لم يتم العثور على نتائج البحث

إعلان

"بنموت وبنرجع للحياة تاني".. حكايات المرضى على ماكينات الغسيل الكلوي في الدقهلية

09:25 م الأربعاء 19 سبتمبر 2018

الدقهلية- رامي القناوي:

بعد واقعة وفاة 3 مرضى داخل مستشفى ديرب نجم، بمحافظة الشرقية، وإصابة 13 أثناء إجراء جلسات الغسيل الكلوي، سادت حالة من عدم الثقة، بين المرضى، وفتحت الملفات المسكوت عنها في رحلة عذابهم داخل الوحدات الطبية التابعة لمستشفيات وزارة الصحة، في ظل الغموض الذي مازال يحيط بأسباب الواقعة.

بمعدل 13 جلسة شهريًا يقضي مريض الكلى رحلته داخل مراكز ووحدات الغسيل الكلوي من أجل إجراء جلساته المؤلمة.

"بنموت وبنرجع للحياة تاني".. عبّر أحمد عبدالله، 65 سنة، عن معاناته أثناء جلسة الغسيل الكلوي، والتي تستمر أكثر من 4 ساعات متواصلة يجري خلالها سحب الدم كاملًا، وتمريره على ماكينة الغسيل من أجل تنقيته وإعادته مرة أخرى في دورة شاقة تمر من خلالها على فلاتر ماكينة الغسيل الكلوي.

انتقل "مصراوي" إلى وحدة الغسيل الكلوي بمستشفى المنصورة الدولي ووحدة طناح، للتعرّف على حال الوحدتين، وكيف يقضي مرضى الغسيل الكلوي رحلتهم من أجل الغسيل، لنجد عشرات المرضى يجلسون على أسرّة ومقاعد ماكينات الغسيل، بوجوه يملأها الحزن الممزوج بالألم المكتوم، والرضا بقضاء الله.

"بشوف الموت 13 مرة في الشهر بس هنعمل إيه ده حالنا وبحمد ربنا".. بتلك الكلمات وصف "عبدالله" معاناته بعد اكتشافه إصابته بالفشل الكلوي منذ 5 سنوات، وتردد على وحدة الغسيل الكلوي بمستشفى المنصورة الدولي لإجراء عملية الغسيل.

وأضاف "عبدالله" أنه منذ إصابته بالمرض وهو يتردد على الوحدة بصفة مستمرة إلا أن بعض المشكلات تواجهه بدءًا من تعطل بعض الماكينات، الأمر الذي يضطره للتأخر عدة ساعات نظرًا للضغط المتزايد على الماكينات التي تعمل، أو الانتظار لتعقيم وإعادة دورة المياه المعقمة مرة أخرى.

فيما روى عبدالعزيز السعيد، رحلته مع العلاج، مشيرًا إلى أنه يأتي من قرية برق العز، التابعة لمركز المنصورة، السابعة صباحًا من أجل حجز موعد مسبق لبدء جلسته، التي تستمر لمدة 4 ساعات، قائلًا: "يوم الغسيل مبشوفش النوم، وبتألم من جوايا بس ده قضاء ربنا".

وقال "السعيد" "إن المستشزمات الطبية أحيانًا بتبقى متوفرة وأوقات ننتظر حتى يتم جلبها بسبب تأخر توريدها لكن بنغسل في النهاية".

لم يختلف حال مرضى الغسيل الكلوي داخل مستشفى المنصورة الدولي عن الوحدة داخل قرية طناح التابعة لمركز المنصورة، لكن هذه المرة كانت الشكوى من المشرفين بالوحدة الذين أكدوا وجود بعض القصور.

إذ قال محمد إبراهيم، المشرف بوحدة مركز الغسيل الكلوي بقرية طناح، إن نقص المستلزمات هو السمة الأساسية داخل الوحدات، ما يتسبب في الكثير من المشكلات وتعطل عمليات الغسيل لساعات بل يضطر آخرون للتأجيل يوم.

وأضاف "إبراهيم" أن مسئولي الوحدة يضطرون لجلب المستزمات من مستشفى دكرنس العام، والتي تبعد 10 كيلومترات عن القرية على نفقتهم الخاصة، لتدبير مستلزمات الجلسات لـ75 مريضًا.

وكشف مشرف الوحدة عن قيام بعض الطلّاب التابعين لشركات الصيانة بإجراء عمليات صيانة ماكينات الغسيل الكلوي، الأمر الذي قد يؤدي إلى كارثة أشبه بما حدث بمستشفى ديرب نجم، نتيجة زيادة نسب الكلور داخل خزانات المياه.

بينما نفى إلى الدكتور أحمد محمد البيلي، مدير إدارة الكلى بمديرية الشئون الصحية بالدقهلية، ما سبق، مؤكدًا أن عملية الصيانة تجري من خلال شركات يتم التعاقد معها، وكل شهر يتم إجراء صيانة لمحطات مياه الغسيل الكلوي بتغيير الفلاتر وإضافة مادة التعقيم.

وأضاف "البيلي" أن عمليات الصيانة تجري من خلال وكلاء معتمدين لثلاث شركات نظرًا لكون مايكنات الغسيل الكلوي ثلاثة أنواع هي فريجينيا، جامبرو، بي براون، وتجرى عقود الصيانة مع الوكيل فقط، وليس شركات صيانة عامة .

وأوضح مدير إدارة الكلى بمديرية الشئون الصحية بالدقهلية أن محطات المياه الخاصة بالوحدات يتم سحب عينات عشوائية منها بصفة دورية لتحليلها في المعمل المشترك للتأكد من سلامة المحطة.

وكشف وجود أكبر عدد من وحدات الغسيل الكلوي بين محافظات مصر، داخل محافظة الدقهلية إذ تضم 31 وحدة تابعة للمديرية، إضافة إلى وحدتين تابعتين لهيئة التأمين الصحي، ووحدتين بجامعة المنصورة، بالإضافة إلى العلاج الحر، والتي تتبع المستشفيات الخاصة، والتي يبلغ عددها 18 وحدة.

وقال "البيلي" إن الدقهلية بها 750 ماكينة غسيل على مستوى المحافظة منها 180 ماكينة دخلت الخدمة خلال عامين، ويقوم بالغسيل داخل الوحدات التابعة لمديرية الصحة 2700 مريض على مستوى المحافظة .

وحول وجود بعض المشكلات قال إن الأزمة الوحيدة التي تعاني منها الوحدات هي نقص الكوادر البشرية من الأطباء، مشيرًا إلى أن عدد الأطباء بداخل الـ31 وحدة يصل لـ118 طبيبًا فقط، ويرجع ذلك لتدني الأجور إذ يصل راتب طبيب الكلى إلى 2500 جنيه، مقابل تقاضي الطبيب في حال سفره إلى المملكة العربية السعودية 25 ألف ريال، ما يضطر بعض الأطباء للعمل في الخارج.

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان