إعلان

صناعة قوارب الصيد الخشبية على ضفاف بحيرة التمساح.. حرفة تقاوم الاندثار

11:01 م الأربعاء 19 سبتمبر 2018

الإسماعيلية - محمد عوض:

جلس أحمد شطا على كرسي صغير ليستريح قليلًا من الطرق على سطح قارب صيد خشبي يعمل على صيانته منذ أسبوع، لتجهيزه للعودة للصيد في بحيرة التمساح.

"شطا" عمره الآن 67 عامًا، بدأ صناعة القوارب الخشبية منذ أن كان عمره 12 سنة، لُيساعد والده، ويُحافظ على حرفة العائلة التي أورثها لنجليه "محمد" و"سيد" مساعديه الحاليَين في ورشة يديريها على ضفة بحيرة الصيادين بمدينة الإسماعيلية.

حرفة صناعة القوارب في بحيرة التمساح ظهرت في الإسماعيلية مع انتقال صيادين من بحيرة المنزلة إلى المدينة الجديدة، وبدأت الصناعة من أخشاب جاءت من أشجار التوت على بحيرة المنزلة القريبة، وتوارثتها عائلات تسكن بجوار بحيرة الصيادين، لكن بسبب ظروف منع الصيد في بحيرة التمساح، وقناة السويس، تقلص عدد صنّاع القوارب إلى 4 ورش فقط، واقتصر عملها مؤخرًا على الصيانة.

على شاطئ بحيرة الصيادين بمدينة الإسماعيلية، ينظر "شطا" إلى مياه البحيرة، والسفن العابرة من شتى بقاع الأرض، ويُفكر في المستقبل، هل ستظل ورشته صامدة، بأخشابها؟ وإلى متى؟

قال الرجل المسن لــ"مصراوي" "انتقلت عائلتي من بحيرة المنزلة إلى الإسماعيلية منذ بداية القرن العشرين وتعلمت حرفة القوارب من والدي الذي ورثها عن عائلته".

وأضاف "تأثرت الصناعة بوقف منح تراخيص جديدة للصيد في البحيرة، وأيضًا تحديد توقيتات الصيد، ما أثّر على الصيادين، وبالتالي على صناعة القوارب.

وتابع "شطا" "قبل 10 سنوات كنت أصنع 30 فلوكة جديدة طوال العام، ولكن العام الماضي لم أنهي 3 قوارب كاملة، وأعمل أكثر على الصيانة".

تأتي الأخشاب من أشجار التوت حول البحيرة، أو من مدينة المطرية، ارتفعت أسعارها مؤخرًا لتصل إلى 6 آلاف للطن بعدما كانت 1600 جنيه، ما رفع تكلفة القارب.

تعرضت صناعة القوارب لموجة تأثر بسبب قوانين جديدة لتحديد مواقيت الإبحار للصيد، ومنع إصدار تصاريح جديدة للصيد في البحيرة، ما قلّص أعداد الصيادين، إضافة إلى مصادرة القوارب التي تصطاد في غير الأوقات المحددة، ما جعل كثير من الصيادين يهجرون المهنة، وطال التأثير صناعة القوارب.

يعمل الصيادون ببحيرة التمساح على قوارب صيد خشبية، لأن قانون تنظيم الملاحة الداخلية المصري رقم 10 لسنــة 1956، يحظر إبحار قوارب الصيد التي تعمل بمحركات آلية في بحيرة التمساح، والبحيرات المرّة، والمجرى الملاحي لقناة السويس.

فهل تصمد صناعة القوارب على ضفاف بحيرة التمساح؟ أم يكون عم "شطا" آخر صنّاع القوارب الخشبية على شاطئ البحيرة؟

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان