم غسالة قديم، وكمية من ليف النخيل والمنتشر في المحافظة بشكل كبير جدًا ومجاني، ووضعته داخل راقات حديدية، مع تركيب شفاط هواء كهربائي عادي للجهاز وأوصلت به مصدر مياه ليسحب الشفاط الهواء البارد بسبب مروره داخل ليف النخيل.

ولفت إلى، أن الفكرة نبعت من تراث الواحة، حيث أن أهالي الواحة قديمًا كان يلفون ليف أشجار النخيل حول "الزير" و"القلة" لتبريد المياه، بسبب قدرة الليف على تخفيض درجة حرارة الهواء ما يتسبب في تبريد مياه الزير أو القلة الفخار، وهو ما جعلني أفكر في استخدامه في التكييف الصحراوي، مع تركيب ترمومتر على جسم الجهاز، ووضع عوازل بين جسم الشفاط وجسم الغسالة لتخفيف وكتم أي أصوات تصدر عن الجهاز، وبالفعل نجح الجهاز في تبريد غرفة بمساحة 5×6 أمتار بإجمالي 30 مترًا وتوصيل درجة الحرارة بداخلها إلى 14 درجة مئوية.

وتابع "محمد" "بدأت أطور الفكرة حتى وصلت خلال العام الماضي فقط، إلى تركيب وحدة طاقة شمسية على الجهاز لتوفير الكهرباء مع إمكانية تشغيله بالكهرباء في نفس الوقت، مع تركيب جهاز "ريموت كنترول"، وبذلك يعتبر أول جهاز تكييف صحراوي يعمل بهذا النظام والتحكم عن بعد.

وتابع قائلا: "من مميزات الجهاز انخفاض تكلفة تصنيعه وتوفيره للطاقة والمياه، حيث إن الجهاز يتكلف من 1500 – 2000 جنيه فقط، ويستهلك لتر مياه كل ساعة فقط، وتقل تكلفته عن أي جهاز آخر بنسبة 75% حيث عن أقل سعر لجهاز تكييف صحراوي هي 5 آلاف جنيه، كما أن من مميزات الجهاز أن ليف النخيل متوفر ولديه قدرة على امتصاص رواسب الحديد والأملاح في المياه الجوفية التي تشكل المصدر الرئيسي للمياه بالوادي الجديد، وهو ما يقلل من فترة تعرض الجهاز للصدأ والتملح مثل باقي الأجهزة المنتشرة في السوق، إضافة إلى سهولة الحصول على ليف النخيل، وهو مجاني بالمحافظة، بينما الليف المتواجد في الأجهزة في السوق يجري تغييره كل عام وبسعر من 200 - 400 جنيه.

ونوه إلى أن محافظ الإقليم، اللواء محمد الزملوط، وعده بورشة مجانية لتنفيذ المشروع بالمنطقة الحرفية بالمحافظة، مع مخاطبة عدة جهات لتمويل المشروع وتجهيز الورشة، مع صرف 10 آلاف جنيه، كمكافأة للتفوق الدراسي عن العام الماضي وهو ما لم يحدث حتى الآن.

وكان اللواء محمد الزملوط محافظ الوادي الجديد، كرم يوم الثلاثاء الموافق الأول من أكتوبر الجاري، الطالب محمد منصور الحاصل على المركز الثالث على مستوى الصعيد في الشهادة الثانوية الفنية والذي نجح في تصميم جهاز تكييف صحراوي من مخلفات البيئة يمتاز بجودة عالية وتكلفة مادية أقل من مثيله بالأسواق، وذلك بمكتبه بالديوان العام، من خلال منحة شهادة تقدير.

كما قدم السفير الأمريكي الحالي، عرضًا لي لتطبيق المشروع بأمريكا، ومنحي منحة إقامة ودراسة هناك إلا أنني وأسرتي عارضت الفكرة وفضلت أن أبقى في وطني، كما أنني أدرس حاليًا في منحة من السفارة الأمريكية لتعليم اللغة الانجليزية، والحاسب الألي والمهارات الحياتية بالقاهرة.

كما وجه المحافظ بتخصيص ورشة لتنفيذ التجربة بشكل احترافي وذلك في إطار دعم ومساندة المشروعات الشبابية وتشجيع الأفكار المستحدثة لأفكار الشباب لتعميم الفكرة واستغلالها يعود بالنفع على أهالي ومؤسسات المحافظة.

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان