لم يتم العثور على نتائج البحث

إعلان

بالفيديو- سر نقل عزاء "مروة".. والد الطفلة ضحية الأمطار يروي كواليس المشهد الأخير

04:42 م الخميس 24 أكتوبر 2019

الشرقية – فاطمة الديب:

أضواء تُجاهد للنفاذ في عتمة الليل وغياب إنارة الأعمدة بالطريق العام، وصوت الشيخ عبد الباسط عبدالصمد يصدح بالقرآن وسط المشهد الموجع، فالجميع اصطف لتقديم العزاء لجارهم، الذي لا يعرفه بعضهم، لكن الجميع سمع ورأى مشهدًا سيظل عالقًا في الأذهان لحين محاسبة من تسبب بصورة أو بأخرى في مصرع طفلة بالكاد أتمت ربيعها العاشر إثر ملامستها عمود إنارة به ماس كهربائي سببته مياه المطر بمدينة العاشر من رمضان.

على بُعد أمتار قليلة من منطقة "المستودع" في المجاورة 46 بمدينة العاشر من رمضان، وبينما أغلق الجميع أبوابه على أسرته خشية تقلبات الطقس، كان "صادق عبد المجيد صادق" فني التمريض، يجر قدميه هو ونجليه هاني ومحمد، ويستعدون لاستقبال المُعزين في وفاة ابنته الطفلة "مروة"، والتي فارقت الحياة لتحل ضحية جديدة في سجل ضحايا مياه الأمطار وما تُسببه من حوادث، لكن واقعة "مروة" ربما حملت في طياتها ملابسات أكثر.

بداية الأحداث كانت عصر أمس الثلاثاء، عندما تبدل الطقس فجأة في المدينة الصناعية الأبرز بمحافظة الشرقية، وتزامن ذلك مع توقيت عودة الطفلة من درس خصوصي كانت فيه برفقة إحدى صديقاتها بالصف الخامس الابتدائي، وما أن توقف الميكروباص بالقرب من أحد الشوارع المعروفة بالحي الرابع عشر، مسكن الطفلة، هبطت الطفلتان في طريق العودة، لكن مروة حاولت أن تتفادى مياه الأمطار بالاستناد على عمود إنارة وجدته قريبًا منها، لكن الموت كان أقرب، في صورة عمود إنارة ضربته مياه الأمطار وسببت ماسًا به صعق الطفلة وأنهى حياتها في لحظات أمام مرأى ومسمع من المارة في ذلك الوقت.

لم تحتمل صديقة "مروة" ما جرى وسقوطها هامدةً في مياه المطر، لتهرول الطفلة الناجية من فورها إلى منزل أسرة صديقتها تُخبرهم بما جرى لزميلتها التي كانت تضحك في وجهها قبل دقائق.

"جريت مع صاحبتها قولنا يمكن يكون لسه فيها الروح".. بهذه العبارة لخص الأب "صادق" لـ"مصراوي" بداية معرفته بما جرى لابنته، موضحًا أنه ذهب سريعًا يسابق الزمن لمحاولة نجدة طفلته، لكن المشهد كان أسوأ بكثير مما تخيله ذهنه عن رواية صديقة طفلته: "لقيتها غرقانة في المياه مش باين منها غير شنطتها".

وتابع: "اتصلت بالنجدة 4 مرات محدش جه لغاية ما شوفنا واحد سايق لودر وانتشلنا البنت زي ما ظهر في الفيديو اللي موجود على السوشيال ميديا، وبعدها جرينا بيها على مستشفى التأمين الصحي يمكن نلحق ننقذها، لكن أمر الله نفذ خلاص وبنتي ماتت".

انتهى الرجل من سرد تفاصيل ما جرى، قبل أن يتطرق في حديثه إلى غياب المسئولين بصورة واضحة عن المشهد منذ بدايته وحتى النهاية: "محدش جالنا من المسئولين، المحافظ عرفت إنه كلف وكيل وزارة التربية والتعليم ووكيل وزارة التضامن يحضروا الجنازة والعزا، لكن محدش جالي غير موظف بيقول إنه من التضامن، ولما سألته على بطاقة تثبت وظيفته ملقيتش حاجة، دا غير واحد تاني جه وقال إنه تبع رئيس الجهاز".

وتابع: "العزا بدل ما يتعمل جنب بيتنا في الحي 14، عملته هنا علشان بوابة البيت فيها ماس كهربائي هي كمان وبلغت بيه المسئولين".

وأشار والد الطفلة مروة، إلى أن كل ما يرجوه أن يصل صوته للرئيس عبد الفتاح السيسي، قائلًا: "نفسي صوتي يوصل للرئيس وأقول له إن مروة الله يرحمها طفلة ماتت بسبب الإهمال، وإن كل طلبي إنه يحقق بنفسه في اللي حصل ويحاسب اللي أخطأ علشان العيال اللي بتموت بسبب عمدان الإنارة ومياه الأمطار".

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان