إعلان

"سيمون أرزت"..تراث يهودي في بورسعيد تحول إلى "خيال مآتة" (صور)

06:58 م الخميس 24 يناير 2019

بورسعيد - طارق الرفاعي:
"سيمون أرزت".. مبنى على الطراز الأوروبي، يطل على المجري الملاحي لقناة السويس، دائمًا ما كانت تتجه إليه أنظار ركاب السفن العابرة للقناة، لكنه أصبح اليوم مهجوراً يعاني كغيره من المباني الأثرية من الإهمال وطغيان الأبراج الشاهقة على المظهر الجمالي للمدينة الساحلية.

تاجر تبغ يهودي
يرجع اسم المبنى إلى مالكه "سيمون أرزت"، تاجر التبغ اليهودي التركي الذى امتلك أحد أكبر المتاجر في مصر خلال القرن الماضي، هكذا بدأ المؤرخ صلاح حسين، حديثه لـ"مصراوي"، مؤكدًا أن "أرزت" كان يهوديًا من مصنعي وتجار التبغ منذ عام 1869 مع افتتاح قناة السويس، وافتتح متجره الأول في شارع النهضة حاليًا - الأمير فاروق سابقًا، وحقق نجاحًا وأرباحًا كبيرة دفعته لبناء مصنعين آخرين في القاهرة والإسكندرية عامي 1907 و1913، وفي عام 1923 افتتح مول تجاري كبير بشارع فلسطين المطل على المجرى الملاحي للقناة والذي مازال يحمل اسمه حتى الآن.

مول تجاري
أشار المؤرخ المصري إلي أن "سيمون أرزت" كان واحدًا من أكبر وأشهر المتاجر في عصره على مستوى العالم، نظرًا لموقعه الفريد وطرازه الحديث وقتها، وأقيم على مساحة 2000 متر مربع، مع واجهة مطلة على الشارع بطول 40 مترًا، ويتكون من قاعة مستطيلة مع صالات عرض على طابقين، ويسمح السقف الزجاجي بإضاءته عن طريق ضوء الشمس، ولم يتبقى من ذلك الطراز المعماري، إلا مبنى واحد فقط شبيه للمبنى الموجود في بورسعيد، وهو متجر أثري في نابولي بإيطاليا.

مواعيد العمل
قال مصطفي السعيد، أحد المهتمين بالتراث، إن مواعيد العمل بـ"سيمون أرزت" كانت ترتبط بمواعيد وصول البواخر لميناء بورسعيد، وكانت تُباع فيه أفخم وأحدث المنتجات التي كانت تأتي من كل مكان في العالم، خاصةً مالطا والصين، أما الفضة فكانت تأتي من دمشق، والمطرزات والملابس كانت أغلبها مصرية وهندية، وضم أيضًا صالون لتصفيف الشعر، واستوديو للتصوير، وصيدلية، ومحل لبيع الزهور، ومكتب بريد، وكان العاملون به يصعدون على سطح السفن العابرة للترويج للبضائع وبيعها للمسافرين.

خيال مآتة
مع مرور السنوات والحروب والأحداث التي شهدتها مصر، أصبح حال المبنى يرثى له بسبب الإهمال والسرقات، وتحول إلى مبنى مهجورًا يشبه "خيال المآتة"، في ظل مطالب شعبية بإعادة ترميمه وافتتاحه، لاستغلاله في تنشيط الحركة السياحية ببورسعيد.

المحافظ يرد
من جانبه، قال اللواء عادل الغضبان، محافظ بورسعيد، إنه بحث سبل تطوير المبنى التراثي الذى يقع على ضفاف قناة السويس، مع المسئولين عن الشركة التي تدير محلات "سيمون أرزت" الشهيرة ببورسعيد، وتحويله إلى مبنى تراثي يحتفظ بشكله التاريخي، ومول تجاري حديث يليق بأهمية الموقع الذى يحتله، وطالبهم بالتفاعل مع طبيعة الموقع والاستفادة منه في جلب الزائرين، من خلال أساليب العرض الحديثة للبضائع ذات الجودة، إلى جانب التعامل مع أطقم السفن في ميناء غرب بورسعيد، كما كان الحال من قبل طوال تاريخ هذه المحلات الشهيرة.

عقد تطوير
في سياق متصل، قال حمدي أحمد، رئيس مجلس إدارة إحدى شركات التجارة الداخلية التابعة للقابضة للسياحة والفنادق، إن شركته وقعت عقدًا لتطوير "سيمون أرزت" المغلق منذ عام 1992، وسيتم تطويره بالشراكة مع القطاع الخاص، بنظام حق الانتفاع لمدة 20 سنة، باستثمارات تقدر بنحو 65 مليون جنيه، لافتًا إلى أن عملية التطوير تسغرق نحو 36 شهرًا، والعائد على الشركة يبلغ 60 مليون جنيه خلال مدة التعاقد المتفق عليها في العقد المبرم بين الطرفين.

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان