شاهدتهما أثناء ممارسة الرذيلة.. إحالة أوراق قاتلي الطفلة دنيا للمفتي
مصراوي
قررت محكمة جنايات الزقازيق، برئاسة المستشار مختار محمد ماضي، إحالة أوراق قاتل الطفلة "دنيا" وابنته إلى مفتي الجمهورية، وحددت جلسة 24 مارس المُقبل، للنُطق بالحكم.
بدات أحداث القضية يوم الأحد 17 ديسمبر الماضي، حين فَزِعَ أهالي جزيرة "عليوة" التابعة لدائرة مركز الحسينية بمحافظة الشرقية، على صوت عويل إحدى سيدات القرية تبحث منادية على ابنتها "دنيا" بنت الثلاث سنوات: "محدش شاف دنيا يا ناس.. بنتي مش لقياها"، فيما استمر البحث لعدة ساعات تجاوزت الثمانية، حتى حل المساء ويعثر الأهالي على الطفلة جثة هادمة مُجردة من قرطها الذهبي.
طفلة في عمر الزهور بالكاد تفتحت "وردة" ربيعها الثالث، عهدها الجميع بابتسامتها الهادئة، لكن نهايتها كانت موجعة لكل من رأها يومًا، والأفجعَّ في الأمر أن من قتلها شخص يُفترض أن يكون أحن الرجال عليها بعد والدها، إلا أن عمها كتم أنفاسها وأزهق روحها؛ بعد أن أوقعها حظها العثر أن تراه وهو يُضاجع ابنته ويعاشرها معاشرة الأزواج.
للوهلة الأولى ظهر الحادث على أنه سرقة مُقترنة بالقتل، لكن التحريات ذهبت إلى أن آخر مشاهد للطفلة كانت بصحبة "أسماء" ابنة عمها، والتي بدت مُرتبكة على غير عادتها وغير مبالية من فقد طفلة كانت بمثابة الطفلة المُدللة للعائلة بأكملها.
استمعت مباحث المركز لأقوال أسرة الطفلة، لكن حينما جاء الدور على "أسماء" صمتت قليلًا قبل أن ترد بطلاقة: "مكانش قصدي أموتها"، وهنا بدأت خيوط الجريمة في التكشف؛ إذ أدلت ابنة عم الطفلة بأن وفاتها كانت قضاء وقدر: "كنت بهش الفراخ اللي عندنا وجيت أحدفها بالطوب طوبة جت في دماغ دنيا من غير ما أقصد".
اعترافات المتهمة كشفت عن جريمة مُكتملة الأركان؛ فتقرير الطب الشرعي والمعاينة الجنائية للجُثة أظهرت وجود "زرقان" حول رقبتها، ما يُرجح وفاتها جنائيًا، وبمواجهة المُتهمة حاولت التأكيد على روايتها الأولى، لكن بتضييق الخناق عليها أدلت باعترافات تفصيلية لا يُصدقها عقل.
"كنت في حُضن أبويا بيمارس معايا".. قالتها المتهمة وعيونها في الأرض تحاول أن تخفي ما اقترفته يداها هي ومن أتت نُطفتها من صُلبه: "أبويا كان بيعاشرني لكن حظ دنيا إنها شافتنا، وقتها أبويا اتفزع وخاف تكشف سرنا راح خنقها، وأول ما ماتت حاولنا نداري اللي عملناه واتفقت مع أبويا إننا نتخلص من الجثة في الشارع بعد ما خدت حلق دنيا ورميته في الحمام علشان الحادثة تبان إن اللي قتلها عمل كده علشان يسرق الدهب".
وفور ضبط والد أسماء، أكد في اعترافاته أقوال نجلته، وأنه عاشر ابنته وقتل طفلة شقيقة بعدما شاهدتهما في وضع مُخل.
كان اللواء رضا طبلية، مدير أمن الشرقية، تلقى إخطارًا من اللواء محمد والي، مدير المباحث الجنائية، يفيد بالعثور على جثة الطفلة "دنيا عبده" 3 سنوات، من جزيرة "عليوة" التابعة لدائرة مركز الحسينية، وذلك بعد 8 ساعات من اختفائها، حيث تبين سرقة قرطها الذهبي، فيما تبين أن وراء ارتكاب الواقعة ابنة عم الطفلة، وتُدعى "أسماء.م.م" 20 عامًا.
ضبط المتهم، والتي أفادت بأنها كانت تقذف الطيور بالحجارة فأصابت الطفلة بدون قصد، ما أسفر عن وفاتها في الحال، إلا أنها خشيت أن يكتشف أمرها الأهل فأخذت القرط الذهبي من أذن الطفلة وألقته في الحمام، إلا أن تقرير الطب الشرعي كشف عن وجود جريمة أكبر من "القتل الخطأ" الذي ادعته المتهمة؛ حيث تبين وفاة الطفلة نتيجة إصابة تعرضت لها خلف أذنها، وتبين وجود "زرقان" بجوار رقبة الطفلة ما يرجح خنقها.
وبمواجهة المتهمة اعترفت بقيام والدها بقتلها خنقًا بعدما شاهدتهما الطفلة في وضع مُخل يمارسان علاقة مُحرمة، فيما تم ضبط المتهم وبالعرض على النيابة العامة أمرت بإحالتهما محبوسان إلى محكمة جنايات الزقازيق، والتي قررت، برئاسة المستشار مختار محمد ماضي، رئيس المحكمة، إحالة أوراقهما إلى فضيلة المفتي.
فيديو قد يعجبك: