"الحاجة سعاد" أقدم موزعة صحف بالفيوم: "الورقية ماتت ومتنا معاها"
الفيوم – حسين فتحى:
أسفل إحدى العمارات العتيقة بشارع "البوستة " بمدينة الفيوم تجلس الحاجة سعاد أحمد محمد والمعروفة بـ " أم توبة " أقدم بائعة صحف بالمحافظة، تواجه حرارة الشمس صيفًا وبرد الشتاء، دون كلل أو ملل، رغم تجاوز عمرها الـ 83 عامًا.
تجلس الحاجة سعاد على "فرشها" لبيع الصحف والمجلات، ويلقي عليها السلام أغلب المارة من عشاق القراءة بالفيوم، الذين ينتظرون عندها وصول سيارات توزيع الصحف القادمة من القاهرة ليلًا للحصول على "غذاء روحهم".
تقول سعاد لـ"مصراوي" قضيت أغلب حياتي على "فرش" توزيع الصحف بعد وفاة زوجي فى فترة الستينات، مستمتعة بلقاء المثقفين من القراء وحواراتهم عندي.
وتضيف:" لم أفارق مكاني منذ ستينات القرن الماضي وعاصرت أحداثًا عدة مرت بها البلاد وتسببت في رواجًا كبيرًا للصحف والمجلات، لكن كانت أكثرة فترة في التوزيع خلال فترة الرئيس الراحل محمد أنور السادات، وأيام أم كلثوم وعبد الحليم حافظ".
وأشارت إلى أن الصحافة الورقية تعاني من نقص كبير في التوزيع منذ حوالي 10 سنوات وتدنى بشكل كبير خلال الأربعة أعوام الأخيرة، "الصحف ماتت ومات معها موزعيها، لم نعد نستطيع تدبير قوت يومنا، وأصبح كثير منا يتسولون للعيش خاصة بعد أن انصرف القراء للتوجه نحو المواقع الإلكترونية، باستثناء فئة قليلة من كبار السن".
وطالبت الحاجة سعاد في ختام حديثها بتخصيص كشك صغير يأويها من حرارة شمس الصيف وبرودة الشتاء، كما تمنت أن يمنحها الرئيس عبدالفتاح السيسي فرصة للحج لتختتم به حياتها، بحسب قولها.
فيديو قد يعجبك: